جرف قاري يغضب بكين.. هل يشهد بحر الصين نزاعًا قريبًا؟

احتجت الصين على مطالبة فيتنام الأخيرة بالجرف القاري الممتد في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وذلك في أعقاب طلب مماثل تقدمت به الفلبين الشهر الماضي.

وفقًا لوزارة الخارجية الفيتنامية، قدمت البلاد طلبًا يوم الخميس إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بحدود الجرف القاري للحصول على مصادقة رسمية على الحدود الخارجية لحافتها القارية القانونية التي تتجاوز حد 200 ميل بحري (370 كيلومترًا)، في منطقة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

ماذا يعني الطلب؟

بحسب صحيفة “ساوث اتشينا مورنين بوست” في تقرير لها نشر الخميس 18 يوليو 2024، فإنه إذا تم الاعتراف بمطالبتها، فستحصل هانوي على الحقوق الحصرية لاستغلال الموارد الطبيعية على الجرف القاري الممتد بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982.

وجاء طلب فيتنام بعد أن قدمت الفلبين طلبًا مماثلًا في يونيو سعيًا لتأكيد مدى قاع بحرها القاري في الجزء الغربي من مقاطعة بالاوان في بحر الصين الجنوبي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان يوم الخميس إن “المطالبة التي قدمتها فيتنام من جانب واحد” تشمل مناطق بحرية تحوي أجزاء من جزر سبراتلي وتنتهك “السيادة الإقليمية والحقوق البحرية” للصين.

تنافس مقلق

تتنافس بكين وهانوي على المطالبة بجزر سبراتلي، المعروفة في الصين باسم جزر نانشا.

واحتجت الصين لدى فيتنام بشأن الطلب الأخير، وقالت إن مثل هذه التصرفات لا معنى لها في الواقع ولا تؤدي إلا إلى تفاقم الخلافات القائمة وتكثيف الصراعات، وهو ما لا يفضي إلى حل النزاعات”.

نص الاتفاقية

تتطلب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار التحقق من صحة المطالبات المتعلقة بالجرف القاري الممتد من خلال عملية رسمية وعلمية من قبل لجنة حدود الجرف القاري.

وتمتلك بكين مطالبات واسعة النطاق تغطي بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريبًا، ومع ذلك، فإن الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان جميعها لديها مطالبات متنافسة على الممر المائي، الذي يعمل كمركز شحن عالمي.

قضية تحكيم

في قضية تحكيم رفعتها الفلبين ضد الصين، حكمت محكمة دولية لصالح مانيلا في عام 2016، وخلصت إلى أن مطالبات بكين في بحر الصين الجنوبي ليس لها أي أساس قانوني ـ وهو القرار الذي رفضته بكين.

ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الفيتنامية، فإن هذا هو الطلب الثالث الذي تقدمه هانوي للجرف القاري الممتد.

وفي عام 2009، قدمت فيتنام مطالبة بشأن الجزء الشمالي من بحر الصين الجنوبي. وفي العام نفسه، قدمت أيضًا طلبًا مشتركًا مع ماليزيا فيما يتعلق بالجزء الجنوبي من بحر الصين الجنوبي.