مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق: حان الوقت لوضع استراتيجية جديدة بشأن تايوان

أحمد ليثي

بولتون يرى أن النقاش بشأن تايوان يفتقر إلى أساس سياسي وعسكري أوسع لأن الأطراف المتحاربة لم تتوصل بعد إلى حل توافقي


يرى مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، السفير جون بولتون، أن المساعدة الغربية لأوكرانيا ساهمت في ردع القوات الروسية.

وفي أحدث مقالاته المنشور بموقع ناينتين فورتي فايف الأمريكي، الأحد 5 يونيو 2022، قال إن الحرب الروسية الأوكرانية سلطت الضوء على تعرض تايوان للهجوم الصيني، خصوصًا مع تسارع الجدل بشأن القدرات العسكرية التي تحتاجها تايبيه لتعظيم الردع والدفاع ضد بكين.

Taiwan F 16V 1200x675 1

بولتون ينتقد بايدن في التعامل مع الوضع في تايوان

شدّد بولتون على أن النقاش بشأن تايوان يطرح الحاجة إلى أرضية سياسية وعسكرية أوسع، لأن الأطراف المتحاربة لم تتوصل بعد إلى حل توافقي، وهو أمر يهدد تايوان مهما بلغ حجم ترسانتها العسكرية، واتهم إدارة بايدن بقصرة النظر في هذا الشأن كونها “تضيّع فرصًا مهمة” لتعزيز أمن تايوان، ومقاومة الصين في المحيطين الهندي والهادئ.

وربط بولتون بين تايوان والمحيط الهادئ قائلاً إنها ليست مجرد حالة، ولكنها تدخل في إطار سياسي عسكري لأنها عنصر حاسم في الاستراتيجية الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، بل يراها في الواقع حالة عالمية لمواجهة الصين. ومع ذلك، لا يزال الكثيرون ينظرون إلى تايبيه على أنها مصدر إزعاج وعبء لا داعي لتحمله.

تايوان لم تعد جزء من الصين

قال بولتون إن تايوان بلد مستقل وينوي البقاء كذلك، منوهًا بأن التصور القديم بأنها تقع في الجانب الخاسر من الحرب الأهلية في الصين يجب أن يزول، لأنها كونت ديمقراطية قوية وهو أمر لا تعرفه الصين، فضلاً عن اقتصادها الناجح ومتسارع النمو الذي يشكل أمرًا بالغ الأهمية للولايات المتحدة والعالم، بحسب بولتون، وهو لا يتجزأ من موقع تايبيه الاستراتيجي وأساس علاقتها بواشنطن.

وأوضح المسؤول الأمريكي السابق أن تايبيه تغيرت على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي منذ العام 1949، وبات مفهوم “الصين الواحدة” بالنسبة لها شيئًا من التاريخ، ما يؤكده 30 عامًا من الاستطلاعات المتواصلة، وارتفع في آخر استطلاع نسبة من يعرفون أنفسهم كتايوانيين من 18% إلى 62%، وانخفض عدد من يعرفون أنفسهم كصينيين من 46% إلى 32%.

تايوان تخرج من الأسر الصيني

قال بولتون في مقاله إن تايوان يمكن أن تتخذ عدة خطوات للابتعاد عن المجال الصيني، منها المشاركة في مبادرة الشراكة في الهندوباسيفيك للتوعية بالمجال البحري، وهي مبادرة متميزة يمكن أن تلعب فيها تايوان دورًا حيويًّا بحسب بولتون بهدف بناء قوة بحرية تتيح لها التحرك بحرّية أسرع وأوسع وأكثر دقة، خصوصًا مع ترحيب دول المبادرة وهي الهند واليابان وأستراليا والولايات المتحدة بذلك.

ومن جهة أخرى، توفر مبادرة أوكوس (AUKUS) التي تشترك فيها دول أستراليا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة لإنتاج غواصات تعمل بالطاقة النووية نموذجًا آخر للتعاون المتبادل بشأن القدرات الدفاعية المتطورة والقابلة للتشغيل المتبادل التي يمكن فيها دمج تايوان بسلاسة، في ظل عدم وجود حاجة وشيكة لتكوين تحالف أكبر يعادل الناتو في هذه المنطقة.

توسع تايوان أمر لا بد منه

أوضح بولتون أنه من غير الكافي مواصلة الولايات المتحدة تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية مع تايوان كما لو كان ذلك بديلاً عن المشاركة في مبادرات حيوية، موضحًا أن الخوف من رد فعل بكين سيجبر واشنطن على التوقف عن أخذ خطوات أخرى ضرورية في المستقبل القريب.

وأنهى بولتون مقاله بأن تايوان لا يمكنها تحقيق الأدوار الإقليمية الأوسع نطاقًا بالأسلحة الدفاعية ضد الهجمات البرمائية الصينية المحتملة، بل يتطلب الأمر توفير دور عسكري موسع قائم على التحالف مع تايوان، وإسناد المسؤوليات إلى أعضاء التحالف الراغبين في الانضمام، لتكوين سياق واقعي لتقييم أنظمة تسليح تساعد تايوان من جهة، ومن أخرى تطوير برنامج واسع لمواجهة عدوانية بكين.

ربما يعجبك أيضا