جراء العنف.. إغلاق ممر المُساعدات الحيوي إلى دارفور بالسودان

عبدالمقصود علي
سودانيون يفرون من الحرب وسط استمرار القتال

قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة 3 مايو 2024، إن أعمال العنف في محيط مدينة الفاشر بإقليم دارفور السوداني تسببت في إغلاق ممر إنساني من تشاد افتُتح حديثًا، وإن الوقت ينفد لمنع حدوث مجاعة في هذه المنطقة الشاسعة.

وأدت الهجمات في الفاشر، آخر معقل للجيش السوداني في دارفور والتي يقطنها نحو 1.6 مليون نسمة، إلى إطلاق تحذيرات شديدة من موجة جديدة من النزوح الجماعي والصراع الطائفي في إطار الحرب المستمرة منذ عام في السودان، وفق وكالة أنباء رويترز

وأدى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى تفاقم أزمة الجوع، إذ يضطر البعض إلى تناول أوراق الشجر، بل والتراب، في ظل اقتراب حدوث مجاعة.

ويقول مسؤولو الإغاثة إن كلا الجانبين ينهبان المساعدات أو يمنعانها من الوصول إلى المناطق التي تستفحل فيها المجاعة، مما يساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية.

وقال برنامج الأغذية العالمي إن أعمال العنف التي وقعت في الآونة الأخيرة في محيط الفاشر أدت إلى توقف مرور قوافل المساعدات عبر معبر الطينة الحدودي في تشاد، في حين أن القيود التي تفرضها السلطات المتحالفة مع الجيش تمنع توصيل المساعدات عبر ممر المساعدات الآخر الوحيد من تشاد في أدري.

ولم تدخل سوى كميات صغيرة من المساعدات إلى الفاشر خلال الحرب، وهي القناة الوحيدة التي وافق عليها الجيش لنقل الشحنات إلى أجزاء أخرى من دارفور.

وتشير دراسة لصور الأقمار الصناعية أجراها مختبر ييل للأبحاث الإنسانية، فإنه 23 قرية بالقرب من الفاشر دُمرت منذ مارس، ومن المحتمل أن تكون قوات الدعم السريع وراء ذلك.

وأظهرت الدراسة أن أكثر من 600 مبنى تضررت جراء اندلاع حرائق خلال الفترة نفسها في المدينة ذاتها.

وأضافت أنه يجرى حاليًا تحليل لتحديد ما إذا كانت قوات الدعم السريع مسؤولة عن الأضرار الواسعة النطاق التي لحقت بمنطقة واحدة يومي 28 و29 أبريل.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية أمس الخميس إنه في مخيم زمزم للاجئين في شمال دارفور يعاني 30 بالمئة من 46 ألف طفل على الأقل من سوء التغذية الحاد “مما يكشف عن أزمة ضخمة في طور التكوين”، ولم يشهد المخيم توزيع الغذاء رسميا منذ مايو 2023.

كما ذكرت منظمة أطباء بلا حدود في بيان: “رغم من إدراك الأمم المتحدة خطورة الوضع وإطلاقها تحذيرات من حدوث مجاعة، فإنها لا تقوم بما يكفي لمنع تحول أزمة سوء التغذية في زمزم إلى كارثة أكبر”.

ربما يعجبك أيضا