في إطار منتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي، جلسة نقاشية بشأن العولمة ومستقبلها.
نَظّم منتدى فالداي للحوار، جلسة نقاشية، الخميس 16 يونيو 2022، في إطار أعمال منتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي لعام 2022.
وافتتح المنتدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، 15 يونيو الحالي. وناقش المشاركون عدة قضايا اقتصادية وسياسية عالمية، ركزت على فكرة الاكتفاء الذاتي والتعاون، وهل انتهت العولمة إلى خلفية التطورات السياسية الأخيرة في أوروبا.
تحولات الاعتماد المتبادل
في تقرير يرجع إلى عام 2020، أشار المنتدى إلى أن الاعتماد المتبادل بين الدول قد بات مصدرَ خوفٍ، وقد تجلى هذا في أثناء فترة جائحة فيروس كورونا، فقد بيَّنت الجائحة أنه في عالمٍ معولم لا وجود للتضامن بين الدول والشعوب. وأورد المنتدى أيضًا أن حرية التجارة باتت مقيّدة بالعقوبات والحروب التجارية والتعريفات الجمركية المرتفعة.
وأما في الجلسة الأخيرة، فقد أشار مدير قسم الأبحاث في المنتدى، فيودور لُقيانوف، إلى أن هذا الاعتماد المتبادل قد بات سلاحًا، بعدما كان بمثابة ضمانة ضد التحركات السياسية المتهورة والانتفاضات غير المحسوبة، لكن التطورات الحالية غيّرت هذه النظرة كليًّا.
نحو عولمة لا عنصرية
استحضر مدير معهد البحوث الاقتصادية في جامعة تشوان التقنية في جنوب إفريقيا، راسيجان مَهرَاج، وباء كورونا وتبعاته الصحية عالميًّا، ليشير إلى مسألة عدم المساواة العالمية، فأسعار اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في القارة السمراء هي الأعلى في العالم، فضلًا عن عدم المساواة في الوصول إلى اللقاحات.
ومن جهة ثانية، قال العميد التنفيذي لمعهد تشونج يانج للدراسات المالية، وانج ون، إن نفوذ أمريكا في الاتجاهات العالمية تدفع الدول غير الغربية إلى تبني الاكتفاء الذاتي، لكن على هذه الدول في إطار سعيها إلى تقليل اعتمادها على أمريكا أن تفكر في مزايا السوق العالمية، لتكون العولمة المقبلة أكثر توازنًا وشمولًا.
مأزق الاتحاد الأوروبي
بحسب الدبلوماسي الروسي والممثل الدائم لروسيا في الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيزوف، فإن الاتحاد الأوروبي شهد تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة، فداخل دوله تقوّض الهويات الوطنية ويتزايد نفوذ المؤسسات الأوروبية المكونة من مسؤولين غير منتخبين ديمقراطيًّا على الشعوب الأوروبية.
وبحسب تقرير المنتدى عام 2020، كانت الصين والهند وروسيا تنتج 15% من الناتج العالمي، وأمريكا والاتحاد الأوروبي واليابان أكثر من 47%، وفي 2020 تساوى إسهام الكتلتين عند 31.5%، وبحسب استطلاعٍ لمعهد ميونخ الاقتصادي فإن غالب سكان الغرب يعارض العولمة، ففي فرنسا عارضها 85% وألمانيا 64% والنمسا 70%.
عقوبات وإمكانات
بحسب نائب رئيس مركز التصدير الروسي، ستانيسلاف جورجفسكي، فإن على الدول غير الغربية وبالنظر لما تعرضت له روسيا من عقوبات وتجميد أصولٍ في الخارج وغيرها من العقوبات، أن تعمل على إنشاء مبادئ ومؤسسات اقتصادية جديدة، في إطار سعيها إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي.
ومن جهة ثانية، وفي إطار مسألة العقوبات، قال المدير في شركة أورآسيان نيكسوس، بيجان خاجي بور، إن العقوبات تضر لكنها منزوعة الكفاءة، بمعنى أنها لا تحقق أهدافها المرجوة، وساق الحالة الإيرانية مثالًا على ما يقصده، فرغم العقوبات ظل الموقف الإيراني ثابتًا، فحين تُقطَع العلاقات القديمة، تولَد علاقات جديدة.
عولمة بــ«لا» روسيا
أشار المحلل الروسي أوليج بارابانوف إلى تنامي اتجاه “للعولمة بدون روسيا” برزت معالمه مع مؤتمر دافوس الأخير، مايو الماضي. وكانت أمريكا وحلفاؤها يدشنون سلاسل توريد آمنة بين الدول الصديقة لها، لتقليل الاعتماد على أسواق الدول “الاستبدادية”، ما خلق استراتيجية جديدة تهدد الاقتصاد العالمي وصفها خبراء العولمة بـ”الخفيفة”.
وصرح الدبلوماسي والسياسي الأمريكي، هنري كيسنجر، في خطابٍ ألقاه في مؤتمر دافوس بأن العالم اليوم يمر بمرحلة مفصلية، وسيكون لنبذ روسيا آثار وخيمة في المستقبل على السلام العالمي، ونصح كيسنجر بسرعة الوصول إلى حلٍّ للأزمة الأوكرانية، وإعادة دمج روسيا مع الاقتصاد العالمي.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1189171