جذور فقيرة وأم مدمنة.. كيف قدم «نائب ترامب» نفسه في خطابه الأول؟

تحدث السيناتور “جي دي فانس” من أوهايو، المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأمريكي، عن نشأته الصعبة في أوهايو وخدمته العسكرية بعد أحداث 11 سبتمبر.

وقدم دي فانس نفسه وعائلته الصغيرة للأمة في المؤتمر الوطني الجمهوري مساء الأربعاء 17 يوليو 2024، واستعرض فانس قصة صبي نشأ في فقر جنوب غرب أوهايو مع أب غائب وأم مدمنة، وأصبح الآن رجلًا يبلغ من العمر 39 عامًا تم ترشيحه ليكون نائب الرئيس القادم، قدم فانس قصة نجاح تعكس الأمل لدى الطبقة العاملة وأمريكا الريفية.

دي فانس وترامب

مرثية ريفية

حسب صحيفة “واشنطن بوست”، اليوم الخميس 18 يوليو 2024، أشار فانس إلى نشأته في مدينة ميدلتاون بولاية أوهايو، وهي مدينة صغيرة تعبر عن آرائها وتبني بأيديها وتحب أهلها وعائلاتها ومجتمعها وبلادها، ولكنها تعرضت للإهمال من الطبقة الحاكمة، ووصف فانس كيف تربى على يد جدته “ماماو”، التي كانت امرأة عجوز بالكاد تستطيع المشي لكنها قوية كالحديد، وكانت هذه القصة مألوفة لقراء مذكرات فانس الأكثر مبيعًا عام 2016، “مرثية ريفية”.

وعلى أنغام أغنية “أمريكا أولًا” لميرل هاجارد، قدّم فانس للناخبين سردًا حول كيف شكلت دروس ماماو بمنطقة أبالاتشيا الكبرى نظرته الشعبوية والإنعزالية للعالم، بدءً من سياساته التجارية التقييدية وسياسات ترامب المناهضة للتشابكات الخارجية إلى موقفهما المتشدد بشأن الهجرة.

الأمل الأخير

قال فانس إن الرئيس ترامب يمثل الأمل الأخير الأفضل لأمريكا لاستعادة ما قد لا يتم العثور عليه مرة أخرى إذا فقد، مشيرًا إلى أنه وترامب يقاتلان من أجل أشخاص مثل “عامل السيارات في ميشيغان” و”عامل المصنع في ويسكونسن”، مشيرًا إلى والدته التي رفعت يديها إلى شفتيها قبل أن تمدهما لابنها، قائلاً: “حركتنا تتعلق بالأمهات العازبات مثلي، اللاتي عانين من المال والإدمان ولكن لم يستسلمن أبدًا”.

-نائب-ترامب-الجديد..-من-هو؟-

وأضاف بفخر أن والدته هنا الليلة، بعدما أمضت 10 سنوات خالية من الكحوليات والمخدرات، مما دفع الحضور إلى الوقوف والتصفيق، “أحبك يا أمي”. وهتف الجمهور: “أم جيه دي! أم جيه دي! أم جيه دي!”، وتم تقديم فانس من قبل زوجته، أوشا فانس، التي قوبلت برد فعل مهذب.

وفي غضون ذلك، أثبتت الفحوص إصابة الرئيس بايدن بفيروس كورونا عقب فعالية انتخابية في لاس فيجاس، ويخطط للعودة إلى منزله في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير لعزل نفسه، حسبما قال متحدث باسم البيت الأبيض في بيان.

جعل أمريكا قوية مرة أخرى

في ليلة تحت شعار “جعل أمريكا قوية مرة أخرى”، تصدر فانس المؤتمر إلى جانب عدد من مثيري الشغب اليمينيين المتشددين، بمن فيهم النائب مات غيتز، ورئيس الاستخبارات السابق ريك جرينيل، ومستشار ترامب التجاري السابق بيتر نافارو، ودونالد ترامب جونيور.

وأشاد جيتز باختيار ترامب لفانس، مشبهاً إياه بأبراهام لينكولن في شبابه، وقال إنه مثل الجنرال جرانت، يعرف فانس كيف يقاتل. مضيفًا: “حتى يتمكنوا من طرد بايدن من دار المسنين، نحن في مهمة لإنقاذ هذا البلد وسنستمر مع دونالد جون ترامب أو نموت حتى النهاية”.

صور مظلمة

كان ترامب جونيور وحاشيته دورًا فعالًا في دفع فانس إلى منصب نائب الرئيس، وهو القرار الذي اتخذه الرئيس السابق في اللحظات الأخيرة. وفي الوقت نفسه، سافر نافارو إلى ويسكونسن بعد إطلاق سراحه من سجن فيدرالي في ميامي بعد قضاء عقوبة لتجاهله استدعاءً من الكونجرس.

جي دي فانس – نائب ترامب

وانتقد نافارو “جو بايدن ودائرة الظلم التابعة له”، مؤكدًا أن الرئيس السابق مجرد شهيد يقاتل ضد قوى شريرة نيابة عن رعيته. مضيفًا: “إذا تمكنوا من مهاجمتي، وإذا تمكنوا من مهاجمة دونالد ترامب، فاحذروا، فسوف يهاجمونكم”. وكانت أجزاء من المساء، خاصة تلك التي ركزت على المهاجرين غير المسجلين، مليئة بالصور المظلمة، واتهم القائم بأعمال مدير إدارة الهجرة والجمارك السابق، توماس هومان، بايدن ونائبة الرئيس هاريس بتفكيك سياسات ترامب المتشددة في مجال الهجرة.

انتحار وطني

قال هومان: “بايدن هو أول رئيس في تاريخ أمريكا يتولى منصبه ويهدد بفرض الأمن على الحدود. من الذي يفعل ذلك؟”، مضيفًا لاحقًا أن بايدن وهاريس اتخذا خيارًا متعمدًا وصفه بأنه “انتحار وطني”.

وارتفعت حالات العبور غير القانوني على الحدود الجنوبية إلى مستويات قياسية في عهد بايدن، وعلى الرغم من أن إدارته أطلقت حملة صارمة أدت إلى انخفاض الأرقام إلى مستويات عهد ترامب. كما واجهت إدارة ترامب ارتفاعات قياسية في عدد العائلات التي تعبر الحدود في عام 2019. وساعد ترامب في قتل مشروع قانون أمن الحدود بقيمة 118 مليار دولار لأنه لم يكن يريد أن يحقق بايدن فوزًا سياسيًا.