تونس والجزائر.. تبون يضرب مثلًا في دعم الأشقاء

محمد النحاس

الرئيس الجزائري شدد على أن بلاده تدعم تونس كدولة وشعب، ولن تسمح بانهيارها.


بعدما رفض الرئيس التونسي، قيس سعيّد، شروط صندوق النقد الدولي، خرج نظيره الجزائري، عبدالمجيد تبون، ليعلن مساعدة الجارة الشرقية.

وشدد تبون، لوسائل الإعلام الجزائرية، على أن بلاده “تريد الاستقرار لتونس”، مضيفًا أنها تحاول المشاركة في الحوار السياسي التونسي بـ”لطف”، وكأشقاء ودون تدخل لصالح أي طرف، وذلك لتوحيد جميع مكونات المشهد السياسي التونسي.

تيون: لن نسمح بانهيار تونس

شدد الرئيس الجزائري على أن أي خطوة تتخذها بلاده في هذا الصدد، تأتي بمعرفة مسبّقة من نظيره قيس سعيّد، والاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر نقابة عمالية هناك، في إشارة الى قوة التنسيق بين قادة البلدين، وتجنبًا للتدخل في شؤون دولة جارة.

وقال تبون إن الجزائر تدعم تونس كدولة وشعب، ولن نسمح بانهيارها، مضيفًا: “تونس امتداد أمني للجزائر، والجزائر امتداد أمني لتونس”، علاوةً على ذلك حذر تبون القوى التونسية من الانجرار إلى “الضغوط التي تأتي من الخارج”. واصفًا هذه القوى بأنها تحوي الكثير من “الخبث وتزعزع استقرار البلاد كما رأينا في دول أخرى”.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

وفي الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس التونسي رفض بلاده لشروط صندوق النقد الدولي للموافقة على تمويل الحكومة بأكثر من 2 مليار دولار، خاصة في ما يتعلق برفع الدعم عن السلع والطاقة.

مخاوف جزائرية

تسلط تلك التصريحات الضوء على المخاوف الأمنية الإقليمية، والتداعيات المحتملة حال تأزم الوضع في تونس، وعانت الجزائر والعديد من دول المنطقة من تبعات الصراع والتوترات الإقليمية، على مدار السنوات الماضية، لذلك قد يمثل هذا الاتجاه استباقًا للأزمة، قبل أن تتفاقم مخلفةً تبعات سلبية على المنطقة.

ومنذ التعافي من جائحة فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، تحسن الاقتصاد الجزائري بنحو لافت، في ظل ارتفاع عائدات الطاقة، ما ركز عليه الرئيس تبون، خلال المقابلة، ويمكّن هذا الصعود الاقتصادي الجزائر من لعب دور بارز إقليميًّا، ولمساعدة جيرانها، خاصةً أنها باتت أحد أبرز اقتصادات القارة السمراء، وفق تصريحات تبون.

إساءة تفسير تصريحات تبون

في العام الماضي، عقد تبون مع نظيره الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، مؤتمرًا صحفيًّا في روما، وشدد على أن بلاده “تتقاسم مشكلات تونس”، وشدد على “استعداد الجزائر للمساعدة، لكي تخرج تونس من المأزق الذي دخلت فيه، وتعود إلى الطريق الديمقراطي”، على حد تعبيره.

تصريحات الرئيس الجزائري آنذاك جرى تأويلها بما لا يتناسب مع الواقع، وفق ما نقل موقع الشروق أونلاين الجزائري، عن مصدر حكومي لم يسمه، فإن التصريحات “أثارت قراءات متحيزة وتأويلات لا تتوافق مع التعبير الصريح لرئيس الجمهورية عن تضامن الجزائر الفعلي مع تونس وشعبها، لمساعدتهم من أجل تجاوز الصعوبات التي يواجهونها”.

وشدد المصدر الجزائري السابق، على أن “الجزائر ستظل وفية لمبادئها المبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”، ودلل على ذلك بأن الجزائر “لطالما أعربت عن رفضها القاطع للتدخل في الشؤون الداخلية للدول”، وأعرب عن “الثقة في عبقرية التونسيين لإيجاد الحلول التي تلبي تطلعاتهم”.

الجزائر تدعم تونس

في الشهر الماضي، قال الرئيس الجزائري إن تونس تتعرض لمؤامرة، معربًا عن عزم بلاده الوقوف بجانب “البلد الشقيق”، وقدمت 300 مليون دولار، مقابل دعمها غير المشروط في المحافل الدولية، ما عكس دعمًا للدولة التونسية، وتركيز على القنوات الاتصال مع الدولة، مقرًّا بشرعية الرئيس قيس سعيّد.

وتظهر مواقف الرئيس تبون دعمًا واضحاً للدولة التونسية، رافضاً اعتراض بعض القوى السياسية التونسية على الموقف الجزائري، قائلاً: “إذا كانت هذه الأطراف هي التي أعرفها، فمن الطبيعي أن تمتعض، هي لا تريد الاستقرار لتونس، ونحن نريد الاستقرار، واللعبة السياسية الداخلية قضية تخص التونسيين، ولا تهمنا في الجزائر”.

تبون وسعيد

الرئيسان التونسي والجزائري

رفض التدخل في شؤون الدول

محاولاً إزالة الالتباس الواقع، كتب مغرد باسم زيدان الجزائري، على تويتر “هذا هو أساس العلاقات الجزائرية التونسية منذ القدم، ونتمنى أن تكون الأمور واضحة، للكل خصوصًا لبعض الإخوة في تونس والذين ضللتهم تصريحات الذباب الإلكتروني .. التي تريد الصيد في المياه العكرة”.

رئيسة الوزراء التونسية نجلاء بودن

رئيسة الوزراء التونسية نجلاء بودن

وتكثف التعاون بين تونس والجزائر، على مدار الأشهر الماضية، ما تجلى في الزيارات المتبادلة بين البلدين، وزار وزير الخارجية الجزائري السابق، رمطان لعمامرة، تونس في رحلة سريعة، أواخر نوفمبر الماضي، وحمل رسالة من تبون إلى سعيد، وفي أعقاب تلك الزيارة بيومين، التقت رئيسة الحكومة التونسية، نجلاء بودن، الرئيس الجزائري.

اقرأ أيضًا| وزيرا خارجية تونس والجزائر يبحثان سبل تعزيز العلاقات الثنائية

اقرأ أيضًا|مركز الإمارات للسياسات يبحث مستقبل أزمة تونس الاقتصادية

اقرأ أيضًا| تونس ترفض إملاءات صندوق النقد الدولي.. وسيناريو إيطالي للحل

ربما يعجبك أيضا