ثلث الشباب البريطاني «قَلِق» بشأن تغير المناخ

بسام عباس

كشفت دراسة استقصائية عن أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا أكثر قلقًا بشأن البيئة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا.


أظهر استطلاع جديد للرأي أن ثلث الشباب البريطاني خائف أو حزين أو متشائم بشأن تغير المناخ، في حين يشعر أكثر من ربعهم بالإرهاق.

وكشف الاستطلاع عن أن عدد الشباب الذين أعربوا عن “قلقهم الشديد” بشأن تغير المناخ كان أكثر من عدد كبار السن، فجاءت نسبة القلقين ممن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا 18%، مقارنة بـ31% ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا.

نتائج مثيرة للقلق

أوضحت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن استطلاعًا أجرته مؤسسة “وودلاند ترست”، أكبر مؤسسة خيرية للحفاظ على الغابات في المملكة المتحدة، وجد أن 24% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا قرروا، أو يفكرون، في إنجاب عدد قليل من الأطفال خوفًا على المناخ.

وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته الثلاثاء 21 مارس 2023، أن الرئيس التنفيذي لمؤسسة وودلاند ترست، دارين موركروفت، وصف النتائج بأنها “مثيرة للقلق”، وقال إن المزيد من الناس يجب أن يتمكنوا من الوصول إلى الطبيعة كوسيلة لتهدئة قلقهم بشأن المناخ.

وقالت مؤسسة وودلاند تراست إن غطاء الغابات في المملكة المتحدة حاليًا 13% فقط، منها 7% فقط في حالة بيئية جيدة، مقارنة بالمتوسط ​​الأوروبي البالغ 37%.

الخطط المستقبلية

كشف الاستطلاع عن أن 86% من المستجيبين للاستطلاع قالوا إنهم شعروا بأن الوجود في الهواء الطلق وبين الطبيعة كان له تأثير إيجابي في صحتهم العقلية، وعلق موركروفت بأن الشباب يعاني وباء القلق المناخي، وهم قلقون بشأن صحة الكوكب، وفق الصحيفة البريطانية.

وأظهرت هذه البيانات الجديدة أن تغير المناخ يعرض البشر للخطر أكثر من البيئة، خاصة أن تغير المناخ يؤثر في نفسية الشباب، ما يعرقل خططهم المستقبلية، ولفتت إلى أن الوجود في الهواء الطلق وبين الطبيعة له تأثير إيجابي في الصحة العقلية.

وأضافت الدراسة أن الوصول للمساحات الخضراء في المملكة المتحدة ليس متاحًا للجميع، وأفاد تقرير صادر عن المؤسسة الخيرية عام 2021 أن 16.2% فقط من البريطانيين يمكنهم الوصول إلى هكتارين على الأقل من المساحات الخضراء ضمن 500 متر من منازلهم بتراجع عن 21.1% في عام 2016.

علاج الاكتئاب والقلق

أفادت رئيسة النشاط البدني في جمعية العقل الخيرية للصحة العقلية، هايلي جارفيس، أن النشاط في الهواء الطلق يمكن أن يساعد في تحسين الصحة العقلية.

وأشارت جارفيس إلى أن العلاج البيئي، وهو نوع من العلاج القائم على ممارسة أنشطة خارجية في الطبيعة، يمكن أن يكون فعالًا مثل مضادات الاكتئاب في علاج الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط ​​والقلق.

الحل في الحفاظ على نقاء الطبيعة

قالت الناشطة في مجال الغابات والبيئة في مؤسسة وودلاند ترست، إليز وايت، إن “قربها من الطبيعة كان له تأثير هائل في حياتها”، لافتة إلى أنها تعاني القلق، إلا أن جو الغابة أسهم كثيرًا في تغيير نمط حياتي وأعاد ثقتي بنفسي، وأدى الوجود بين الطبيعة إلى علاج القلق والتوتر.

وقالت الناشطة في مؤسسة وودلاند ترست، ناعومي تيلي، إن الوجود بين أحضان الطبيعة والعمل مع المؤسسة الخيرية، يساعدان في تخفيف شعورها بالقلق من المناخ مع تذكيرها بالهدف العام لعملها، ذلك أن معالجة أزمة المناخ وتدهور الطبيعة وإزالة الكربون، يساعد على الشعور بالراحة والابتعاد عن القلق.

ربما يعجبك أيضا