تيار جديد داخل اليمين الأمريكي.. كيف يفكر في قضايا «الهجرة والاقتصاد والثقافة»؟

آية سيد

تتشكل حركة فكرية داخل الحزب الجمهوري الأمريكي تُعرف باسم "اليمين الجديد". من أهم مبادئها خفض الهجرة الشرعية، وإلغاء العولمة، ودعم الدولة للأسر، وتفكك شركات التكنولوجيا الكبرى.


مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، المقرر عقدها في نوفمبر القادم، يكتسب تيار اليمين الجديد زخمًا داخل الحزب الجمهوري.

كشفت صحيفة واشنطن بوست في تقرير للكاتب جريج سارجنت، في 22 مارس 2022، عن تشكيل حركة فكرية جديدة داخل الحزب الجمهوري تقع تحت مظلة ما يُعرف بـ”اليمين الجديد”، وتضم فصائل متعددة من “المحافظين القوميين” و”أنصار ما بعد الليبرالية” و”أنصار التكامل” الكاثوليكيين.

المحافظون القوميون

تواصل الكاتب مع شخصيات من التيارات السابقة، لمعرفة أهدافهم إذا حصلوا على الرئيس والكونجرس في 2025، ورأى الكاتب في مجلة ناشيونال ريفيو، نيت هوشمان، أنهما سيخفضان الهجرة الشرعية كثيرًا، وسيتبعان سياسة صناعية مثل الحوافز الحكومية للشركات متعددة الجنسيات لإنهاء التصنيع بالخارج وفرض إجراءات عقابية على الشركات التي تنفذ أعمالًا مع الصين.

لكن القومية ستكون مصحوبة بسلطة قوية للدولة لخوض الحروب الثقافية، بحسب التقرير. ويُفضل هوشمان استمرار حظر الدولة لتدريس نظرية العرقية النقدية، ويُريد أن تحفز الحكومة الفيدرالية بقوة تكوين “أسر تقليدية”. هذا يشمل سياسات يعارضها الكثير من الجمهوريين، مثل الإجازة العائلية مدفوعة الأجر والإعفاءات الضريبية شبه الشاملة للأطفال بدون اشتراطات عمل للآباء.

أنصار ما بعد الليبرالية

وفقًا للتقرير، رأى نائب رئيس تحرير دورية أمريكان أفيرز، وأحد أنصار ما بعد الليبرالية، جلادين بابين، أن “سياسة واشنطن يجب أن تكون تمكين الأسرة التقليدية من الازدهار في قلب المجتمع”، وهذا سيشمل “أجر محدد وطنيًا للأسرة” وأن “تدافع” الدولة عن الأسرة “التقليدية” بطرق أخرى، رغم اعتقاد الكثيرين أن هذا سيؤدي إلى تجريم أنواع معينة من السلوك الجنسي الذي يقوض تكوين الأسرة “التقليدية”.

وأصرّ بابين أنه لا يتصور سياسات قسرية، خصوصًا لأن الناس يميلون إلى تكوين الأسرة، منوهًا بأنه قد يخصص 5% من الناتج المحلي الإجمالي لدعم تكوين الأسرة. وإضافة إلى هذا، يدعم أنصار ما بعد الليبرالية خطوات إعادة سلاسل الإمداد المعولمة إلى الوطن وإطلاق سياسات موالية للإنجاب على غرار رئيس المجر، فيكتور أوربان، الذي يعتبره الكثير من أنصار تيار اليمين الجديد بطلًا.

أنصار التكامل

بحسب التقرير، يتصور أدريان فيرمول، أحد أنصار التكامل أن “التقيد بالدستور من أجل الصالح العام، وأن هذا اجتهاد يمنح مساحة كبيرة لتوظيف الدولة باتجاه تحقيق الصالح العام”، وبموجبه سيصبح القضاة أكثر عرضة لتأييد حظر أنماط معينة من الكلام والسلوك التي يقرر المشرعون أنها ستخدم الصالح العام. ووفقًا لرؤية فيرمول، سيعيّن الرئيس المثالي 5 قضاة “للصالح العام” في المحكمة العليا.

وأشار التقرير إلى أن كل الشخصيات التي تحدث معها الكاتب تدعم خفض الهجرة الشرعية، وإلغاء العولمة، ودعم الدولة للأسر، وتفكك شركات التكنولوجيا الكبرى.

رؤية اليمين الجديد للتحديات التي تواجه أمريكا

أوردت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالًا للكاتب روس دوثات، في 11 ديسمبر 2021، رأى فيه أن التحديات التي تواجه أمريكا وفقًا لرؤية اليمين الجديد تتمثل في “الفشل المزدوج في جهود بناء الأمم بعد 11 سبتمبر وسياسة الباب المفتوح تجاه الصين، التي تتطلب إما إعادة معايرة لاحتواء النظام الصيني أو الانسحاب العام من الإمبراطورية الممتدة”.

وتشمل “تهديد الحرية الناتج عن فرض الشركات الاحتكارية في وادي السيليكون للأرثوذكسية التقدمية، وتهديد سعادة الإنسان النابع من الطبيعة الإدمانية لوسائل التواصل الاجتماعي والمواد الإباحية والحياة على الإنترنت”. وأخيرًا، “الطريقة التي استجاب بها التكنوقراط للجائحة، والتراجع إلى الحياة الافتراضية التي تناسب “الطبقة المالكة للكمبيوتر المحمول” فقط، ربما تزيد هذه المشكلات سوءًا”.

بيتر ثيل

أفاد تقرير لمجلة فانيتي فير الأمريكية، في 20 إبريل 2022، أن أحد أبرز ممولي تيار اليمين الجديد هو الملياردير الأمريكي بيتر ثيل، رغم أنه  كان واحدًا من أكبر المتبرعين للمرشحين السياسيين الجمهوريين، لكنه أصبح مشاركًا في السياسة على نحو متزايد في السنوات الأخيرة. وذهبت نفقاته الأخيرة إلى مرشحين شباب في مجلس الشيوخ، وهما جيه دي فانس، في ولاية أوهايو، وبلايك ماسترز في أريزونا.

وبحسب التقرير، دفع ثيل 10 ملايين دولار للجنة العمل السياسي دعمًا لترشح الرجلين، المقربين منه شخصيًا. وكان فانس موظفًا سابقًا في “ميثريل كابيتال” المملوكة لثيل. وأدار ماسترز “مؤسسة ثيل” التي أصبحت متداخلة مع النظام الإيكولوجي لليمين الجديد. وهؤلاء الرجال الثلاثة أصدقاء لكيرتس يارفين، المبرمج السابق والمدون الذي فعل أكثر من أي شخص آخر لنشر البنود الأساسية لليمين الجديد.

ربما يعجبك أيضا