جزيرة الأفعى.. معركة أوكرانيا لاستعادة السيطرة بالبحر الأسود

جزيرة الأفعى.. صراع السيطرة بين روسيا وأوكرانيا في البحر الأسود

شروق صبري
جزيرة الأفعى

استعادة جزيرة الأفعى تمثل انتصارًا رمزيًا لأوكرانيا، حيث تبرز جهودها المستمرة لطرد القوات الروسية من البحر الأسود.


تعد جزيرة الأفعى التي تقع على بُعد حوالي 20 ميلًا من السواحل الأوكرانية، شاهدًا حيًا على الهجوم الأوكراني المستمر لاستعادتها من السيطرة الروسية.

الأنقاض والمعدات العسكرية الروسية المحطمة تملأ هذا الموقع الاستراتيجي، الذي يعتبر من أبرز الانتصارات الرمزية لأوكرانيا في صراعها مع روسيا.

الحملة العسكرية الأوكرانية

تُغطّي الجزيرة بقايا المعدات العسكرية الروسية المدمرة والمباني التي تحولت إلى أنقاض، قبل أكثر من عامين، حلّقت طائرتان مروحيتان أوكرانيتان حول الجزيرة، حيث وقعت أعينهم على الدمار الذي حلّ بها قبل أن يهبطوا لأداء مهمة صغيرة لكنها حاسمة.

خلال الأسابيع السابقة، قصفت القوات الأوكرانية مراكز الاحتلال الروسية في الجزيرة باستخدام المدفعية والغارات الجوية، مما أجبر القوات الروسية على التراجع، جاء الكوماندوز الأوكراني إلى الجزيرة بعد أيام من الانسحاب، حيث أسقط أحدهم علم أوكراني قبل العودة بعد أيام لرفعه على سارية الجزيرة، مما يمثل نهاية واحدة من العمليات الحاسمة في الحرب.

أهمية الجزيرة الاستراتيجية

في وقت سابق من هذا الشهر، أجرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية زيارة نادرة لجزيرة الأفعى، حيث تحدثت مع ضباط من وحدة تيمور الخاصة، وهي وحدة نخبويّة تابعة لوكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية، والتي شاركت في استعادة الجزيرة خلال الصيف.

كشف الضباط عن تفاصيل جديدة بشأن أحد أكثر الفصول شهرة في مقاومة أوكرانيا للاحتلال الروسي، قال أحد الضباط في وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية: “كما تقول المقولة التاريخية، من يسيطر على جزيرة الأفعى، يسيطر على البحر”.

نقطة استراتيجية

تعتبر جزيرة الأفعى نقطة استراتيجية في البحر الأسود، وقد كانت موضع نزاع بين القوى البحرية لعقود بسبب موقعها المتميز.

وبعد إعلان أوكرانيا استقلالها عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991، عززت كييف وجودها على الجزيرة لتدعيم مطالبها بالمياه المحيطة بها، بما في ذلك بناء متحف مخصص للمحارب اليوناني الأسطوري أخيل، الذي يُعتقد أنه دُفن هناك.

استعادة الجزيرة

حسب ما نشرت الصحيفة الأمريكية، الأحد 22 سبتمبر 2024، فإنه بعد الاستيلاء على الجزيرة في فبراير 2022، نقلت روسيا بسرعة صواريخ الدفاع الجوي ونظم صواريخ متعددة إلى الجزيرة، مما جعلها قادرة على تدمير أي قوارب تقترب.

بدأت أوكرانيا جهودها لاستعادة الجزيرة في إبريل من العام نفسه، بعد غرق السفينة الرئيسة للأسطول الروسي في البحر الأسود، “موسكفا”، بدأت القوات الأوكرانية بقصف الجزيرة بلا هوادة باستخدام صواريخ مُطلقة من الطائرات والطائرات بدون طيار، مما أسفر عن غرق القوارب الروسية وتدمير مروحية بعد هبوطها.

جزيرة الأفعى

جزيرة الأفعى

عملية الاستعادة

استُخدمت مدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز 155 مم، وتم نقلها عبر دلتا الدانوب إلى مواقع نيران يصعب الوصول إليها عبر البر، قال ضابط في وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية: “بمجرد أن بدأنا العمل بشكل منظم في منتصف يونيو 2022، أجبرناهم على التخلي عن الجزيرة في غضون أسبوعين”.

في 30 يونيو، أعلنت موسكو انسحاب قواتها من الجزيرة كـ”بادرة حسن نية”. في ذلك الوقت، أرسل الضابط المعروف بـ”شكسبير” الكوماندوز الأوكراني إلى الجزيرة على متن طائرة صغيرة للتأكد من مغادرة الروس، واختاروا هذه الطائرة لأنها كانت صعبة الكشف على الرادار.

إعادة العلم الأوكراني

بعد الانسحاب، قفز الكوماندوز إلى الجزيرة وأسقطوا العلم الأوكراني، مما أسفر عن قصف الروس للمنطقة بواسطة طائرة حربية، بعد هذه العملية، عاد الكوماندوز لمهمة أكثر سرية لتأمين السيطرة الأوكرانية على الجزيرة.

ورغم العقبات، تمكنت القوات الأوكرانية من إعادة تأمين الجزيرة. في إحدى المهمات، اضطر الكوماندوز للعودة إلى البر على متن قارب بلا محركات، حيث واجهوا ظروفًا بحرية صعبة، مما دفعهم للجوء إلى قارب مطاطي.

منصات حفر للغاز

يُظهر الصراع من أجل السيطرة على الجزيرة كيف أن المعركة الكبرى في هذا الجزء من البحر الأسود تتركز الآن حول عدة منصات حفر للغاز شرقي الجزيرة.

وتواصل أوكرانيا قتالها لطرد القوات الروسية من الجزيرة، حيث تسعى إلى استعادة السيطرة الكاملة على المنطقة، إذ يمثل استعادة جزيرة الأفعى رمزًا للأمل والمقاومة الأوكرانية في وجه العدوان الروسي المستمر.

ربما يعجبك أيضا