جثّة تُدخن بين أكوام الموتى في أوكرانيا.. ما حقيقة الأمر؟

رنا أسامة

المعجزات لا تتوقف أبدًا في أوكرانيا


تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر أكياس جثث بينها جثة تدخن سيجارة في أوكرانيا، لفيديو يُزعم أنه في أوكرانيا التي تشهد عملية عسكرية روسية واسعة النطاق منذ 22 يومًا، أسفرت عن سقوط مئات الضحايا من الجانبين

 

وقال متداولو الفيديو الذي يبدو أنه نُشر أولًا عبر تطبيق “تيك توك”، إنه لجثة بأوكرانيا على وقع الاشتباكات المتواصلة إثر الهجوم الذي يشنّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ 24 فبراير الماضي. فما مدى صحة الفيديو؟

ماذا جاء في الفيديو؟

أظهر المقطع البالغ مدته 12 ثانية، رجلًا داخل كيس أسود، أخرج رأسه مُمسكًا بسيجارة مشتعلة يتصاعد منها دخان، فيما بدا أن اثنين آخرين يرتبان أكياس جثث مُكدّسة في شاحنة برتقالية خارج مبنى أبيض.

وعلّق أحد رواد التواصل الاجتماعي ساخرًا: “المعجزات لا تتوقف أبدًا في أوكرانيا، كومة مفترضة من جثث المدنيين بعد هجوم روسي مزعوم، لكن أحد الموتى لم ينجح في الإقلاع عن التدخين ولا يزال يدخن سيجارته حتى في الآخرة”، ساخرا من المشهد الذي ظهرت فيه جثة تدخن سيجارة في أوكرانيا.

هل المشهد من الحرب الروسية الأوكرانية؟

بيد أن هذا المقطع لا يُمت بصلة للحرب الروسية الأوكرانية. نشره مُستخدم يُدعى فاسيا إيفانوف، يُعرّف نفسه بأنه مخرج فني ومُصمم إنتاج، في 28 مارس 2021  عبر “تيك توك”.

وعلّق على المقطع بالروسية بوصف يُشير إلى أنه مُلتقط من كواليس فيديو كليب لمغنّي راب روسي ملقّب بـ هاسكي. نُشر الفيديو الموسيقي عبر يوتيوب في 26 سبتمبر 2020. شارك فيه إيفانوف كمُصمم إنتاج، بحسب خدمة تقصّي الحقائق التايعة لوكالة رويترز.

@vasyaivanovdesign

Съемки клипа Хаски – Никогда-нибудь #Хаски #рэперхаски #бекстейдж #какснимали #съемки #backstage #рекомендации #хочуврек #рек #хаски

♬ Никогда-нибудь – Хаски

ما علاقته بكوفيد في الصين؟

هذه ليست المرة الأولى التي يُستخدم فيها الفيديو خلال أزمات دولية. في أواخر مارس وأوائل أبريل 2021، تداوله نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي زاعمين بأنه يصوّر الاستعانة بممثلين ووضعهم داخل أكياس سوداء لإيهام الناس أنها جثث لضحايا فيروس كورونا المستجد في الصين.

أبريل 2021 مارس 2021

وعلّقت إحدى الصفحات على فيسبوك حينها: “أحد وفيات كورونا في الصين زهق من الموت ودخن سيجارة”. جاء الترويج إلى هذا الفيديو وقتذاك ضمن سلسلة مقاطع في إطار نظريات مؤامرة بشان أصل الوباء، والترويج إلى أن أعداد وفيات كوفيد-19 مُبالغ فيها.

ربما يعجبك أيضا