جواسيس إسرائيل في لبنان.. ما دوافع المتورطين؟

نداء كسبر

تمثل الحرب السيبرانية أحد أساليب التجسّس،  يتم استخدام التكنولوجيا لأغراض عسكريّة وأمنيّة، بدلاً من استعمالها لخدمة الإنسان وتطوير قدراته وإمكانياته.


تواصل السلطات الأمنية اللبنانية كشف جواسيس إسرائيل في لبنان، حيث تنشط دولة الاحتلال منذ قيام دولتها، لجمع المعلومات عن المواقع العسكرية ومراقبة التحركات السياسية والأمنية، في ظل أهمية كبيرة توليها تل أبيب لأجهزة المخابرات لديها، خصوصًا الشاباك.

وتحاول إسرائيل جاهدة استغلال الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الداخل اللبناني، خصوصًا منذ انفجار مرفأ بيروت أغسطس 2020، لعلها تُحدث خرقًا أمنيًا ضمن حرب مفتوحة، فمن المتورطون في شبكات التجسس الإسرائيلية وما دوافعهم؟

أكبر شبكة تجسس منذ عام 2009

أعلنت وزارة الداخلية اللبنانية يوم 31 يناير 2022، ضبط نحو 17 شبكة تجسس إسرائيلية منفصلة عن بعضها البعض، تنشط على مختلف الأراضي اللبنانية، وصولاً إلى سوريا، وتبين أن دور هذه الشبكات محلي وإقليمي على السواء.

وتُعد العملية أكبر شبكة تجسس في لبنان منذ العام 2009، وصل خلالها عدد الجواسيس إلى نحو 20 جاسوسًا، موزعين على مدن بنت جبيل، صور، صيدا، بيروت، كسروان و طرابلس، إضافة إلى حوالي 10 مشتبهين بهم كجواسيس لإسرائيل.

خرق إسرائيلي لـ”حزب الله”

توضح التحقيقات التي أجراها فرع المعلومات في لبنان، وجود اختراق إسرائيلي داخل صفوف حزب الله، تمثل في تجنيد أحد عناصر التعبئة في الحزب، الذي شارك بمهام في سوريا، تبيّن أنه جُنّد بواسطة منظمة ادعت أنها تعمل لمصلحة الأمم المتحدة، تجري أعمال إحصاء ودراسات واستطلاع رأي.

وتمكنت إسرائيل أيضًا من اختراق عدد من العاملين في منظمات وجمعيات غير حكومية، تجندهم لجمع معلومات ملموسة سواء عن الوضع السياسي أو الاجتماعي، إضافة إلى مراكز حزب الله داخل العقارات والمنازل في الضاحية الجنوبية والجنوب، والاستفسار عن علاقات لأشخاص مع أفراد ومسؤولين في الحزب.

تورط أحد قادة الجيش اللبناني

تشير الأنباء الصادرة عن شعبة المعلومات إلى تورّط العقيد السابق منصور دياب (رئيس مدرسة القوات الخاصة السابق في الجيش اللبناني)، بعد التوصل إلى وجود شبهات قويّة ضدّه، وسارعت الجهات اللبنانية إلى توقيفه بأمر من النائب العام التمييزي.

وسبق توقيف منصور دياب في العام 2009 بجريمة التعامل مع المخابرات الإسرائيلية، وحُكم عليه عام 2011 بعقوبة الأشغال الشاقة لمدة 20 عاماً وطرده من المؤسسة العسكرية، لكن محكمة التمييز العسكرية خففت الحكم آنذاك، واستبدلته بعقوبة الأشغال الشاقة 5 سنوات، وغادر السجن بعد انقضاء العقوبة.

دوافع المتورطين في التجسس لإسرائيل

تجري معظم عمليات التجنيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتبين أن دافع عدد كبير من المتهمين تتمثل في الحصول على المال بسبب الأوضاع الاقتصادية القاسية التي يمر بها البلد.

أما بالنسبة إلى طريقة إرسال الأموال فتتم عبر شركات تحويل الأموال عبر بلدان في أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية وأفريقيا وآسيا، فتحول على دفعات صغيرة كي لا تلفت الأنظار.

ربما يعجبك أيضا