ثورة غضب ضد أردوغان.. ونشطاء إماراتيون: تاريخكم دامٍ

كتب – حسام عيد

شن مغردون إماراتيون وخليجيون هجومًا لاذعا ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إثر تطاوله على وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، بعدما أعاد نشر تغريدة لحساب باسم علي العراقي، فضح فيها ممارسات الدولة العثمانية القائمة على الخيانة والدماء والمتاجرة بآمال وقضايا الأمة الإسلامية.

وجاء نص التغريدة كالتالي: “هل تعلمون في عام1916، قام التركي فخري باشا بجريمة بحق أهل المدينة النبوية فسرق أموالهم، وقام بخطفهم وإركابهم في قطارات إلى الشام وإسطنبول برحلة سُميت (سفر برلك) كما سرق الأتراك أغلب مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة، وأرسلوها إلى تركيا. هؤلاء أجداد أردوغان وتاريخهم مع المسلمين العرب”.

تخبط وتطاول أردوغان

أثارت التغريدة حالة استنفار في أروقة السلطة في تركيا؛ حيث تدرج الرد عليها من الناطق باسم الرئاسة التركية، تلاه نائب رئيس الوزارء التركي، وانتهاء بأردوغان، الذي أدعى، اليوم الأربعاء الموافق 20 ديسمبر، أن: “فخر الدين باشا كان يدافع عن المدينة المنورة”، وشن هجومًا كلاميًا على وزير الخارجية الإماراتي متسائلًا: “أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟”.

كلنا عبدالله بن زايد

رد نشطاء إماراتيون بمواقع التواصل الاجتماعي على تطاول أردوغان بحق الشيخ عبدالله بن زايد، بأنه آخر من يتحدث عن المواقف والخيانة، فتاريخه يعج بالتقلب والتناقض. وجاء هاشتاج #كلنا_عبدالله_بن_زايد ترند في “تويتر”.

بدوره، قال الإعلامي علي سعيد الكعبي إن “وزير الخارجية الإماراتي تربى في مدرسة زايد حكيم العرب وهذا يكفي، أصغر وزير خارجية في العالم في وقته، جاب العالم طولا وعرضا خادما وطنه وحاملا رسائل حب وسلام وصداقة للعالم، هو شيخ بقامة ومن هو بقامة الوطن العالي لاينظر أبدا الى الاسفل”.

وأضاف مقدم البرامج بقناة أبوظبي أحمد اليماحي، “أهل الحق إذا نطقوا .. أوجعوا”.

فيما غرد الناشط جمال بن حويرب، “الذي حصل في المدينة المنورة -شرفها الله وحماها- عام 1915 من تهجير وسرقة للممتلكات وغيرها يعرفه أهل المدينة بحادثة “سفر برلك” أي التهجير القسري وسمعتها كثيرا من كبار السن في الثمانينات ومنهم من أدركها فلا يستطيع أردوغان ولا غيره أن ينكر هذه الجريمة”.

أردوغان.. خائن وحليف لإسرائيل

قال الأكاديمي والناشط في المجتمع المدني، د. علي النعيمي “اتعجب من مثل هذه الحساسية الشديدة من إعادة تغريدة والسؤال هنا هل هذا جزء من سياسة تكميم الأفواه و التي جعلت تركيا تتصدر قائمة إعداد الصحفيين في السجون على مستوى العالم”.

وكشف النعيمي أن تركيا تحت قيادة أردوغان احتضنت عصابات الاٍرهاب التابعة لجماعة الإخوان المسلمين التي ارتكبت جرائم في مصر والإمارات والسعودية والملاحقة قضائيا.

وأضاف متسائلا، “أليس هذا موقف عدائي يهدد الأمن الوطني لهذه الدول؟”.

وأكد أن الألوف من ارهابي داعش دخلوا الى سوريا و العراق عن طريق تركيا و تحت عين وسمع السلطات التركية.

وأوضح النعيمي أن سجل الوجود التركي في الوطن العربي ملتبس ومختلف عليه و لا يمكن لضحايا ذلك الوجود تجاوز مآسيه و نسيان ألامه.

وتابع، “لقد بدأ احمد أوجلو سياسة تصفير الأعداء في بداية عهدكم و لكنكم تخلصتم منه مثل تخلصتم من رفيق دربكم عبدالله جول و أستأذكم فتح الله غولن لأنهم يشكلون تهديدا لزعامتكم و مثلما انقلبتم و تنكرتم من قبل لاستاذكم أربكان رحمه الله تعالي فكانت ان حولتم الأصدقاء الى أعداء”.

وبدوره، قال الناشط حمد آل معمر “أردوغان الكلمنجي المنبرجي لم تفيد صرخاته المنبريه الإسلام والمسلمين بأي شيئ.. يحارب المسلمين الأكراد ويعزز تجارته مع الاسرائلين ويدعو من ايران الفارسيه ان القدس فلسطينية”.

ووافقه الرأي الناشط عبدالله الظاهري، قائلا: “لن نجد صديقا وفيا للصهاينة الأوغاد مثل اردوغان وتجارة للقضية الفلسطينية على حساب المصالح الدنيئة”.

“رتويت” يهز عرش أردوغان

قال الإعلامي الإماراتي جمال الحربي إن إعادة نشر تغريدة تفضح تاريخ الدولة العثمانية الدامي، هز عرش وأوصال سلطنة أردوغان، ودفعه مهرولًا إلى حشد الإعلام ليحدثهم عن بطولات زائفة.

وأضاف متسائلا، “فماذا لو كانت تغريدة ..!!؟”.

من جانبها، قالت الناشطة جهينه آل علي، إن التفاعل الشعبي من قبل دول الخليج في منصات التواصل الاجتماعي مطلوب، حيث أظهرت تغريدة واحدة وجه أردوغان الحقيقي ومعاداته للعرب.

أردوغان يتحدث بما لا يفقه

رأى الإعلامي الإماراتي عبدالله البندر في تغريدة له على “تويتر” أن مجرد إعادة تغريدة من الشيخ عبدالله بن زايد جعلت أردوغان يتحدث بما لا يفقه.

وتابع، “فكيف بالحديث عن تاريخ أجداد الشيخ عبدالله الذين دافعوا عن أراضيهم ومقدساتهم وواجهوا الصعاب حتى جعلوا من سبع الإمارات سبع العجائب ومن وطنهم قوة تربك حاضر وماضي تاريخك”.

وأضاف، “حديث الشيوخ .. صراحة ، شجاعة ، يحكي مافي قلبك.. ليست ثرثرة اردوغان.. بإختصار: “وضع النقاط على الحروف” !”.

الأتراك سبب الخراب والاستعمار بالمنطقة

أوضح الإعلامي الإماراتي سليمان الهتلان في تغريدة له على “تويتر”، أن الأتراك دمروا العالم العربي وأهانوه؛ وكان التخلف تركتهم الوحيدة وبذلك سلموا المنطقة لقمة جاهزة للإستعمار، فليس هناك أمجاد أو بطولات ليتغنى بها أردوغان اليوم.

تاريخ أجداد أردوغان.. مذابح وجرائم

التاريخ هو أسوأ مَن يدافع عن تركيا، فقد ارتبط هذا التاريخ بسجل حافل من الانتهاكات لحقوق الإنسان، في المناطق كافة التي وصل إليها الحكم التركي، والذي امتد لأكثر من 5 قرون متواصلة.

وعاشت المنطقة العربية طوال الحكم العثماني حياة بائسة وكانت تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة، وكانت مواردها تكرّس لخدمة الآلة العسكرية العثمانية.

جريمة “سفر برلك” الكبرى؛ في العام 1334 هــ الموافق 1915 م، وبدأت عندما ترجل عدد كبير من الجنود الأتراك في المدينة المنورة، بعد رحلة طويلة مضنية قادمين من اسطنبول، كانوا مدججين بالسلاح والفظاظة والأوامر الصارمة.

كانت الأوامر الصادرة لهم من “فخري باشا” قائدهم العسكري -الذي تم تعيينه حاكما عسكريا للمدينة المنورة بفرمان عثماني من الآستانة- هي القيام بعملية تهجير قسرية وقاسية ومروعة لكل رجل يلاقونه أو امرأة أو طفل.

تمثلت شناعة تلك الجريمة النكراء، باقتحام جنود فخري باشا للبيوت الآمنة، وكسر أبوابها عنوة، وتفريق الأسر، وخطف الأطفال والنساء من الطرقات دون رحمة، ومن ثم جرهم معًا أو متفرقين إلى عربات قطار الحجاز ليتم إلقاؤهم عشوائيًا بعد رحلة طويلة من العذابات في تركيا والأردن وسوريا.

وقال الأكاديمي الإماراتي حسين الهاملي إن الممارسات التركية خلال الحكم العثماني، لم تقتصر على الدول العربية، وإنما شملت شعوبًا عديدة من بينهم الأرمن والأكراد.

وقال إن حرب الإبادة التي خاضها العثمانيون ضد الأرمن أسفرت عن مئات الآلاف من الضحايا وأصبحت “مذبحة الأرمن” من بين أبرز معارك التطهير العرقي على مستوى التاريخ.

ربما يعجبك أيضا