جائحة كورونا تسرق بهجة الأردنيين وصخب حياتهم في رمضان

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – سيعيش الأردنيون، شهر رمضان الفضيل بشكل غير مسبوق في تاريخهم، بعدما سرقت جائحة كورونا بهجة استقباله في شوارع المملكة وأحيائها، وقتلت كذلك حالة الصخب المعتادة طوال أيام الشهر المبارك.

ويستقبل الأردنيون، شهر رمضان المبارك الذي يرجح أن يبدأ يوم الجمعة المقبلة، بأجواء حزينة وقلق غير مسبوق، وسط إجراءات مشددة في ظل مواجهة الوباء الذي أصاب حتى الآن 425 حالة من بينهم 7 وفيات.

ففي العاصمة عمان، لن تفتح المطاعم الشعبية ولن يكون هناك اصطفاف على محال بيع الحلويات بعد الإفطار، كما لن يكون هناك تزاحم على شراء العصائر الخاصة بالشهر الفضيل.

حظر تجول شامل أول أيام رمضان

وأعلن الأردن، حظر تجول شاملًا في جميع أنحاء المملكة، الجمعة المقبل، وهو المرجح ببدء الشهر الفضيل، فيما أبقت الحكومة على إجراءاتها المشددة، وساعات خروج المواطنين كما هو معمول بها.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة، أنّ الساعات التي سيسمح للمواطنين فيها بالخروج لشراء مستلزماتهم وقضاء أعمالهم خلال شهر رمضان المبارك ستكون من الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساءً.

وأوضح العضايلة في تصريحات صحفية، أنه لن يسمح للمواطنين بالخروج بعد الساعة السادسة في شهر رمضان، باستثناء الأشخاص المصرّح لهم، كما هو الحال الآن.

وستبقى المساجد مغلقة طوال أيام الشهر الفضيل للمرة الأولى في التاريخ.

وبشأن دوام الموظّفين المصرّح لهم بالعمل خلال شهر رمضان المبارك، بيّن العضايلة أنّه سيكون من الساعة العاشرة صباحاً وحتّى الثالثة بعد الظهر، أمّا الموظّفون الذين تتطلّب طبيعة عملهم غير ذلك، فيتمّ ترتيب ساعات عملهم من خلال رؤساء دوائرهم.

لا موائد ولا تجمعات

وقال وزير الإعلام “ندرك أنّ شهر رمضان المبارك هو شهر التآلف والتكافل والمحبّة، وتكثر فيه أعمال الخير، التي نأمل أن تتضاعف في مثل هذه الظروف الاستثنائيّة؛ لكنّ في الوقت ذاته تتطلّب هذه الظروف أقصى درجات الوقاية والحذر”.

وحذر وزير الإعلام، من إقامة التجمّعات والولائم، والدعوات بمختلف أشكالها؛ حفاظاً على صحّة المواطنين وسلامتهم، ومنعاً لانتقال العدوى.

 وتكثر في رمضان من كل عام في الأردن، موائد الإفطار العامة، والخيام الرمضانية، ناهيك عن دعوات الإفطار التي تقيمها مؤسسات خيرية ومجتمعية في أنحاء المملكة كافة.

وحتى الآن لم يصدر أي قرار رسمي بفتح المطاعم ومحال الحلويات والعصائر، التي يزيد إقبال الأردنيين عليها في الشهر الفضيل.

وحول التبرّعات العينيّة والمواد الغذائيّة خلال الشهر الكريم، جدّد المتحدث باسم الحكومة، التأكيد على أن الهيئة الخيريّة الهاشميّة هي الجهة المخوّلة باستقبال الكميّات الكبيرة من هذه التبرّعات، بحيث يتمّ توزيعها على المواطنين المحتاجين بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعيّة، ووفقاً لقوائم السجلّ الوطني الموحّد.

عروض وتخفيضات تشجيعية

أفضت إجراءات مواجهة جائحة كورونا في الأردن، إلى تعطل الإنتاج وزيادة في أعداد الفقراء ونسب البطالة، ما أدى لنقص السيولة في أيدي الناس، وتحديدًا عمال المياومة الذي فقدوا مصادر دخولهم، منذ بداية الأزمة منتصف آذار الماضي.

ومع اقتراب شهر رمضان، وفرت محال المواد الغذائية في المولات عروضًا وتخفيضات تشجيعية على العديد من السلع التي يزداد الطلب عليها خلال الشهر الفضيل.

ورغم الظروف التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد على البلاد، إلا أن السوق المحلية تعج بمختلف البضائع والسلع الغذائية والأساسية وبأصناف متعددة، إضافة إلى عروض وتخفيضات على الأسعار لزيادة المبيعات وتعويض فترات الإغلاق جراء الإجراءات التي اتخذت لمحاصرة الوباء.

وبالرغم من تحديد أوقات خروج المواطنين، إلا أنه يوجد حركة طلب على شراء المواد الغذائية ولا سيما مستلزمات الشهر الفضيل مع ارتفاع أثمان بعض أصناف البقوليات واللحوم الحمراء الطازجة المستوردة.

ويطالب التجار، الحكومة بزيادة ساعات أوقات التسوق وخصوصًا خلال رمضان.

وبحسبهم، فقد أدت الإجراءات الوقائية خاصة ما يتعلق بالقدوم مشيًا للتسوق أثرت على المبيعات إلا أن الزبون قد يكرر ذهابه للتسوق أكثر من مرة خلال اليوم أو الأسبوع، وهو ما أرهق الطرفين “التاجر والمواطن”.

تمديد الوقت وآلية جديدة

وفي هذا السياق، قال نقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق إن المواد الغذائية ومستلزمات الشهر الفضيل متوفرة بكميات كبيرة بالسوق المحلية.

ودعا توفيق إلى تمديد ساعات الدوام خلال اليومين المقبلين بهدف تسهيل عمل سلسلة التزويد وتمكين المنتجين والمستوردين من توزيع ما تحتاجه المحال مبكراً، وإعطاء المواطن وقتًا أطول للتسوق وتخفيف وقت الانتظار في الطوابير أمام المحال والمولات التي تبيع المواد الغذائية.

كما دعا في منشور له عبر صفحته على فيسبوك، المواطنين إلى عدم التهافت على الشراء وبخاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها جراء أزمة فيروس كورونا والإجراءات المرافقة لمكافحة الوباء والمحافظة على سلامة وصحة الجميع.

ولفت إلى ضرورة إيجاد آلية جديدة لتصاريح التنقل التي تخص المنتجات الطازجة وذلك بالتعاون مع أصحاب الشأن المعنيين بالقطاع الغذائي لتجاوز الإشكاليات في التزويد وبخاصة أن الطلب في شهر رمضان يزداد على الخضروات والدجاج الطازج واللحوم الحمراء البلدية والمستوردة، لضمان أن يتناسب العرض مع الطلب واستقرار الأسعار.

ويضم قطاع المواد الغذائية 14 ألف مؤسسة وشركة من مستوردين وتجار جملة ومنتجين ومحلات بقالة وسوبر ماركت بمختلف الأحجام، غالبيتها محلات صغيرة منتشرة في الأحياء، ويبلغ عدد المحال الكبيرة والمتوسطة نحو 500 محل، موزعة بعموم المملكة، وغالبيتها بالعاصمة.

ولا تتوقع خلية الأزمة المشكلة في الأردن لمواجهة كورونا عودة الحياة في البلاد، إلى طبيعتها قبل انتهاء شهر رمضان المبارك.

وقال المتحدث باسم الحكومة في تصريحات سابقة، إن من شروط العودة إلى الحياة الطبيعية عدم تسجيل إصابات بكورونا لمدة 14 يومًا.

وحتى يوم الثلاثاء، مضي على الأردن يومان متتالان لم تسجل خلالهما أي إصابات جديدة بالفيروس داخل المملكة، فيما ينتظر عودة آلاف الطلبة والزوار الأردنيين من الخارج لأراضي المملكة في غضون الأيام القليلة المقبلة.

ربما يعجبك أيضا