حدث في رمضان «20»| فتح مكة.. نصر الإسلام الأكبر

محمود سعيد
مكة المكرمة

تستمر “شبكة رؤية الإخبارية” في عرضها لسلسة “حدث في رمضان” التي تتناول أهم الأحداث التي جرت عبر التاريخ في شهر رمضان، واليوم نتناول فتح مكة المكرمة على أيدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

فتح نبي الإسلام محمد بن عبد الله، مكة المكرمة في 20 رمضان 8 هجريًا، بعد 20 عامًا من الانتظار، لتبدأ الأرض المباركة مرحلة جديدة في تاريخها متخليةً عن عبادة الأصنام وسيطرة كفار قريش على البيت الحرام، وتدخل معها الدولة الإسلامية في تثبيت أركانها.

نقض قريش لصلح الحديبية

يعتبر فتح مكة من أعظم لحظات السيرة النبوية عند النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ونصر الإسلام الأكبر، فعاد المهاجرون إلى موطنهم ليتمكنوا من زيارة فريضة الحج بعد 8 سنوات من المنع، فضلًا عن معاناتهم فيها لنحو 13 عامًا قبل الهجرة من التعذيب والاضطهاد والتشريد والقتل على يد كفار قريش، ليدخلوها مستبشرين بالنصر والفتح المبين.

نقض قريش لصلح الحديبية مع النبي محمد، حدث بعد تحالفها مع قبيلة بني بكر الذين قتلوا عددًا كبيرًا من رجال قبيلة خزاعة حلفاء النبي حتى الذين احتموا بالمسجد الحرام، لتكون الخيانة سببًا في قرار الرسول بفتح مكة، والاستعداد لعملية كبرى من العمليات العسكرية، أو أكبر عملية عسكرية في تاريخ المسلمين حتى هذه اللحظة.

قادة مكة يدركون حجم الجريمة

اجتمع أبوسفيان بن حرب مع قادة مكة وفي مقدمتهم عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو بعدما أدركوا عظم جرمهم، خصوصًا بعد سيطرة المسلمين على الجزيرة العربية، فأسلمت اليمن والبحرين  وعمان وقبائل كثيرة بعضها يحيط بمكة، وأصبح النبي يراسل كسرى وقيصر والنجاشي “ليس النجاشي الذي أسلم”، والمقوقس وملك البحرين المنذر بن ساوي.

والتقى أبو سفيان أثناء تجارته في الشام، مع قيصر الروم هرقل وخرج أبو سفيان من هذه المحاورة بانطباع هائل عن رسول الله، لدرجة أنه خرج يضرب يدًا بيد ويقول “لقد أَمِرَ أَمْرُ ابن أبي كبشة، إنه يخافه ملكُ بني الأصفر هرقل”.

أبو سفيان في المدينة المنورة

مع تأزم الموقف بالنسبة لقادة قريش، قرر قادة قريش إرسال أبوسفيان، إلى المدينة المنورة ليلتقي عددًا من صحابة الرسول ليشفعوا لقريش عند رسول الله، لكنهم رفضوا حتى أن ابنته أم المؤمنين أم حبيبة رفضت ذلك واعترضت على جلوسه على فراش النبي، ولم يرد عليه النبي.

الإحباط أصاب أبوسفيان الذي قال في المسجد النبوي: “يا أيها الناس، إني قد أَجَرْتُ بين الناس.. فلم يقم أحد من المسلمين، إنها 7 ضربات متتالية لأبي سفيان زعيم قريش”.

فتح مكة المكرمة

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة بجيش قوامه 10 آلاف مقاتل، ولم يحدد وجهة الجيش، لكنهم كانوا يعتقدون أنهم في طريقهم إلى مكة، ومع إسلام زعيم قريش أبو سفيان، أمر نبي الإسلام بإقامة استعراضات عسكرية للجيش الإسلامي، فذهل مما شاهده من قدرات كبيرة فعاد إلى مكة وحذرهم من قوة المسلمين.

وفي 20 رمضان، دخلت القوات الإسلامية مكة من جميع الجهات، ودخل النبي المسجد الحرام وحوله المهاجرين والأنصار، فاستلم الحجر الأسود وطاف بالبيت الحرام، ويطعن بقوسه الأصنام القائمة حتى يُسقطها.

اذهبوا فأنتم الطلقاء

مع هول المشهد توقع أهل قريش أن ينتقم منهم النبي محمد، لكنه وقف على باب الكعبة وقريش صفوف في المسجد ينتظرونه، ثم قال: “يا معشر قريش ما تظنون إني فاعل بكم” قالوا: “خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم”، فقال: صلى الله عليه وسلم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.

وصعد النبي محمد إلى جوف الكعبة، فصلي هناك، وأعلن انتهاء سيطرة الوثنية على البقعة الإسلامية، ورفع راية التوحيد.

ربما يعجبك أيضا