جولة الإعادة.. هل يعيد النظام الإيراني الثقة في العملية الانتخابية؟

عمر رأفت
انتخابات رئاسة إيران

تجرى جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، غدًا الجمعة 5 يوليو 2024، في ظل محاولات الحكومة لجذب الناخبين للتصويت.

وبحسب شبكة “إيران انترناشيونال”، اليوم الخميس 4 يوليو 2024، فمع امتناع أكثر من 60% من الناخبين عن التصويت في الجولة الأولى التي جرت الجمعة الماضية، يواجه النظام الإيراني أزمة تتعلق بشرعية الانتخابات.

الامتناع عن التصويت

سلطت المشاركة الضعيفة في الجولة الأولى، الضوء على خيبة الأمل العامة تجاه المتشددين والإصلاحيين، والتي يعتبرها العديد من الإيرانيين وجهين لعملة واحدة.

وحاول المرشد الإيراني، علي خامنئي، في خطابه الأربعاء الماضي، التقليل من أهمية انخفاض نسبة المشاركة، مشيرا إلى أن عدم المشاركة ليس مؤشرا على معارضة النظام الحالي، بل علامة على انشغال الناس بحياتهم الشخصية.

ومع ذلك، يبدو أن تصريحات خامنئي ما هي إلا لحفظ ماء وجه النظام الإيراني أمام العالم، كما أن توجيهات خامنئي لكل من الفصيلين السياسيين، واضحة، حيث يتعين عليهما حشد الجماهير، وإعادتها إلى صناديق الاقتراع لاستعادة هيبة النظام.

إحياء الاتفاق النووي

رداً على مزاعم بأن المرشح الانتخابي، سعيد جليلي، عرقل إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة خلال إدارة الرئيس إبراهيم رئيسي، كشف صالحي أن الاتفاق قد تم الانتهاء منه تقريباً وأن وزير الخارجية السابق حسين أمير عبد اللهيان كان على وشك التوقيع عليه.

وكان هذا الأمر بمثابة دفعة ضمنية للناخبين، ​​فالتصويت لصالح مسعود بيزشكيان قد يؤدي إلى إحياء الاتفاق النووي، على الرغم من أن العقبة الحقيقية، هي خامنئي نفسه.

وكشف  وزير الخارجية السابق ورئيس منظمة الطاقة الذرية السابق، علي أكبر صالحي، أن المجلس الأعلى للأمن القومي تقدم في اللحظة الأخيرة بطلب أدى إلى خروج الاتفاق عن مساره.

التوترات داخل صفوف الحكومة الإيرانية

ادعى  صالحي أن جليلي، بصفته رجل المرشد في المجلس، أساء تمثيل موقف خامنئي بشأن المفاوضات السرية مع الولايات المتحدة، ولا يصور هذا السرد جليلي كمعرقل فحسب، بل كشخص ينظر إلى النجاحات الدبلوماسية المحتملة للآخرين على أنها منافسة شخصية وليست ضرورات وطنية.

وتم تسليط الضوء بشكل أكبر على التوترات داخل صفوف الحكومة الإيرانية، من قبل محمد جواد ظريف، وزير الخارجية السابق الذي كان يقوم بحملة لصالح بيزشكيان.

وفي جلسة مباشرة على إنستجرام، يحاول ظريف الآن، الذي تعرض لانتقادات ذات مرة بسبب طمس سياسات الحكومة خلال رئاسة حسن روحاني، حث المزيد من الناس على التصويت، متهماً جليلي بعدم الأمانة والمسؤولية عن فرض العقوبات.

مناورة لجذب الناخبين

يبدو نداء ظريف للشعب برفض جليلي يوم الجمعة بمثابة دعوة حقيقية للعمل على الاتفاق النووي، ومع ذلك، لا يزال الكثيرون متشككين، ويرون أن جهود ظريف هي مناورة أخرى مدبرة لجذب الناخبين للعودة إلى صناديق الاقتراع.

ومع اقتراب الجولة الثانية من التصويت، تؤكد محاولات الحكومة لإدارة الانتخابات على ضعفها، ويواجه الشعب الإيراني، الذي يدرك على نحو متزايد هذه التلاعبات، خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يشارك في ما يعتبره كثيرون عملية انتخابية زائفة أو يستمر في التعبير عن سخطه من خلال الامتناع عن التصويت.

ربما يعجبك أيضا