كيف واجهت الحكومة التونسية أسوأ موجة جفاف في البلاد؟

رؤية
وبدأت السلطات منذ أسبوعين قطع مياه الشرب ليلا في مناطق العاصمة ومدن أخرى، في محاولة لخفض الاستهلاك، في خطوة أثارت غضبا واحتجاجا بإحدى المناطق في صفاقس جنوب البلاد.

بدأت السلطات التونسية منذ أسبوعين قطع مياه الشرب ليلًا في مناطق العاصمة ومدن أخرى، في محاولة لخفض الاستهلاك.


قالت شركة توزيع المياه الحكومية في تونس، اليوم الجمعة 31 مارس 2023، إنها ستقطع المياه الصالحة للشرب لـ7ساعات يوميًّا في كل أرجاء البلاد.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الفلاحة بدء نظام الحصص للتزود بالمياه الصالحة للشرب، ومنع استخدامها في الزراعة، لمواجهة أسوأ أزمة جفاف تضرب تونس، وفق ما أوردته وكالة أنباء رويترز

جفاف شديد في تونس

وسجلت تونس، التي تعاني جفافًا شديدًا منذ 4 سنوات، انخفاضًا في الكميات المخزنة في سدودها إلى قرابة مليار متر مكعب فقط‭‭‭‭‭‭‭‭‬ ‬‬‬‬‬‬،‬أي ما يعادل 30% من الطاقة القصوى للتخزين، بسبب ندرة الأمطار.

وقالت وزارة الزراعة إنها حظرت أيضًا استخدام المياه الصالحة للشرب لغسيل السيارات وري المساحات الخضراء وتنظيف الشوارع والأماكن العامة، مضيفة أنه ستعاقب المخالفين.

غرامات وسجن للمخالفين في تونس

ووفق قانون المياه، يعاقب المخالفون بغرامة مالية وبالسجن من 6 أيام إلى 6 أشهر. ويمنح القانون السلطات حق تعليق الربط بالماء الصالح للشرب، الذي توفره شركة توزيع المياه الحكومية.

وقالت شركة توزيع المياه الحكومية، في بيان، إنها ستقطع المياه الصالحة للشرب من التاسعة ليلًا للرابعة صباحًا.

موجة جفاف في تونس لم يسبق لها مثيل

وصرح المدير العام للشركة، مصباح الهلالي، بأن موجة الجفاف في تونس لم يسبق لها مثيل، بسبب ندرة الأمطار خلال 4 سنوات متتالية للمرة الأولى. ودعا التونسيين إلى تفهم القرار الذي يأتي بسبب التغيرات المناخية.

وبدأت السلطات، منذ أسبوعين، قطع مياه الشرب ليلًا في مناطق العاصمة ومدن أخرى، في محاولة لخفض الاستهلاك، في خطوة أثارت غضبًا واحتجاجًا بإحدى المناطق في صفاقس جنوب البلاد.

غياب البديل أمام السلطات في تونس

يرى البعض أن السلطات تخاطر عبر قرار قطع المياه بتأجيج التوتر الاجتماعي، في بلد يعاني شعبه من خدمات عامة سيئة للغاية، وارتفاع معدلات التضخم واقتصاد عليل. لكن خبراء يجمعون على أنه ليس أمام السلطات أي حل سوى ترشيد المياه، لتفادي الأسوأ في ظل واحدة من أسوأ موجات الجفاف.

وأظهرت أرقام رسمية أن المياه المخزنة بسد سيدي سالم في شمال البلاد، المزود الرئيس لمياه الشرب لعدة مناطق، انخفضت إلى 16% فقط من طاقته القصوى البالغة 580 مليون متر مكعب.

وأمس الخميس، قال المسؤول باتحاد الفلاحة، محمد رجيبية،لرويترز إن موسم حصاد الحبوب في تونس سيكون “كارثيًّا”، متوقعًا انخفاض المحصول إلى ما بين 200 و250 ألف طن هذا الموسم، مقابل 750 ألف طن العام الماضي.

ربما يعجبك أيضا