ثورة بنجلاديش.. الشباب والطلاب يتولون المسؤولية

ثورة بنجلاديش.. كيف يمكن للطلاب إنقاذ البلاد بعد إسقاط حكومة حسينة؟

بسام عباس
الطلاب ينظمون المرور في بنجلاديش

في بداية هذا الشهر، دفعت الاحتجاجات التي شارك فيها الشباب الزعيمة البنجلاديشية الشيخة حسينة إلى الفرار بعد 15 عامًا في السلطة، وأن ما بدأ كاحتجاجات على نقص الوظائف تحول إلى تعبير عن مخاوف اقتصادية وسياسية كبيرة.

وأطلق “الحراك الطلابي ضد التمييز” في بنجلاديش، الذي قاد المظاهرات خلال الأسابيع الماضية، ما أسماه “أسبوع المقاومة”، للتأكيد على مطالب أبرزها الإصلاح الإداري والقانوني في الدولة.

استعادة النظام

أوضح الكاتب ومقدم البرامج في شبكة “CNN”، فريد زكريا، في مقال نشره أمس الجمعة 16 أغسطس 2024، أن المتظاهرين الشباب الذين أطاحوا بالحكومة المستبدة أصبحوا الآن وزراء في الحكومة ورجال شرطة مرور، يحاولون استعادة النظام ورسم مستقبل جديد لأمة يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة.

ونقل عن مجيب مشعل وسيف حسنات، في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، أن صبيًّا لا يتجاوز عمره 12 عامًا أوقف سيارة تقل صحفيين من “نيويورك تايمز”، وطلب إظهار رخصة القيادة، وفي ركن آخر من المدينة كان سلمان خان، 17 عامًا، وطالبان آخران يوقفون السيارات، باحثين عن “الأموال السوداء”، التي يهربها العديد من كبار المسؤولين في عهد حسينة.

A woman holds her right arm out as she directs traffic at an intersection. Near her is another young woman.

مصاصة دماء

أوضح زكريا أن الطلاب لم يكتفوا بإدارة الطرق، بل أصبح اثنين ممن قادوا الاحتجاجات ضد حسينة الآن وزراء في الحكومة المؤقتة، وفق ما أوردته كروتيكا باثي وشونال جانجولي في صحيفة “ذا ديبلومات”، التي أوضحت أن الشباب المحتجين يعتبرونها “مصاصة دماء”، و”وحشًا” بعد أن دمرت بنجلاديش.

وأضاف أن المراقبين يرون أن المهمة التي تنتظر المحتجين ضخمة، فمنذ 2009، أصبح اقتصاد بنجلاديش، بقيادة حسينة وحزبها رابطة عوامي، في حالة يرثى لها، وفي يونيو، أشار نياز أسد الله، في مجلة “بروجيكت سنديكيت”، مع تصاعد الاحتجاجات: “بنجلاديش بحاجة إلى استيعاب ملايين الشباب العاطلين عن العمل”.

وتابع: “وفي الوقت الحالي، يظل أكثر من ثلث خريجي الجامعات عاطلين عن العمل في غضون عام أو عامين من التخرج، والأسوأ من ذلك أن ما يقرب من 40% من الشباب في بنجلاديش، وهو ضعف المتوسط العالمي، لا يتلقون تعليمًا أو عملًا أو تدريبًا”.

الافتقار إلى الخبرة

من جانبها، أوضحت مجلة “الإيكونوميست” أن حزب المعارضة الرئيس، الحزب القومي البنجلاديشي “يعاني من العديد من المشاكل التي يعاني منها حزب رابطة عوامي، بما في ذلك سياسات القوة الأسرية، والمحسوبية، وسجله الخاص من القمع عندما كان في السلطة”.

وأفادت مجلة “ديبلومات” أن الوزراء الجدد والمحتجون يرغبون في إصلاح النظام بأكمله قبل إجراء التصويت، ولكن يبدو أن الحكومة الانتقالية تفتقر إلى التفويض، لافتةً إلى أن تصاعد المخاوف بسبب افتقار الطلاب إلى الخبرة السياسية، ومدى طموحاتهم، والمدة التي قد تستغرقها الحكومة المؤقتة لتنظيم الانتخابات.

 محمد يونس

محمد يونس

مصرفي الفقراء

ذكر فريد زكريا أن من يقود هذه الثورة الشبابية نحو التغيير شخصية أكثر خبرة، هو الحائز على جائزة نوبل محمد يونس، والمعروف باسم “مصرفي الفقراء”، والذي ساعد في تأسيس “التمويل الأصغر”، لمساعدة ذوي الدخل المنخفض على التحول إلى رواد أعمال.

وأضاف أن الجيش نصبه مستشارًا رئيسًا، أو بعبارة أخرى زعيمًا، لحكومة مؤقتة تشكلت بسرعة بعد هروب حسينة، وعاد يونس من باريس، مناشدًا الهدوء وحماية الأقليات بعد أيام من العنف والنهب والحرق العمد الذي شمل هجمات على المنازل والآثار المرتبطة برابطة عوامي التي تتزعمها حسينة.

ويرى جون ريد، في صحيفة “فاينانشال تايمز”، أن عودة يونس لتولي هذا الدور “تعتبر بالتأكيد تبرئة له، فحكومة حسينة سعت إلى الانتقام منه، ووصفته بأنه “مصاص دماء الفقراء”، لافتًا إلى أن يونس قارن هذا التغيير الجذري “بـ”التحرير الثاني”، في إشارة إلى استقلال بنجلاديش عن باكستان عام 1971.

ربما يعجبك أيضا