جورجيا ميلوني تشكل الحكومة الإيطالية وسط تخوفات من سياسات متطرفة

أحمد ليثي

رجحت "بي بي سي" أن تشمل حكومة ميلوني اليميني المتطرف، ماتيو سالفيني، وحزب "فورزا إيطاليا"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق، سيلفيو برلسكوني.. فما سياساتها المتوقعة؟


كلف الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، زعيمة حزب “إخوة إيطاليا”، جيورجيا ميلوني، بتشكيل الحكومة، بعد أقل من شهر على فوز حزبها في الانتخابات.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي“، في تقرير نٌشر يوم السبت 22 أكتوبر 2022، عن ميلوني أن حزبها مستعد لتشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن، وتوقعت أن تؤدي اليمين كأول رئيسة لوزراء إيطاليا، يوم السبت المقبل.

مع أعضاء الحكومة

حكومة يمينية كاملة

رجحت “بي بي سي”، في تقريرها، أن تشمل حكومة ميلوني اليميني المتطرف، ماتيو سالفيني، وحزب “فورزا إيطاليا” من يمين الوسط، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق، سيلفيو برلسكوني، الذي ظل لأيام موضع شك، خصوصًا بعد تسريب تسجيلين له، يكشف فيهما عن تأييده للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الحرب بأوكرانيا.

وبعد اجتماع استمر 11 دقيقة مع الرئيس ماتاريلا، صباح الجمعة، قالت ميلوني إن فريق الحكومة الجديد مستعد لمواجهة التحديات، التي تواجه إيطاليا، “بوعي وكفاءة”، في حين علقت عمدة روما السابقة، فيرجينيا راجي، قائلة: “للمرة الأولى سيكون لدينا امرأة على رأس القيادة في إيطاليا”.

تصريحات برلسكوني

قال الأستاذ في جامعة بروكسل الحرة، بيترو كاستيلي، لـ”فاينانشال تايمز” عن تسجيلات برلسكوني المسربة: “لا أفهم كيف يمكن أن يفاجأ الناس بمثل هذه التصريحات، لطالما كان برلسكوني أحد أفضل أصدقاء بوتين، وكان أحد الفاعلين الرئيسين في إضفاء الشرعية على بوتين في أوروبا”.

وعلق أستاذ السياسة في جامعة أكسفورد، جيوفاني كابوتشيا، على التسجيلات، قائلًا: “نحن نشهد فصلاً من صراع مستمر على السلطة بين ميلوني، التي فاز حزبها بـ26% من الأصوات، ما جعلها زعيمة الائتلاف بلا منازع، وبرلسكوني، الذي يشعر بالظلم لعدم قدرته على تأمين مناصب رئيسة للموالين له، خاصة أنه كان الزعيم دائمًا.”

ردود من اليسار

نقل تقرير “بي بي سي” عن زعيم يسار الوسط، إنريكو ليتا، قوله إن آراء كل برلسكوني والمتحدث الجديد ، فونتانا، “دقت أجراس إنذار خطيرة للغاية”، وكذلك أعرب زعيم الوسط، كارلو كاليندا، عن قلقه العميق بشأن تصريحات رئيس الوزراء السابق، المؤيدة لبوتين.

لكن بمجرد أداء الحكومة الجديدة اليمين، سيُنظر إلى التصويت على الثقة، الأسبوع المقبل، على أنه إجراء شكلي، بالنظر إلى حجم الأغلبية اليمينية في غرفتي البرلمان، مجلسي النواب والشيوخ.

مهمة الحكومة

وفقًا لتقرير “بي بي سي”، ستكون مهمة جورجيا ميلوني الأولية هي مساعدة الإيطاليين على تمويل تكاليف الطاقة، لكنها أثارت قلق مجتمع المثليين أيضًا من تصريحاتها، التي هاجمت فيها “مجتمع الميم”، ودعت إلى فرض حصار بحري على ليبيا لمنع المهاجرين من عبور البحر الأبيض المتوسط.

ودخلت ميلوني في جدل بشأن بعض الأدوار الرئيسة في حكومتها مع حزب “فورزا إيطاليا”، في الأسابيع التي تلت فوز حزبها في انتخابات سبتمبر بحصوله على 26% من الأصوات، وربح كلا الحزبين أكثر بقليل من 8&.

لا يقبل الخروج من السلطة

يعاني برلسكوني، منذ خسارته السلطة، من مشاكل صحية خطيرة، ولا يوجد وريث سياسي واضح لحزبه المتمركز حول شخصيته، بحسب “بي بي سي” التي نقلت عن محاضرة السياسة في كينجز كوليدج لندن، ماريانا جريفيني، أن برلسكوني لم يقبل أبدًا بالخروج من المسرح السياسي، ويجد صعوبة بالغة في التقاعد، لأنه دائمًا ما كان تحت الأضواء.

ومع ذلك، قال مؤلف كتاب عن برلسكوني، جيوفاني أورسينا: “إنه لا يزال من الصعب فهم ما إذا كانت استراتيجية سياسية وراء التسريب العلني لتصريحاته المؤيدة لروسيا، أو التفسيرات الأخرى التي يجب أخذها في الاعتبار، مثل العمر.”

انقسامات تثير الكراهية

بحسب تقرير آخر لـ”بي بي سي”، نُشر أمس السبت، قال مصطفى جارجو المهاجر الجامبي، الذي يعيش في باليرمو: إن وصول حكومة غير راضية عن سياسات الهجر،ة ينذر بأوقات مخيفة مقبلة، أنا قلق للغاية من أن ذلك سيحدث تأثيرًا سلبيًّا كبيرًا في حياة المهاجرين مثلي”.

وقال الشاب البالغ 24 عامًا، والمتحدث باسم جمعية المجتمع الجامبي في باليرمو، إن هذه السياسة قد تثير الانقسامات والكراهية تجاه المهاجرين، مستشهدًا بحادثة قتل البائع الجائل النيجيري المعاق، أليكا أوغورشوكو، في وضح النهار، أغسطس الماضي.

إيطاليا نقطة دخول أوروبا

تعد إيطاليا إحدى نقاط الدخول الرئيسة إلى أوروبا، ووصل، منذ بداية العام، 70 ألف مهاجر على متن قوارب إلى شواطئ البلاد، في حسن تريد ميلوني تشديد نظام طالبي اللجوء لوقف الهجرة غير المنتظمة، لأنها تهدد أمن وجودة حياة المواطنين، وفقًا لتقرير “بي بي سي”.

من جهته، وصل جارجو بعدما غادر جامبيا ووصل إلى ليبيا، فسُجن هناك لـ3 سنوات، ثم تمكن من الهرب، وعبور البحر على زورق، قبل أن يهبط في صقلية، لينتهي به الحال كعامل مزرعة مقابل أجر منخفض للغاية، ثم حصل على وثائق رسمية، بعدما تقدم بطلب لجوء، ولذلك يقول إنه دون الوثائق لن تكون لهم حياة هانئة.

الحكومة الجديدة والاتحاد الأوروبي

بحسب تقرير لـ”أسوشيتد برس“، أمس السبت، كان حزب الرابطة اليميني، الذي يتزعمه سالفيني، يميل إلى التشكيك في أوروبا، وشكك سالفيني، الذي كان معجبًا بالرئيس الروسي، في حكمة عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد موسكو، بحجة أنها تخاطر بإلحاق الضرر بالأعمال الإيطالية.

من جهتها، هنأت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ميلوني، مشيرة إلى أنها كانت أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء، قائلة: “أعتمد وأتطلع إلى تعاون بناء مع الحكومة الإيطالية الجديدة بشأن التحديات التي نواجهها معًا”، وردت ميلوني بأنها مستعدة للتعاون.

ربما يعجبك أيضا