جوزيف بارون.. مسيرة خالدة من العلم والإنسانية

نادية عبد الباري

من هو الدكتور جوزيف بارون الذي نعاه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي؟


في لافتة تحمل كثيرًا من الامتنان والحب، نعى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رحيل الدكتور جوزيف بارون.

وكتب محمد بن راشد في تدوينة باللغة الإنجليزية عبر حسابه الرسمي بتويتر مساء أمس:  “تنعى دبي اليوم د. جوزيف بارون، الطبيب الملهم الذي أثَّرت خدماته الطبية في حياة كثير من الناس، سيُذكر دائمًا بمعرفته وتعاطفه وتفانيه”. فمن هو جوزيف بارون؟

من الدكتور جوزيف بارون؟

ولد جوزيف بارون في جزيرة مالطا عام 1934، وكان متميزًا منذ صغره ومنذ بلوغه أظهر نبوغ أكاديمي، ونهم في طلب العلم ودراسة الطب والتشريح، فهو من القلائل الذين درسوا الطب والصيدلة كتخصصين منفصلين، فقد حصل على بكالوريوس الصيدلة ثم درس الطب ليتخرج عام 1958 ‏م من كلية طب “سينت لوك” في مالطا.

أتم مرحلة الامتياز في مالطا ثم هاجر إلى المملكة المتحدة عام 1960،‏ وبقي هناك حتى 1977 ‏ليحصل على الماجيستير ثم الدكتوراه، ويكمل عددًا من الأبحاث في جراحة الطب والأمراض الباطنية، ذلك وفقًا لما جاء على موقع جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية.

رحلة علمية تحتفي بها إنجلترا

بارون الذي كُرم في عدة محافل واحتفت به إمارة دبي على الصعيد المهني والإنساني، كان له باع طويل في الدراسة كي يُثقل مهاراته، ففي أثناء وجوده في إنجلترا دأب على المذاكرة حتى نال عضوية الكلية الملكية للأمراض الباطنية من جامعة أدنبرة، ولم يكتف بذلك إذ عززها بعضوية جامعة لندن أيضًا.

 

كلا الجامعتين استفادا من نبوغه وتحصيله العلمي المستمر، ليعمل بالتدريس بعد أن نال الزمالة الملكية البريطانية للأمراض الباطنية لكل من جامعتي أدنبرة ولندن، لكن ذلك لم يدم سوى من لمدة قصيرة من عام 1974 حتى 1977 حسبما جاء على موقع الكلية الملكية.

لمسات ملموسة لجوزيف في دبي

يونيو 1977 شهد نقلة وتحول كبير في حياة جوزيف بارون بعد أن قدم الطبيب إلى الإمارات العربية المتحدة، ليعمل رئيسًا لأقسام الباطنية في كل من مستشفى راشد، ومستشفى دبي التابعة لدائرة الصحة والخدمات الطبية بدبي.

عكف بارون على تطوير القسم الباطني ليشمل على مدار سنوات 12 تخصصا فرعيًا، كأمراض القلب وأمراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والأمراض المعدية والغدد الصماء، وكونه سبق غيره وجمع بين دراسة الطب والصيدلة أعزى إليه مسؤولية إنشاء لجنة للأدوية، ظل رئيسها لأكثر من 20 عامًا من بداية سنة 2000.

علاج العائلة الحاكمة وأثر طيب لشعب الإمارات

عام 1988 أنشأت دولة الإمارات كلية دبي الطبية للبنات، ومن حينها أوكل له التدريس فيها وتطوير مناهجها وتطعيمها بأفضل الكوادر العملية من جامعات العالم إلى أن مهد الطريق لأكثر من 1500 طبيبة شابة للعمل في هيئة الصحة بدبي، هذا بالإضافة إلى عمله في المستشفيات، وأسس المكتب الإقليمي ل MRCP في دبي.

الامتنان الكبير الذي حمله محمد بن راشد ليس لكون جوزيف قيمة علمية كبيرة لكنه لصلته الإنسانية به، فقد أشرف الراحل بارون على علاج عديد من الشيوخ والشخصيات البارزة منهم المرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم والشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، والذي رحل عن عمر 88 بعد رحلة طويلة من المنح والعطاء.

ربما يعجبك أيضا