«جون أفريك»: هكذا خطط قائد الجيش الجزائري الراحل قايد صالح لـ«خلع» بوتفليقة

ولاء عدلان

رؤية

باريس – كشف تقرير نشرته مجلة “جون أفريك” الفرنسية، اليوم السبت، تفاصيل عن مخطط قائد الجيش الجزائري الراحل أحمد قايد صالح لعزل الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، الذي واجه قبل عامين احتجاجات عاصفة عجلت بإسقاطه.

وقال التقرير إنه في 2 أبريل 2019 أُجبر الرئيس بوتفليقة على الاستقالة بعد أسابيع من الاحتجاجات، وجاءت هذه الاستقالة أيضًا نتيجة مواجهة مع قائد الجيش أحمد قايد صالح الذي هدد بإرسال دبابات لتطويق مقر إقامة الرئيس إن لم يستجب لدعوات التنحي، هذا وفقا لما نقلته بوابة “إرم نيوز”.

ويوضح التقرير أنه يوم الثلاثاء 2 أبريل 2019، قبل الساعة الثامنة مساءً بقليل، استقبل الرئيس بوتفليقة في غرفة بمقر إقامة زرالدة، على الساحل الغربي للجزائر العاصمة، رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، وهو على كرسيه ويرتدي الجلابة، بينما حمل عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأعيان خطاب استقالته الذي يحدق فيه قبل تسليمه لبلعيز، وتقوم الكاميرات بتصوير المشهد الذي سيتم بثه بعد ذلك بوقت قصير على التلفزيون الوطني، وكانت هذه آخر صور بوتفليقة الذي ترك السلطة بعد 20 عامًا من تنصيبه هناك من قبل الجيش.

وعلق التقرير بأن سيناريو الاستسلام هذا لم يتخيله الرئيس القديم وعائلته ومعاونوه المقربون وأنصاره المخلصون، ومع ذلك فقد ظهر خلال الأسابيع التي جاءت عقب بدء احتجاجات يوم الجمعة 22 فبراير لرفض ترشيحه لولاية خامسة.

ويذكر التقرير بأنه مع خروج ملايين الجزائريين إلى الشوارع للمطالبة برحيله يصبح استمرار قيادته للدولة أمرًا مستحيلًا، خاصة أن رئيس أركان الجيش ونائب وزير الدفاع أحمد قايد صالح، الذي كان حتى ذلك الحين يدعم بوتفليقة، قرر الدفع نحو ترحيله، موضحًا أن أول نقطة تحول كبيرة جاءت يوم الأحد 10 مارس عندما عاد الرئيس من جنيف حيث تم إدخاله إلى المستشفى منذ 24 فبراير حين أعلن قايد صالح يومها أن الجيش يفتخر بانتمائه إلى هذا الشعب الشجاع الأصيل ويشاركه نفس القيم والمبادئ.

ويعلق التقرير: “فهم الرئيس وعائلته حينها أن اللعبة شارفت على الانتهاء ومع ذلك لم يستسلموا منذ البداية وحاولوا دورة أخرى في 11 مارس بعد أربعة أيام من موجة أخرى من نزول الجزائريين إلى الشوارع للمطالبة مرة أخرى برحيله ورحيل ما سموها العصابة، ليضطر بوتفليقة للإعلان في اليوم التالي أنه لم يكن ينوي أبدًا الترشح لولاية خامسة، وقرر تأجيل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 18 أبريل إلى أجل غير مسمى، ويعلن عن عقد مؤتمر وطني مهمته وضع دستور جديد قبل الانتخابات نهاية العام، بهدف تهدئة غضب الشارع وكسب الوقت من أجل إيجاد خطة بديلة تسمح للعائلة الرئاسية بالاحتفاظ بزمام السلطة”.

ويشير التقرير في هذا السياق إلى أن أحمد قايد صالح اتصل من مكتبه في تاجرين، مقر وزارة الدفاع، بالسكرتير الخاص لبوتفليقة محمد رجب، وأبلغه بالرسالة التالية: “قل للرئيس أن يعلن استقالته قبل الساعة الثامنة مساء الليلة”، ويطلب رجب بعض الوقت للانضمام إلى عائلة زرالدة وكتابة البيان الصحفي، لكن قايد صالح يهدد بتطويق مقر إقامة بوتفليقة وإرسال الدبابات إليه إذا لم يمتثل الأخير، وقد تم ما أراد قايد صالح في المساء.

للاطلاع على النص الأصلي أضغط هنا

ربما يعجبك أيضا