حالة جدل بإيران.. مسعود بزشكيان إصلاحي أم محافظ؟

عمر رأفت
بيزشكيان بين أنصاره يحتفلون بالفوز

تزايدت التقارير في إيران حول الايدولوجية التي يتبعها الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، ما بين إصلاحي أم محافظ.

وينتظر بزشكيان تولي الرئاسة الإيرانية، وعادة ما يتم تنصيب الرؤساء الجدد في إيران بأوائل أغسطس.

حالة من الجدل

حسبما ذكرت شبكة إيران انترناشيونال، أمس الاثنين 8 يوليو 2024، هناك حالة من الجدل في وسائل الاعلام ووكالات الانباء الغربية، حول وصف الأيدولوجية الخاصة بزشكيان.

وذكرت التقارير أن المسميات (إصلاحي وأصولي) غالبًا ما تستخدم لإضفاء الطابع الدرامي على السياسة وخلق رواية “الشيطان والملاك”، وفي وقت سابق، أعلن بزشكيان خلال الحملات الانتخابية أنه ملتزم تمامًا بسياسات المرشد الإيراني علي خامنئي.

وفي بعض القضايا، قد يبدو من الصعب تصوير بزشكيان على أنه سياسي إصلاحي يحترم الحقوق الفردية، وبالنظر إلى أنه إصلاحي كما يظن البعض، لم يدعي بزشكيان أنه إصلاحي، ولم يكن عضواً في أحزاب أو جماعات إصلاحية خلال العقود الثلاثة الماضية.

بزشكيان.. إصلاحي أم أصولي؟

خلال المناظرات الرئاسية، أشار بزشكيان على أنه “إصلاحي أصولي”، وهو ما اعتبره الكثيرون مجرد تلفيق، وكان بزشكيان وزيراً في حكومة الرئيس السابق محمد خاتمي قبل عقدين من الزمن، لكنها كانت حكومة متعددة الأحزاب والطوائف، بما في ذلك المشاركون من مختلف الأطياف السياسية، وبالتالي، لا يمكن اعتبار عضوية بيزشكيان في إدارة خاتمي دليلاً على أنه إصلاحي.

بالإضافة إلى ذلك، لم يذكر خلال الحملات الرئاسية أيًا من البرامج والسياسات الإصلاحية من عهد خاتمي، مثل حرية الإعلام، وزيادة قوة المؤسسات المنتخبة مقارنة بالمؤسسات المعينة، وتمكين مؤسسات المجتمع المدني.

وعندما يتعلق الأمر بكونه معتدلاً، فقد أظهر سجل بزشكيان أنه لا يختلف عن جليلي والمرشحين الآخرين، فلقد كان مدافعاً قوياً عن الحجاب الإلزامي، حتى أنه ذكر أنه قام بفرض هذه السياسات في مستشفى وجامعة تحت إدارته مباشرة بعد ثورة عام 1979، قبل أن يتم فرضها.

مواقف بزشكيان

هناك قضية أخرى تمت مناقشتها في انتخابات 2024 وهي إغلاق الإنترنت، خلال المناظرات، دافع بزشكيان مرارًا وتكرارًا عن إغلاق الإنترنت، كما حدث لمدة أسبوع خلال عمليات القمع في نوفمبر 2019، وغلق الشبكات الاجتماعية في سياق الاحتجاجات العامة.

وفي قضية مقتل الصحفية الإيرانية الكندية زهرة كاظمي عام 2003 أثناء احتجازها في سجن إيفين، لم يصف بزشكيان، بصفته طبيب تحقيق، وفاتها بأنه غير عادي، وذلك على الرغم من أن جثتها دُفنت دون علم أهلها، وتم ترسيخ قبرها بالكامل لمنع تشريح الجثة والتحقيقات اللاحقة.

بزشكيان مثل جليلي

بالنسبة للكثيرين، يعتبر بزشكيان محافظًا مثل جليلي، ولا يمكن تصويره على أنه ليبرالي أو تحرري، وخلال إدارتي خاتمي وحسن روحاني، وصفت وسائل الإعلام الغربية أيضًا هذين الزعيمين، اللذين كانا ملتزمين بتطبيق الشريعة مثل الخميني، بأنهما ليبراليان ومعتدلان، لتضليل قرائهما.

ومن ناحية أخرى، تتوافق مواقف بزشكيان السياسية والاجتماعية والثقافية بشكل وثيق مع مواقف حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني. وإلا فسيتم رفضه من قبل مجلس صيانة الدستور.

ربما يعجبك أيضا