جواد ظريف يعيد التذكير بأولوية الاتفاق النووي بعد وفاة «رئيسي»

وفاة «رئيسي» بسبب طائرة متهالكة.. فرصة الوزير "ظريف" لبرهنة رؤيته تجاه العقوبات

يوسف بنده

لا تعتبر تصريحات ظريف بعد وفاة رئيسي هي إلقاء لوم على القوى الغربية وحدها، بل أيضًا توجيه اللوم للحكومة والنظام الإيراني الذي هددت سياسته سلامة رئيس الحكومة بركوبه طائرة متهالكة جراء العقوبات.


جرى التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة التفاوض الدولية 5+1 في عهد الرئيس الإيراني، حسن روحاني وبجهد وزير خارجيته آنذاك، محمد جواد ظريف.

رحل ظريف عن منصب وزير الخارجية بمجئ الحكومة المحافظة بقيادة الرئيس، إبراهيم رئيسي، عام 2021، لكنه ظل طوال الوقت وفيًا لأهمية العودة للاتفاق النووي الذي غادرته الولايات المتحدة الأمريكية عام 2018.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته أمير حسين عبد اللهيان

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته أمير حسين عبد اللهيان

رحيل رئيسي وعبداللهيان

كانت حادثة وفاة الرئيس الإيراني، رئيسي ووزير خارجيته حسين عبداللهيان، فرصة للوزير السابق أن يبرهن صدق رؤيته تجاه أولوية رفع العقوبات عن إيران، وذلك بالعودة إلى طاولة المفاوضات النووية.

فقد سلطت تلك الحادثة الضوء على العقوبات الغربية المفروضة على إيران، التي منعت إيران من تحديث أسطولها الجوي بشكل هدد حياة الرؤساء الإيرانيين أكثر من مرة.

ولذلك أشار ظريف سريعًا إلى تلك العقوبات، وقال في مقابلة تلفزيونية: “لقد مررنا بمواقف صعبة في أوقات مختلفة خلال الـ45 عامًا الماضية، أن أحد هذه الظروف القاسية هو العقوبات القاسية المفروضة على البلاد”.

وأشار إلى أن أحد المذنبين الرئيسيين في حادثة وفاة الرئيس، هي الولايات المتحدة الأمريكية، التي حظرت بيع الطائرات إلى إيران رغم أمر محكمة العدل الدولية، فلا تسمح للشعب الإيراني بالحصول على مرافق طيران جيدة، وسيتم تسجيل هذه القضية بالتأكيد في القائمة السوداء للجرائم الأمريكية ضد الأمة الإيرانية”.

d85570f1 6d3f 40c8 a21c 4f61adb0e63a

المحادثات النووية في فيينا، مجموعة 5+1

لا حل إلا برفع العقوبات

ظل الوزير ظريف يناكف المحافظين ويتهمهم بالعمل على إفشال المفاوضات النووية، وعندما جاء وزير الخارجية الراحل، حسين عبداللهيان، ليتسلم منه حقيبة الخارجية، كان لدى ظريف قلق من سيطرة الحرس الثوري على جهاز الدبلوماسية الإيرانية، خاصة أن عبداللهيان كان مقربًا من التيار المحافظ وقائد فيلق القدس، قاسم سليماني، الذي اغتالته الولايات المتحدة قرب مطار بغداد.

فقد كان ظريف لا يتفق مع سليماني في إدارة سياسية إيران الخارجية وهيمنة فلسفة الدبلوماسية الميدانية (الحربية) على عقلية النظام الإيراني، وهو ما كشفته تسريبات صوتية له.

لكن ظريف كان مؤمنًا بأن بلاده لن تجد مفرًا في النهاية من العودة إلى طاولة المفاوضات لرفع العقوبات الغربية التي أرهقت الاقتصاد الإيراني، ولذلك لا تعتبر تصريحات ظريف بعد وفاة رئيسي هي إلقاء لوم على القوى الغربية، بما فيها الولايات المتحدة وحدها، بل أيضًا توجيه اللوم للحكومة والنظام الإيراني الذي هددت سياسته سلامة رئيس الحكومة بركوبه طائرة متهالكة جراء العقوبات وعدم العمل على رفعها.

المحادثات النووية

المحادثات النووية مستمرة بشكل غير معلن بين واشنطن وطهران

رؤية النظام الإيراني

كان جواد ظريف يدرك رؤية النظام الإيراني جيدًا، وهي أن مهمة حكومة رئيسي التي أتت عام 2021 هي طرح حلول لأزمة الاقتصاد الإيراني المتأزم.

وهو ما سيدفع تلك الحكومة للعودة إلى طاولة المفاوضات، لحل الكثير من مشكلات إيران، وعلى رأسها حرية التبادل المصرفي وتحرير أصول وأموال إيران المجمدة في الخارج والسماح لإيران بالعودة إلى سوق النفط العالمي.

وهو ما حدث بالفعل مع الاتفاق المؤقت وغير الرسمي بين واشنطن وطهران، الذي ساعد إيران على الوصول إلى جزء من أموالها المجمدة في الخارج، وكذلك الحصول على تغاضي أمريكي عن مبيعات النفط الإيرانية.

كانت رؤية الوزير ظريف استراتيجية، إذ يدرك أن المرشد الأعلى، علي خامنئي، هو من يمسك بزمام المفاوضات النووية، وأن عملية التفاوض تتم هناك بمتابعته ومباركته، ولذلك قال جواد ظريف على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، يونيو 2021: “إن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية الحكومة الحالية”، وهو ما كاد يتحقق بالفعل لولا وفاة الرئيس الإيراني ورئيس جهازه الدبلوماسي.

إنفوجراف| 8 معلومات عن علي باقري كني وزير الخارجية الإيراني الجديد

إنفوجراف| 8 معلومات عن علي باقري كني وزير الخارجية الإيراني الجديد

تعطل المحادثات

في إطار استمرار المحادثات النووية غير المعلنة بين واشنطن وطهران، كشفت صحيفة آرمان امروز الإيرانية، الثلاثاء 21 مايو، عن أنه كان من المفترض أن يلتقي كبير المفاوضين ومساعد وزير الخارجية، علي باقري كني، بمسؤولين من الاتحاد الأوروبي في جنيف الأربعاء 22 مايو، بعد الاجتماع غير المباشر بين الولايات المتحدة وإيران في ضيافة سلطنة عمان الأسبوع الماضي، لكن هذا الاجتماع لن يعقد الآن.

ويأتي ذلك التعطيل للقاءات الثنائية غير المعلنة بين الطرفين الإيراني والأمريكي، بسبب انشغال باقري في إدارة ملفات السياسة الخارجية بعد توليه حقيبتها بشكل مؤقت بعد وفاة الوزير عبد اللهيان.

ربما يعجبك أيضا