جريمة “فتى الزرقاء صالح” في الأردن .. وحوش بشرية قست قلوبهم فهي كالحجارة‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق 

عمّان – ليست جريمة تعذيب “الفتى صالح” من مدينة الزرقاء، الأولى التي تهز الشارع الأردني ببشاعة تفاصيلها، لكنها الأكثر وحشية، سيما أن المستهدف فيها طفل تكالبت عليه وحوش بشرية بترت يديه وفقأت عينيه انتقاما من والده.  

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، في الأردن وحتى فلسطين ودول عربيةعدة، غضبا من الجريمة الوحشية، فيما ألقي القبض على الجناة في أقل من 24 ساعة.  

ولشدة بشاعة الجريمة المروعة، التي استهدفت فتى يبلغ من العمر 16 عاما، تصدر وسم “الإعدام لمنفذي جريمة الزرقاء” مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن.  

وتحت هذا الوسم، نادى الآلاف بالقصاص من مرتكبي الجريمة وتعذيبهم بنفس الطريقة التي فعلوها بالفتى “صالح”، فيما ذهب آخرون للمطالبة بتعديل قوانين العقوبات في المملكة والتي اعتبروها “قاصرة” في الحد من الجريمة. 

توجيه وغضب ملكي  

وبعد ساعات من وقوع الجريمة، أعلن الديوان الملكي الهاشمي، أن الملك عبدالله الثاني تابع تفاصيل العملية الأمنية الدقيقة التي نفذتها مديرية الأمن العام – قيادة الشرطة الخاصة، في منطقة شعبية مكتظة، وقادت إلى القبض على الأشخاص الذين ارتكبوا جريمة بشعة في محافظة الزرقاء، بحق الفتى صالح. 

وبحسب ما أورده الديوان -في بيان له حصلت “رؤية” على نسخة منه- شدد الملك على ضرورة اتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحق المجرمين الذين يرتكبون جرائم تروع المجتمع، لافتا إلى أهمية أن ينعم المواطنون بالأمن والاستقرار. 

ووجه الملك المعنيين بتوفير العلاج اللازم للفتى الذي يقطن بمحافظة الزرقاء إحدى أكثر مناطق المملكة كثافة سكانيا وتعاني من أعلى نسب الفقر والبطالة. 


الحكومة تتوعد الجناة  

من جانبه، قال وزير العدل في حكومة بشر الخصاونة الجديدة، بسام التلهوني: إن الاعتداء على فتى الزرقاء جريمة بشعة بكل المعايير ومرفوضة وفق كل القوانين والأديان السماوية وغير مقبولة شرعاً وقانوناً وتخرج عن طبائع المجتمع الأردني الذي يتسم بالتسامح و المحبة و التواد بين أفراده . 

وأكد التلهوني -في حديث لإذاعة الأمن العام، اليوم الأربعاء- أن توجيهات الملك كانت واضحة لكافة الأجهزة في متابعة هذه القضية وإتخاذ كافة الإجراءات لتوفير العلاج اللازم للفتى المصاب واتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحق المجرمين الذين يرتكبون جرائم تروع المجتمع . 

وقال الوزير: “لدينا جهاز أمن قوي قادر على ملاحقة المجرمين وتعقبهم وتطبيق القانون على مرتكبي مثل هذه الجرائم التي تروع المجتمع وتخل بالأمن المجتمعي”. 

وأكد أن “القضاء سيأخذ مجراه وسيتم تطبيق أشد العقوبات على مرتكبي الجرائم التي من شأنها الإخلال بالأمن والسلم المجتمعي وترويع المواطنين”. 

العقوبة القانونية 

وبالتزامن مع الغضب الشعبي من الجريمة، تزاحمت التساؤلات بشأن العقوبة المتوقع أن تلحق بالجناة ويصل عددهم لخمسة أشخاص بحسب ما ذكره الفتى صالح لوسائل إعلام محلية.  

وقال خبراء قانونيين: إن نص المادة 334 من قانون العقوبات الأردني، يشير إلى أن “من أقدم على ضرب شخص بأداة حادة على وجهه بالأشغال الشاقة الموقتة لمده لا تزيد عن 7 سنوات مهما كانت مده التعطيل”. 

بيد أن المادة 335 من قانون العقوبات، تنص على أنه “إذا أدى الفعل إلى قطع أو استئصال عضو أو بتر أحد الأطراف يعاقب الفاعل بالأشغال الشاقة المؤقتة مده لا تزيد عن 10 سنوات و بالتالي تعتبر جريمه بشعه جدا بحق المجتمع”. 

وتداول ناشطون صورا لعدد من الجناة، بينهم الفاعل الرئيسي فيها وقالوا إنه يملك سجلا إجراميا يزيد عن 250 قيدا وكان موقوفا وتم الإفراج عنه مؤخرا بكفالة أحد النواب في البرلمان السابق. 

رواية الفتى صالح  

وفي روايته لما جرى، قال “فتى الزرقاء” صالح الذي يتلقى العلاج بإحدى المستشفيات، لوسائل إعلام محلية، إنه “كان ذاهبا لشراء الخبز، ورأى أحد الأشخاص من العصابة وقام بالهرب منه، ورأى مركبة نقل صغيرة وطلب من سائقها أن يوصله لمنطقة معينة، حيث تبين لاحقا أن سائق المركبة كان من العصابة التي خطفته”. 

ولحظة ركوبه في المركبة قال السائق للفتى “إذا بتفتح تمك بطعنك في المفك”، وقام بتحميل شخص آخر في الباص وبدأ يضربه بـ “جنط السيارة”، وقاموا بنقله إلى أحد المنازل وفعلوا جريمتهم البشعة. 

وكان الفتى صالح يردد داخل الباص “الله أكبر الله أكبر… يارب اجعلها بردا وسلاما عليّ”. 

وتابع “قاموا بنقلي لأحد المنازل وبدأو يتحرشوا بي والاعتداء علي، وبعدما أنتهوا من فعلتهم صوروني ورموني بإحدى المناطق”. 

وشهد الأردن خلال السنوات الماضية، العديد من الجرائم المروعة التي لم تشهدها المملكة من قبل، فقبل نحو عامين أقدم زوج على قتل زوجته وتقطيعها ودفنها داخل برميل إسمنت، وبعدها بفترة أقدم زوج على اقتلاع عيني زوجته.

ربما يعجبك أيضا