“جماران” تقتل “كنارك” بنيران صديقة.. خطأ الحسابات يفقد إيران السيطرة على صواريخها

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

بعد اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني في العراق، بعدها قام الحرس الثوري بإسقاط طائرة تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية، في الساعات الأولى من صباح يوم 8 يناير/ كانون الثاني 2019. في نفس الوقت الذي بدأت فيه عملية الحرس الثوري ضد قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق، مما أسفر عن مقتل 176 راكبًا كانوا على متنها.

كان استهداف الطائرة الأوكرانية تعبيرًا على حالة شد الأعصاب لدى إيران وقواتها المسلحة، ما أدى إلى الخطأ الحسابي؛ في ظل العقوبات الأمريكية، وسياسة “أقصى ضغط” التي تمارسها واشنطن على طهران، وارتفاع مستوى التوتر بين البلدين، والحديث عن الحرب بين حين وآخر.

خطأ حسابي آخر

تكرر مشهد استهداف الطائرة الأوكرانية، أمس الأحد، حيث قد أفادت تقارير غير رسمية بأن المدمرة جماران التابعة للقوات البحرية في الجيش الإيراني، استهدفت سفينة تابعة للقوات نفسها، بصاروخ عن طريق الخطأ، مما أسفر عن قتل أو فقد عدد من طاقم السفينة.

وذكر التلفزيون الإيراني على موقعه الإلكتروني أن سفينة الدعم اللوجستي “كنارك” قُصفت بعدما “تحركت لنقل هدف نحو وجهته، دون ترك مسافة كافية بينها وبين الهدف”.
 
ولم ينفِ المسؤولون في البداية هذا الخبر أو يؤكدوه، لكن التقارير غير الرسمية تشير إلى أن الحادث نجم عن إطلاق صاروخ من المدمرة جماران التابعة للقوات البحرية وأصاب سفينة تابعة للقوات نفسها.

وتعد “جماران” هي أول مدمرة إيرانية محلية الصنع، تمَّ تسليمها للقوات البحرية في الجيش الإيراني عام 2010. وتستخدم المدمرة هذه “نماذج رادار متقدمة وأنظمة دفاع وصواريخ”، من ضمنها صواريخ أرض-جو، وطوربيدات.

استهداف “كُنارك”

استهدفت المدمرة جماران بصواريخها سفينة الدعم “كنارك”، حيث أعلنت بحرية الجيش الإيراني في منطقة بندر عباس، في بيان سابق فجر اليوم الإثنين أن الحادث حصل نتيجة “خطأ في الحسابات” أثناء مناورات بحرية.

وكانت المدمرة “جماران” التابعة للجيش الإيراني أطلقت صاروخا طال عن طريق الخطأ “كنارك” خلال مناورات بدأت الأحد، في سواحل جاسك وتشابهار المطلة على الخليج العربي.

ويعد خليج عمان ممرا مائيا حساسا بشكل خاص، لأنه يتصل بمضيق هرمز الذي يمر عبره نحو خمس نفط العام، والذي يتصل بدوره بالخليج.

وبارجة “كونارك”، التي أصابها صاروخ مدمرة تابعة للجيش الإيراني عن طريق الخطأ، اشترتها إيران من هولندا في عهد الشاه قبل الثورة.

ويصل طولها إلى 47 مترا وعرضها إلى 8.5 أمتار، وتزن 447 طنا وتم إلحاقها بالقوات البحرية للجيش الإيراني عام 2018.

تضم “كونارك” 4 منصات لإطلاق صواريخ كروز نور المضادة للسفن، ومدفع عيار 20 ملم، وهي قادرة على زرع الألغام البحرية، وتركيب منصة لإطلاق طائرات الاستطلاع عليها.

وتملك هذه السفينة القدرة على حمل 460 طن، حيث يمكن لهذه السفن أن تلعب دور سفينة دعم لوجستية خفيفة أو زورق سريع لأكثر من 100 شخص وفي نفس الوقت بسرعة عالية. 

وقد تم إلحاق السفينة كنارك بأسطول المنطقة الثالثة التابع لقوات بحرية الجيش الإيراني في تاريخ 2 أكتوبر 2018. 

حجم الخسائر

أفادت وسائل إعلام إيرانية، أن هذا الحادث أدى إلى فقدان عشرات العسكريين، بحسب وسط أنباء عن مقتل وإصابة نحو 40 عسكريا من الجيش الإيراني بينهم ضباط كبار.

وحسب وكالة تسنيم الإيرانية، فقد أصدرت إدارة العلاقات العامة بالجيش الإيراني بيانًا، اليوم اليوم الإثنين، أن 19 شخصا قتلوا، وأصيب 15 آخرين في حادث السفينة.

وقد أفاد مراسل صحيفة “جوان” التابعة للحرس، وحيد حاجي بور، بمقتل 40 عنصرا من الجيش الإيراني على متن البارجة، مضيفاً أنه تم تأكيد انتشال 18 جثة منهم.

وفي السياق نفسه تداولت صفحات إيرانية على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت إنه للقصف المحتمل.

وفيما تتحدث تقارير غير رسمية عن مقتل عشرات من الجنود الإيرانيين في الحادث، نشرت صفحات إيرانية أخرى فيديو تظهر فيه سيارات إسعاف وهي تنقل مصابين قالت إنه تمت إصابتهم في قصف مدمرة إيرانية لسفينة حربية أخرى بنيران صديقة.

وحسب ما ذكرته وكالة “نور نيوز” المقربة من الحرس الثوري الإيراني، قال مصدر عسكري إيراني: إن “البارجة “كنارك” لم تغرق وتم سحبها إلى الشاطئ”، وأنه سيتم إصدار بيان مفصل بعد ساعات حول الحادثة وتفاصيلها.

ربما يعجبك أيضا