جنوب إفريقيا.. هل تكون لاعبا جديدًا على الساحة العالمية؟

عمر رأفت
هل يمكن لجنوب أفريقيا أن تكون لاعبا جديدًا على الساحة العالمية؟

تريد جنوب إفريقيا بشكل واضح إيجاد حلول سلمية للصراعات، سواء داخل القارة السمراء أو في أنحاء العالم.

وبحسب إذاعة صوت ألمانيا أو “دويتشه فيله”، الأحد 26 مايو 2024، فإن جنوب إفريقيا حاولت لعب دور الوسيط في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتحدث الرئيس، سيريل رامافوسا، مع فلاديمير بوتين، وفولوديمير زيلينسكي، وسافر إلى كييف وموسكو مع وفد لإجراء محادثات في يونيو 2023.

علاقات وثيقة مع روسيا

تتمتع جنوب إفريقيا وروسيا بعلاقات وثيقة منذ الحرب الباردة، الأمر الذي أدى إلى امتناعها عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد موسكو، وهو الاختيار الذي تجده العديد من الدول الغربية غير مفهوم.

وأثارت جنوب إفريقيا ضجة خلال الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث اتهمت تل أبيب بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة في دعوى قضائية رفعتها أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وأصدرت محكمة العدل الدولية، في وقت سابق من هذا الشهر، أمراً بوقف “فوري” للهجوم الإسرائيلي على رفح، امتثالاً للطلب العاجل الذي تقدمت به جنوب إفريقيا.

ممثلو جنوب أفريقيا في مناقشة لاهاي

ممثلو جنوب إفريقيا في لاهاي

سياسة مؤيدة لفلسطين

أضافت “دويتشه فيله” أنه رغم انتقادات الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، فإن جنوب إفريقيا تنتهج سياسة مؤيدة لفلسطين مع إبقاء أكبر عدد ممكن من قنوات الاتصال مفتوحة.

ويقول مدير السياسات في مكتب الاتصال لجنوب إفريقيا التابع لمنظمة المجتمع المدني، لوازي سوميا نيو، إن تاريخ جنوب إفريقيا يعني أنها ترى نفسها على أنها تتحمل التزامًا أخلاقيًا فريدًا تجاه حقوق الإنسان والقانون الدولي.

وانتقدت عدم الاعتراف الدولي بما أسمته “الموقف المبدئي”، وعلى النقيض من سلفه جاكوب زوما، قالت إن الرئيس الحالي رامافوزا يعود إلى مبادئ العلاقات الدولية منذ الأيام الأولى للديمقراطية الفتية.

رئيس جنوب أفريقيا

رئيس جنوب إفريقيا

جنوب أفريقيا والبريكس

نقلت “دوتشه فيله” عن المحللة في معهد الحوار العالمي في بريتوريا، لسانوشا نايدو، قولها إن جنوب إفريقيا لا تهتم فقط بالعلاقات الاقتصادية والنفوذ السياسي في تحالف البريكس، ولكن بكيفية تقليل بعض تكاليف المعاملات التي تدعم الاقتصاد في البلاد، بمعنى آخر، تريد تحسين الوصول إلى السلع والخدمات المقدمة بعملات البلدان.

وأوضحت أن بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة البريكس يهدف إلى جمع القروض، وبالتالي خفض التكاليف ومخاطر الاعتماد الكبير على الدولار، واعترف نايدو بأنه لا تشترك جميع دول البريكس في قيم ديمقراطية مشتركة، لكن الدول الغربية الصناعية تشهد اتجاهات هبوطية وأصبحت شبكة الدولة هشة بشكل متزايد.

 

ربما يعجبك أيضا