تورط أوكراني ومعرفة أمريكية.. معلومات جديدة عن استهداف نورد ستريم

محمد النحاس

هل باتت الأدلة بشأن تورط أوكرانيا في تفجير خطي نورد ستريم دامغة؟ وهل حاولت واشنطن منع الهجوم؟


تبين أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) كانت على علم بتخطيط أوكرانيا لاستهداف خطي نورد ستريم 1 و2.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، علمت (CIA) قبل 3 أشهر من استهداف نورد ستريم عن طريق “حليف موثوق” أن أوكرانيا تخطط لهجوم سري على أنابيب الغاز عن طريق فريق صغير من الغواصين، الذين كانوا على صلة مباشرة بمسؤولين في الجيش.

تورط أوكراني

وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، فإن المعلومات التي حصلت عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وصلت إليها في شهر يونيو عام 2022، أي قبل الهجوم الذي وقع في سبتمبر بـ3 أشهر، عن طريق جهاز مخابرات أوروبي لم تسمه الصحفية لحساسية المعلومات.

اقرأ أيضًا| مناورات الناتو في بحر البلطيق.. رسالة إلى روسيا؟

وتوفر هذه المعلومات وفقًا للتقرير المنشور، أمس الثلاثاء 6 يونيو 2023، تفاصيل بشأن  الخطة، وأكثر الأدلة دقةً التي تربط أوكرانيا بالهجوم، الذي وصفته العواصم الغربية آنذاك بأنه “عمل تخريبي خطير”.

رفض التعليق على المعلومات

بحسب مسؤولين تحدثوا إلى واشنطن بوست شريطة عدم الكشف عن هوياتهم نظرًا لحساسية القضية، استند التقرير الاستخباري الأوروبي إلى معلومات عن طريق شخص في أوكرانيا.

وأطلعت الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن حصلت على المعلومات (في يونيو 2022) ألمانيا ودول أوروبية أخرى على التفاصيل، التي تظهر تورط أوكرانيا في الهجوم.

ولم يرد المسؤولون الأوكرانيون، الذين نفوا في السابق أن تكون كييف متورطة في هجوم نوردستريم، على طلبات التعليق من الصحيفة الأمريكية. وعمّا إذا كان المسؤولون في أروقة واشنطن قد حاولوا منع الهجوم أم لا، رفض البيت الأبيض التعليق. وكذلك وكالة الاستخبارات المركزية رفضت الحديث، كما تذكر واشنطن بوست.

تغيير بعض التفاصيل

كانت بعض تفاصيل الهجوم التي حصلت عليها الجهة سالفة الذكر (الأوروبية) مختلفة عمّا توصلت إليه في ما بعد عدد من الوكالات الاستخبارية الأخرى في أوروبا. ووفقًا لمسؤولين، لم تسمهم واشنطن بوست، اطلعوا في وقت سابق على تقرير الوكالة الأوروبية، فإن المجموعة الأوكرانية ربما عمدت إلى تغيير بعض التفاصيل بعد أن تبين لهم أن معلومات تخص الهجوم قد تسربت.

وفي 26 سبتمبر 2022، تسببت 3 انفجارات تحت الماء في حدوث تسريبات هائلة في خطي غاز نوردستريم 1 و2. ليتبادل الغرب وروسيا الاتهامات بشأن الوقوف وراء التفجير، ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن آنذاك الحادثة بأنها “عمل تخريبي متعمد”. وعززت من هذه الرواية الرغبة البادية لدى موسكو في خنق تدفقات الغاز المتجهة إلى أوروبا إثر التوترات التي اندلعت في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.

مجموعة من الغواصين المحترفين

بحسب الصحيفة الأمريكية، أوضحت الجهة الاستخبارية الأوربية في المعلومات التي اطلعت عليها الولايات المتحدة، بأن المهاجمين المحتملين ليسوا مجموعة من المارقين، أو الخارجين عن طوع كييف.

اقرأ أيضًا| روسيا تدعو إلى تحقيق دولي في تفجيرات نورد ستريم

وفي مارس الماضي، نشرت وسائل إعلام أمريكية معلومات عن ضلوع مجموعة من “الغواصين المحترفين” في الهجوم، وقالت إنهم مناهضون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من روسيا أو أوكرانيا، وتلقوا تدريبات لدى جهة رسمية.

هل كان الرئيس الأوكراني على علم؟

تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن تقرير الجهة الاستخبارية الأوروبية يُظهر عدد المنفذين، وأساليب الهجوم. وتلفت إلى أنه جرى إبقاء الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بمعزل عن الأمر، لمنحه “طريقة معقولة” لنفي الضلوع في الهجوم أمام العواصم الغربية.

يُذكر أن الصحفي الاستقصائي الأمريكي الشهير، سيمور هيرش، قد نشر تحقيقًا مطولًا، أشار فيه إلى تورط واشنطن في الهجوم. وحكى التفاصيل عن أحد المصادر المُطلعة، التي لم يُسمها.

ولطالما انتقدت واشنطن وكييف خطي نورد ستريم، وضغطت الولايات المتحدة على ألمانيا لوقف اعتماد نورد ستريم 2، وهو ما حدث بالفعل قبل حرب أوكرانيا بأيام معدودة.

ربما يعجبك أيضا