تونس ترفض إملاءات صندوق النقد الدولي.. وسيناريو إيطالي للحل

أعرب الرئيس التونسي، قيس سعيد، أول من أمس الخميس 6 إبريل 2023، عن رفضه لشروط حزمة الإنقاذ من صندوق النقد الدولي.

وتبلغ الحزمة حتى الآن 1.9 مليار دولار، وكانت تونس توصلت إلى اتفاق مع الصندوق بشأن القرض في سبتمبر الماضي، لكنها لم تلبِّ الالتزامات الخاصة بالصندوق، وفقًا لقناة العربية.

رئيس تونس يرفض إملاءات صندوق النقد

قال سعيد في تصريحات صحفية إنه لن يقبل الإملاءات من صندوق النقد، مضيفًأ أن بلاده ستعتمد على نفسها. وأوضح في تصريحاته التي نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية: “المانحون يطلبون منا الاستماع إليهم، أنا أستمع فقط إلى الله وصوت الناس”، ثم أصر على “ضرورة إيجاد آليات لمنع رفع الدعم عن كاهل من يحتاج إليه”.

اقرأ أيضًا: قيس سعيد: القوانين والسيادة تحكمان سياسات تونس تجاه الأجانب

وتواجه تونس أزمة في ميزان المدفوعات، خاصة تلك القروض الخارجية المستحق دفعها في وقت لاحق من هذا العام، وقالت وكالات التصنيف الائتماني إنها قد تتخلف عن السداد.

تونس

السيناريو الإيطالي مطروح

أشار سعيد إلى أعمال شغب دامية هزت البلاد عام 1983، بعد أن رفعت الحكومة سعر الخبز، وقال: “السلام العام ليس لعبة”.

وتتناقض تصريحات سعيد مع أعضاء حكومته الذين قالوا إنه لا بديل عن الاتفاق مع الصندوق. وكرر وزير الاقتصاد التونسي سمير سعيد، أن “تونس لا خيار لها سوى الاتفاق مع صندوق النقد” وأنه “لا خطة بديلة لديها”.

اقرأ أيضًا: الرئيس التونسي قيس سعيد يقيل وزيرين

وفي سياق متصل، قال موقع “ديكود 39” الإيطالي إنه لا تزال توجد شكوك حول تزويد تونس بقرض صندوق النقد، لكن الولايات المتحدة وبلدانًا أخرى أشارت إلى استراتيجية إيطاليا للمساعدة في تحقيق الاستقرار بالمنطقة، خاصة وأن روسيا تتواصل مع تونس.

الرئيس التونسي، قيس سعيد

روما على اتصال دائم مع تونس

تدعو إيطاليا إلى العمل من أجل الإفراج عن الأموال لتحقيق الاستقرار في تونس، ومنع القوى الأجنبية من الاستفادة من الوضع فيها. وتواصل الوزير الروسي سيرجي لافروف مع نظيره التونسي في هذا الإطار.

وذكر وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني، يوم الاثنين الماضي، أن روما على اتصال دائم مع تونس، وأعلنت عن حزمة مساعدات بقيمة 100 مليون دولار، نصفها مخصص للشركات الصغيرة والمتوسطة.

وتعتقد إيطاليا أن أفضل مسار للعمل هو الإفراج عن جزء من أموال الصندوق، وربط بقية الأموال بالإصلاحات. وقال تاياني إن هذا يمكن أن يكون وسيلة لإظهار حسن نية البلدان الصديقة لتونس وصندوق النقد الدولي والتركيز على الإصلاحات، وفقًا للموقع الإيطالي.

الرئيس التونسي قيس سعيد

تراجع سندات العملة الصعبة بتونس

قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الشهر الماضي، إن أوروبا تخاطر برؤية موجة ضخمة من المهاجرين تصل إلى شواطئها من شمال إفريقيا، إذا لم تضمن الاستقرار المالي في تونس.

وحققت سندات العملة الصعبة الصادرة عن تونس تراجعًا بنحو 4.6 سنت، بعد أن رفض رئيسها قيس سعيد شروط برنامج متعثر قيمته 1.9 مليار دولار، من صندوق النقد الدولي.

وذكرت بيانات “تريدويب” أن الإصدارات المقومة باليورو تعرضت لأكبر انخفاض، وتراجعت السندات المستحقة في فبراير 2024 إلى ما يزيد قليلًا على 67 سنتًا لليورو، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2022. وهوت السندات المقومة بالدولار بنحو 3.5 سنت لتباع بما يزيد قليلًا على 50 سنتًا للدولار.