«تويتر» تستخدم «حبة السم» لإحباط خطة إيلون ماسك.. ما القصة؟

ولاء عدلان

"تويتر": "حبة السم" هي خطة لحقوق المساهمين لمدة عام واحد، سيجرى تفعيلها على الفور في حالة الاستحوذ العدائي.


أعلن مجلس إدارة “تويتر”، أمس الجمعة 15 إبريل 2022، عن خطة لحماية الشركة من عروض الاستحواذ “العدائية”، التي يطلق عليها “حبة السم”.

يأتي تحرك إدارة “تويتر” في إطار محاولتها لإحباط عرض الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا”، إيلون ماسك، للاستحواذ على الشركة وتحويلها إلى شركة خاصة، وبعد إعلانه مطلع الشهر الجاري عن استحواذه على حصة 9.2% من أسهم “تويتر”.

محاولة لمنع الاستحواذ العدائي

قالت “تويتر” في بيان، أمس الجمعة، إن مجلس إدارة الشركة صوت لصالح تبني استراتيجية “حبة السم”، للحد من فرص سيطرة أي شخص أو كيان على “تويتر” من خلال شراء الأسهم في السوق المفتوحة دون إعطاء مجلس الإدارة الوقت الكافي لإصدار قرارات مستنيرة بشأن عرض الشراء، وفقًا لـ”سي بي إس نيوز“.

وأوضحت أن “حبة السم” هي خطة لحقوق المساهمين لمدة عام واحد، سيجرى تفعيلها على الفور في حالة الاستحواذ العدائي من قبل أي شخص أو مجموعة على 15% من الأسهم العادية للشركة دون موافقة مسبقة من مجلس الإدارة، أو دفع علاوة سيطرة مناسبة لباقي المساهمين.

ما استراتجية حبة السم؟

حبة السم” أو الحبة السامة هي تكتيك دفاعي تلجأ إليه شركات الملكية العامة، عبر السماح لبعض المساهمين بشراء أسهم إضافية بسعر منخفض، والمساهم الوحيد الذي يمنع من هذا الإجراء يطلق عليه “حبة السم” نتيجة سعيه للسيطرة على الشركة وتجاوز حصته المسموح بها.

والهدف من هذا التكتيك هو منع عمليات الاستحواذ غير المرغوب فيها، وضمان أن تجرى بموافقة مسبقة من مجلس الإدارة، ظهر هذا التكتيك لأول مرة في عالم التمويل في ثمانينيات القرن الماضي، على يد المحامي مارتن ليبتون في أمريكا عندما نصح شركة “جنرال أمريكان أويل” بإغراق السوق بأسهم جديدة لمنع استحواذ “تي بون بيكنز” عليها، وفقًا لمعهد تمويل الشركات.

 لماذا عرض ماسك غير مرغوب فيه؟

استخدام تكتيك “حبة السم” من قبل “توتير” يستهدف في الأساس الملياردير إيلون ماسك بعد أن تقدم الخميس الماضي رسميًا بعرض شراء للشركة مقابل 54.20 دولار للسهم الواحد، بزيادة سعرية بـ38% أعلى سعر إغلاق سهم توتير في الأول من إبريل، بحسب “سي إن بي سي“.

وتعطي صفقة ماسك “تويتر” تقييما بـ43 مليار دولار ارتفاعًا من نحو 37 مليار دولار حاليًا، لكن مع الإعلان عنها أغلقت أسهم الشركة في “وول ستريت” على تراجع بـ1.7%، على نحو غير متوقع يشير إلى توقعات السوق بأن الصفقة سترفض أو أنها أقل من قيمة الشركة، وفقًا لـ”بلومبرج“.

بصفته أحد أقدم وأكبر مالكي الأسهم في “توتير” بحصة 5.2%، رفض رئيس مجلس إدارة شركة “المملكة القابضة” السعودية الأمير الوليد بن طلال في 14 إبريل، صفقة ماسك، وغرد قائلًا: “لا أعتقد أن عرض إيلون ماسك لشراء تويتر مقابل 54.20 دولار للسهم يقترب من القيمة الجوهرية للشركة بالنظر إلى آفاق نموها”.

“تويتر” تدرس عرض ماسك

قالت “توتير”، أمس، إن خطة حقوق المساهمين لا تمنع مجلس إدارتها من دراسة عرض ماسك أو أي عرض استحواذ أخر وفق ما تقتضيه مصلحة الشركة، يذكر أن استراتيجية “حبة السم” تستخدمها الشركات أحيانا لإجبار الطرف الراغب في الاستحواذ على مزيد من التفاوض بشأن قيمة الصفقة.

من جانبه أعلن إيلون ماسك أنه قد يعيد النظر في موقفه كمساهم في “تويتر” في حال رفع عرضه، نظرًا لعدم ثقته في مجلس الإدارة، وفقًا لـ”سي إن بي سي“.

هل يمكن لماسك التخلص من “حبة السم”؟

يمكن لماسك التهرب من قيود “حبة السم” عبر مقاضاة الشركة لانتهاكها واجباتها الائتمانية حيال شخصه كمساهم بالعمل ضده، وفقًا لـ”نيويورك تايمز“.

وبحسب تقرير للصحيفة الأمريكية في 15 إبريل، أحجمت المحاكم الأمريكية تاريخيًا عن اعتبار “حبة السم” تكتيك غير قانوني، وسط قناعة بأنه تكتيك مؤقت تلجأ إليه الشركات لكسب الوقت، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مجالس إداراتها من المستقلين تحديدا تتمتع بحرية قانونية لتحديد ما هو في صالح المساهمين.

 

 

ربما يعجبك أيضا