“تيكاد 7”.. “أفريقيا الشابة” تحتاج إلى الشعوب والتكنولوجيا والابتكار والاستثمار

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – انتهت القمة السابعة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا “تيكاد 7″، إلى أهمية التعاون بين اليابان وأفريقيا في شتى المجالات، خاصة في مجال التصنيع والتحولات الاقتصادية والتنمية الاجتماعية، فضلا عن العمل على خلق وظائف مناسبة للشباب والمرأة وتقليص مخاطر الكوارث وإدراتها وتنمية الموارد البشرية، والتصدي للفقر وعدم المساواة، مشيرة إلى أن “أفريقيا الشابة” أضحت وجهة مفضلة للمستثمرين وسوقاً استهلاكياً ضخماً للسلع وتحتاج مزيدا من العمل للتنمية.

“شراكة مستمرة”

إعلان “يوكوهاما” الصادر في ختام قمة “تيكاد7” التي عقدت بمدينة يوكاهاما اليابانية، شدد على أهمية التعاون بين اليابان وأفريقيا في العديد من القضايا وأهمها البنية التحتية، واستثمارات القطاع الخاص واستقرار الاقتصاديات الكلية والابتكارات التكنولوجية خاصة في مجال التصنيع والتحولات الاقتصادية والتنمية الاجتماعية، بالإضافة إلى التخفيف من تداعيات التغيرات المناخية وتقليص مخاطر الكوارث وإدراتها وتنمية الموارد البشرية.

ودعا الإعلان الذي حمل عنوان “إعلان يوكوهاما 2019  تدعيم التنمية الأفريقية من خلال الشعوب والتكنولوجيا والابتكار” إلى مواصلة الشراكة بين أفريقيا وشركاء “تيكاد” لتعزيز التنمية المستدامة والابتكارات والتكنولوجيا والسلام والاستقرار بالقارة الأفريقية، مؤكدا أهمية مواصلة جهود إصلاح مجلس الأمن الدولي.

 وأكد المشاركون أهمية تشجيع دول الاتحاد الأفريقي في مشاركتها مع الأطراف الأخرى وخاصة المجتمع المدني والقطاع الخاص لمواصلة جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة وإيجاد البيئة المواتية لمساهمات القطاع الخاص وخاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مرحبين بتحويل الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا “النيباد “الى مؤسسة معنية بالتنمية تابعة للاتحاد الأفريقي.

وذكروا أن التيكاد ستواصل دعمها للتنمية الشاملة والمستدامة للقارة الأفريقية من خلال العمل ضمن الأسس الثلاثة المتفق عليها فى مجالات الاقتصاد والسلام والاستقرار، مشددين على التزامهم “بخطة عمل يوكوهاما 2019” لتنفيذ مبادرات التيكاد والتي تم التوصل إليها خلال القمة السادسة فى نيروبي.

“الديمقراطية والشباب”

وأقر المشاركون أهمية تعميق المشاركات الديمقراطية والجهود الأفريقية الرامية إلى مواجهة تحديات السلام والأمن بالقارة ومن بينها الجهود التي بذلت لدعم الاستقرار في القرن الأفريقي، مؤكدين أنه بالرغم من التقدم الذي حدث فإن القارة الأفريقية ما زالت تواجه تحديات قد تعرقل التنمية ومن بينها التغيرات المناخية وفقدان التنوع البيئي والهجرة العشوائية وتفشي الأمراض والكوارث الطبيعية.

وأوضح المشاركون، أن دول العالم تحتاج إلى خلق وظائف مناسبة للشباب والمرأة مع الآخذ في الاعتبار التغير الجذري الذي يحدثه التقدم التكنولوجي على مستوى العالم، موضحين أن أفريقيا تحتوى على أكبر عدد من الشباب على المستوى العالمي وعدد سكان يزيد على مليار نسمة، بالإضافة إلى وجود طبقة وسطى تضم حوالى 300 مليون نسمة ينمو دخلها بشكل مستمر.

وأشاروا ضرورة الإعداد الجيد لمواجهة تأثير الثورة الرقمية “الرقمنة” على التوظيف وضرورة إيجاد البيئة المواتية لتحسين وصول الأفراد إلى تكنولوجيا المعلومات وتعزيز القدرات المؤسسية والبشرية للاستفادة من تلك التغيرات التكنولوجية مع الأخذ في الاعتبار ضرورة التركيز على النهج الإنساني.

وشدد المشاركون على أهمية التصدي للفقر وعدم المساواة وتعزيز التضامن الاجتماعي ومواجهة الجرائم المنظمة والعابرة للحدود والتدفقات المالية غير المشروعة والفساد ودعم بناء السلام ومواجهة تجارة الكائنات البرية غير المشروعة والإرهاب والتطرف العنيف، مؤكدين أهمية العمل الجماعي والفردي لمواجهة تلك التحديات.

“الاستثمار في أفريقيا”

وأوضح المشاركون، أن القارة الأفريقية أضحت وجهة مفضلة للمستثمرين وسوقاً استهلاكياً ضخماً للسلع والأغذية والخدمات سواء المنتجة محلياً أو من خارج القارة، مؤكدين ضرورة مواصلة إصلاح مجلس الأمن بشكل شامل وشفاف ومتوازن، والتعاطي مع قضايا رئيسية ومن بينها الفيتو (حق التصويت).

وأكد الإعلان أن المشاركين تبنوا شعار “تدعيم التنمية فى أفريقيا من خلال الشعوب والتكنولوجيا والتحديث” كموضوع رئيسي للقمة السابعة للتيكاد، مرحبين بالمشاركة النشطة للشركات الخاصة سواء اليابانية أو الأفريقية في القمة السابعة للتيكاد، بالإضافة إلى أهمية مواصلة تدعيم دور القطاع الخاص لدفع التيكاد للأمام وتحسين بيئة الأعمال والاستثمارات التي تحقق الثروات.

وأعرب المشاركون عن اقتناعهم بأن قمة التيكاد السابعة ينبغي عليها تقوية المشاركات بين كافة الشركاء (القطاعان العام والخاص والمجتمع المدني والمؤسسات البحثية) مع إعطاء الأولوية لتدعيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لافتين إلى أن أفريقيا تعد الأعلى عالمياً في عائدات التدفقات الاستثمارية المباشرة، مؤكدين عزمهم على العمل سوياً لجذب المزيد من المستثمرين الأجانب في القطاعات الحيوية الأفريقية.

وشدد المشاركون على أهمية دعم التحولات في مجال الزراعة من خلال تحسين الجودة وإنتاج محاصيل ذات الإنتاجية العالية، وإنتاج أصناف جديدة من الزراعات، منوهين إلى أهمية تعزيز المجتمع القوي والمستدام وأهمية الربط بين الشعوب والمؤسسات والدول والمشروعات من أجل بناء السلام وتقليص الفقر ودعم الأمن الإنساني وتحسين جودة الحياة والمعيشة.

ربما يعجبك أيضا