جزيرة الأفعى.. ممر الأمن الغذائي إلى العالم

عاطف عبداللطيف

استولت القوات الروسية على جزيرة الثعبان في 24 فبراير الماضي، وتقع على بعد 35 كيلومترًا من الساحل الأوكراني.


تخلى الجيش الروسي عن جزيرة الأفعى، أو جزيرة “زميني”، كما تسمى في أوكرانيا، والتي تقع في موقع استراتيجي مميز بالبحر الأسود بالقرب من السواحل الشرقية لكل من أوكرانيا ورومانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس 30 يونيو 2022، عن انسحاب القوات الروسية المتمركزة في جزيرة زمييني قبالة ميناء أوديسا الاستراتيجي، في بادرة حسن نية، لتسهيل نقل الحبوب الأوكرانية إلى الخارج.

موقع استراتيجي

التحرك الروسي بترك الجزيرة الهامة التي تسيطر عليها قواتها منذ نحو 5 شهور، جاء “كبادرة حسن نية” وإثبات أنها لا تعرقل صادرات الحبوب لدول العالم، فاستولى الجيش الروسي على جزيرة الأفعى والتي تبلغ مساحتها 0.17 كيلومتر مربع، ويصل طولها  662 مترًا وعرضها 440 مترًا، في حين ترتفع أعلى نقطة فيها نحو 41 مترًا، في 24 فبراير الماضي.

سيطرة روسيا على الجزيرة التي تقع على بعد 35 كيلومترًا من الساحل الأوكراني، وبالقرب من السواحل الشرقية لكل من أوكرانيا ورومانيا،  يتيح لها حصار أوديسا أمبر موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، وتسهل عليها خطط التحكم في تصدير غالبية الحبوب الأوكرانية إلى دول العالم.

جزيرة الثروات والردع

مثلت سيطرة روسيا على الجزيرة تهديدًا لرومانيا العضو في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، وخاصة على مينائها الرئيس “كونستانتا” وأيضًا تهديدًَا كبيرًا لحركة المرور في مصب نهر الدانوب، لا سيما أنه يسهل تركيب أنظمة الصواريخ المتطورة على نتوءاتها الصخرية البارزة، بالإضافة إلى أنها ليست ذات أهمية استراتيجية فحسب، فالمنطقة غنية أيضًا باحتياطيات النفط والغاز.

قال خبراء إن الجزيرة “بوابة التأمين الرئيسة ومفتاح التحكم في البحر الأسود” بالنسبة لروسيا، وأن موقعها يساعد موسكو في تأمين السفن الحربية والتجارية بالبحر الأسود، ويتيح التحكم في الساحل الأوكراني وحركته بالكامل. وتتهم دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، بتعطيل الموانئ والخدمات اللوجستية لشحنات الحبوب الأوكرانية ومنتجات الزيوت النباتية، فيما تنفي موسكو.

ربما يعجبك أيضا