جهاد أبولحية في حوار مع «رؤية»: القانون الدولي يجرم إسرائيل.. وموقف مصر مشكور

للتصدي لعملية التهجير ورفضها بقوة

إسراء عبدالمطلب

جهاد أبولحية: ما يجري في قطاع غزة هي جرائم حرب بمعنى الكلمة وذلك وفقاً لوصف نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لسنة 1998.


دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة يومها الحادي عشر في حين يستمر القصف العنيف على القطاع، في ظل حصار كامل وكارثة إنسانية.

وأجرت شبكة رؤية الإخبارية حواراً مع أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، الدكتور جهاد أبولحية، بشأن تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة وتهجير الفلسطينيين إلى الجنوب، وموقف القانون الدولي من الجرائم الإسرائيلية.

كيف ترى المشهد الآن في غزة؟

رأى أبولحية أن ما يجري في قطاع غزة جرائم حرب بمعنى الكلمة، وذلك وفقًا لوصف نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لسنة 1998، موضحًا أن المادة الثامنة من النظام ببندها الثاني تحدثت عن 25 فقرة عن جرائم الحرب، وهذه الجرائم تحدث في قطاع غزة الآن.

وأضاف أن إسرائيل تقصف كل مكان في قطاع غزة، ولا مكان أمن، فالمدنيون والأماكن المدنية والمستشفيات والمساجد والمدارس والمراكز الثقافية والمؤسسات الصحفية والإعلامية كل ذلك تعرض للقصف المباشر والمتعمد.

الدكتور جهاد أبولحية

الدكتور جهاد أبولحية

ما موقف القانون الدولي من الجرائم الإسرائيلية الأخيرة في غزة؟

قال أبولحية إن ما يجري في القطاع منذ 11 يومًا مخالف لاتفاقية جنيف الدولية وبروتوكولاتها في ما يخص حقوق المدنيين في الحروب، التي تنص بصراحة على ضرورة حماية المدنيين والأماكن المدنية، وتوفير الحماية للمستشفيات والإسعافات والأطقم الطبية ومراكز الإيواء والمراكز التابعة للأمم المتحدة، وهذا لا يحدث.

وأوضح أن إسرائيل تمارس جرائم كبرى في القطاع علانية وعلى مرأى ومسمع من كل العالم، خصوصًا أن القنوات التلفزيونية ذات الثقة المهنية تبث مباشرة تلك الجرائم، ليرى العالم مدى الجرائم المرتكبة في حق المدنيين في قطاع غزة.

وكشف عن تسجيل أكثر من 2750 شهيدًا مدنيًّا حتى اللحظة، و 1000 طفل قتلوا بنحو متعمد و 700 سيدة، وأكثر من 10 آلاف منزل مدني هدمهم بشكل كلي في قطاع غزة حتى الآن والعدد مستمر في الزيادة.

ما الهدف الإسرائيلي من تهجير أهل غزة إلى الجنوب؟ 

لفت أبولحية إلى أن إسرائيل تطلب من المدنيين في شمال غزة التوجه إلى الجنوب، بزعم أنه آمن وهذا الكذب كشفه الاحتلال نفسه حين قصف موكبًا للمواطنين راح ضحيته  أكثر من 75 شهيدًا فلسطينيًّا وعشرات الجرحى، على طريق صلاح الدين الواصل بين شمال غزة والجنوب.

ما موقف القانون الدولي من التهجير القسري لمواطني غزة؟

كشف أبولحية عن أن تهجير المدنيين مخالف للقانون الدولي الإنساني، قائلًا إن هذا يضاف إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي، التي تنتهك كل القوانين الدولية والعرفية علانية دون خجل، بضوء أخضر من الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وتابع أن التهجير، الذي تستهدفه إسرائيل لتكرار نكبة عام 1948، لن يمر ويتصدى شعبنا لذلك بأرواحهم وأجسادهم وأبناؤهم وممتلكاتهم، ورغم كل دعوات النزوح، فإن سكان شمال غزة رافضين للخروج من أماكنهم، تحت وطأة القصف الشديد لكل الأماكن القريبة منهم وقتل الأبرياء من أقربائهم.

ما رأيك في الجهود المصرية فيما يتعلق بالحرب على غزة؟

ثمن أبولحية الجهد الكبير الذي تبذله مصر ممثلة بالقيادة السياسية للتصدي لعملية التهجير، ورفضها ذلك بقوة وحشدها للدعم السياسي الدولي من أجل رفض هذا المخطط الصهيوني للتهجير، مشيدًا بموقفها الرافض لخروج حملة الجنسيات الأجنبية من قطاع غزة دون السماح بإدخال المساعدات الطبية العاجلة للقطاع.

وقال إن “ما يتعرض إليه شعبنا الفلسطيني من جرائم حرب تعكس أن هذا الاحتلال الإسرائيلي القائم على القتل والدماء لا يرغب بالسلام ولا يؤمن به، ولا يريد أن يمنح شعبنا الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وذلك وفقاً لما اتفقت عليه كل الاتفاقيات والقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة”.

ربما يعجبك أيضا