توازن القوى.. أسلحة تروي قصة النزاع بين إسرائيل وحزب الله

أسلحة إسرائيل وحزب الله.. صراع النفوذ العسكري والإقليمي

أحمد عبد الحفيظ

تعد منطقة الشرق الأوسط ساحة نزاعات معقدة تضم العديد من الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين، وكل منهم يعتمد على ترسانات متنوعة من الأسلحة لتأمين مصالحه.

واحدة من هذه النزاعات البارزة، المواجهة المستمرة بين إسرائيل وحزب الله، والتي تتشابك أيضًا مع مصالح إيران الإقليمية، ويشكل تحليل جنسيات الأسلحة التي يستخدمها الطرفان أهمية كبيرة لفهم ديناميكيات هذه الصراعات، خاصة في ضوء التدخلات الخارجية في تسليح الأطراف المتنازعة.

إسرائيل مزيج من التكنولوجيا المحلية والدعم الغربي

بحسب تقرير لصحيفة “مونت كارلو” صادر الثلاثاء 15 أكتوبر 2024، فتعتبر إسرائيل واحدة من الدول الأكثر تقدماً في مجال الصناعات الدفاعية على مستوى العالم، حيث تعتمد بشكل كبير على صناعاتها المحلية إلى جانب دعم استراتيجي من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، يساهم هذا المزيج في تعزيز قدراتها العسكرية بشكل كبير، مع تركيز على التكنولوجيا المتقدمة والابتكارات المحلية في مجال الدفاع.

الأسلحة المحلية

“ميركافا”

تعد دبابة “ميركافا” (Merkava) واحدة من أبرز الأمثلة على التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية المحلية. تم تطويرها بالكامل داخل إسرائيل لتلبية احتياجات الجيش الإسرائيلي وتكييفها مع ظروف المعارك في المنطقة.

أنظمة القبة الحديدية

طورت إسرائيل أيضًا نظام “القبة الحديدية” وهو نظام دفاعي متقدم يستخدم لاعتراض الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التي تستهدف الأراضي الإسرائيلية. يُعتبر هذا النظام مثالاً رائداً على الابتكار المحلي في مجال الدفاع الجوي.

الأسلحة الأمريكية والغربية

تعتمد إسرائيل بشكل كبير على الدعم الأمريكي، خصوصًا في مجال الطيران العسكري. على سبيل المثال، تمتلك إسرائيل أسطولًا من الطائرات المقاتلة من طراز F-35 وF-16، وهي طائرات أمريكية الصنع تزودها الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، تستورد إسرائيل أنواعًا أخرى من الأسلحة الغربية مثل أنظمة الصواريخ وأجهزة الرادار من الولايات المتحدة ودول أوروبية، ما يعزز قدراتها الدفاعية والهجومية.

حزب الله وإيران

يختلف نهج حزب الله وإيران في التسليح عن إسرائيل، حيث يعتمد الحزب على الدعم الكبير من إيران، والتي تعتبر المزود الرئيسي للأسلحة له. كما أن هناك تنوعاً في جنسيات الأسلحة التي يستخدمها حزب الله وإيران، نظرًا للعلاقات مع دول أخرى مثل روسيا وكوريا الشمالية.

الأسلحة الإيرانية

تشكل الأسلحة الإيرانية جزءاً أساسياً من ترسانة حزب الله. من أبرز هذه الأسلحة صواريخ “فجر”، وهي صواريخ إيرانية الصنع تتراوح مداها بين قصيرة إلى متوسطة. تسعى إيران من خلال تسليح حزب الله إلى تعزيز نفوذها الإقليمي ودعم حلفائها في المنطقة.

الطائرات المسيرة

توفر إيران أيضًا طائرات مسيرة متقدمة لحزب الله، منها طرازات مثل “مهاجر” و”أبابيل”، والتي تُستخدم لأغراض استطلاعية وهجومية على حد سواء. هذه الطائرات أصبحت أداة فعالة في الحروب الحديثة، خاصة في العمليات غير التقليدية.

الأسلحة الروسية والكورية الشمالية

رغم أن إيران تعد المزود الرئيسي للأسلحة لحزب الله، إلا أن بعض التقارير تشير إلى أن الحزب يستخدم أيضًا أسلحة ذات أصل روسي. على سبيل المثال، يمتلك حزب الله صواريخ مضادة للدبابات من طراز “كورنيت”، وهي أسلحة روسية الصنع أثبتت فعاليتها في مواجهة المدرعات الإسرائيلية.

يُعتقد أيضًا أن كوريا الشمالية قد زودت إيران وحزب الله ببعض الأسلحة، خاصة في مجالات تطوير الصواريخ طويلة المدى وتقنيات القذائف. هذا الدعم غير المباشر يعزز القدرات العسكرية لحزب الله ويزيد من تعقيد النزاع.

توازن القوى وتداعيات التسليح الخارجي

تعتمد إسرائيل على أسلحة غربية متقدمة وتكنولوجيا محلية للدفاع عن نفسها، بينما يحصل حزب الله على دعم إيراني مباشر وأسلحة من دول أخرى مثل روسيا وكوريا الشمالية. هذا التنوع في مصادر التسليح يعكس الأبعاد الجيوسياسية للنزاع في الشرق الأوسط، حيث تسعى القوى الكبرى إلى تعزيز نفوذها عبر تقديم الدعم العسكري لحلفائها.

تؤدي هذه التفاعلات إلى تكريس حالة عدم الاستقرار في المنطقة، حيث تتسابق الأطراف المتنازعة للحصول على أحدث الأسلحة والتكنولوجيا. في الوقت نفسه، يعزز التسليح الخارجي من تعقيد الأوضاع، مما يجعل من الحلول السياسية للصراع أمراً صعب المنال.

تأجيج الصراع

في نهاية المطاف، يمكن القول إن تنوع جنسيات الأسلحة المستخدمة في هذا الصراع يعكس مدى الترابط بين اللاعبين الإقليميين والدوليين، حيث يسهم التسليح الخارجي في تأجيج الصراعات وتغيير توازن القوى بشكل مستمر. يمكن أن يستمر هذا الوضع ما لم يتم التوصل إلى حلول دبلوماسية شاملة تنهي الاعتماد المفرط على الحلول العسكرية.

ربما يعجبك أيضا