جدري القرود.. أزمة صحية تكشف عن فجوة اللقاحات العالمية

لماذا لم تصل لقاحات جدري القرود إلى إفريقيا سريعا؟

بسام عباس

بعد أسبوعين من إعلان منظمة الصحة العالمية انتشار جدري القرود في عدد من الدول الإفريقية كحالة طوارئ صحية عالمية، تلقت نيجيريا 10 آلاف جرعة من لقاح موكس تبرعت بها الولايات المتحدة، بحسب وكالة “رويترز”.

وقالت إن البطء في وصول اللقاحات، التي توفرت في أكثر من 70 دولة خارج إفريقيا، أظهر أن الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19 بشأن عدم المساواة في الرعاية الصحية العالمية كانت بطيئة في إحداث التغيير.

 دول غنية وأخرى فقيرة

قالت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الخميس 29 أغسطس 2024، أن إعلان منظمة الصحة العالمية قبل أسبوعين لفت الانتباه إلى عدم المساواة في اللقاحات في جميع أنحاء العالم، فقبل عامين، عندما بدأ تفشي حمى الضنك في التأثير على الدول الغربية، تحركت تلك الحكومات بسرعة لوقف انتشار المرض داخل حدودها من خلال برامج توزيع اللقاح الفعالة.

وأضافت أن الدول الغربية تمكنت من ذلك لأن لديها مخزونات كبيرة من اللقاح المتاح، بينما لا توجد مثل هذه المخزونات في إفريقيا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن اللقاحات باهظة الثمن بعيدة عن متناول الدول ذات الدخل المنخفض، كذلك تحتاج وكالات المساعدة الدولية التي تشتري اللقاحات وتوفرها للدول الفقيرة إلى موافقة منظمة الصحة العالمية، والتي لا تزال غير موجود.

ونتيجة لهذا، ورغم انتهاء “حالة الطوارئ الصحية العالمية” الأولى التي سببها فيروس جدري القرود منذ عامين، ومن الناحية الفنية في العام الماضي، فقد استمر انتشار المرض في إفريقيا، كما كان الحال لعقود من الزمان، ومع انتشار سلالة جديدة من الفيروس، تطلب الدول الإفريقية التبرع باللقاحات للحد من تفشي المرض.

عدم المساواة

أوضحت المجلة أن الدول الغربية استجابت لهذه الدعوة، فوافقت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا ودول أخرى على إرسال جرعات إلى الدول الأفريقية، وإلى جانب إسبانيا، التي تتبرع بـ 500 ألف جرعة، تعرضت جميع الدول لانتقادات لعدم التبرع بما يكفي من اللقاحات.

وذكرت أن الولايات المتحدة أرسلت 50 ألف جرعة فقط إلى الكونغو، رغم وجود ملايين الجرعات في متناول اليد، لافتة إلى وجود تأخيرات في توصيل اللقاحات إلى الدول الأفريقية، ما سمح بانتشار فيروس جدري القرود.

وأضافت أن هذه ليست المرة الأولى التي تشكل فيها عدم المساواة في اللقاحات مشكلة، فقد كان التفاوت واضحًا للغاية أثناء جائحة كوفيد-19 عام 2021، مقترحةً إيجاد إصلاحات في هذه المنظومة، كإصلاحات الملكية الفكرية وتوسيع إنتاج اللقاحات في الجنوب العالمي، وأن الجهود المبذولة للقيام بكلا الأمرين اكتسبت زخمًا، وخاصة إنتاج اللقاح خلال جائحة كوفيد-19، ولكن كما أظهر تفشي جدري القرود الآن، فهذه الإصلاحات لا يمكن أن تتحقق سريعًا.

ربما يعجبك أيضا