حدث في رمضان «22»| رحيل عميد الدبلوماسية السعودية سعود الفيصل

محمود سعيد

بقي سعود الفيصل في منصبه لحوالي أربعين عاماً حتى أبريل 2015، وهي أطول فترة يقضيها وزير خارجية على رأس عمله على مستوى العالم


تستمر “شبكة رؤية الإخبارية” في عرض سلسة “حدث في رمضان” التي تتناول أهم الأحداث التي جرت عبر التاريخ في شهر رمضان، واليوم نتناول شخصية وزير الخارجية السعودي الراحل، الأمير سعود الفيصل.

سعود الفيصل دبلوماسي وسياسي مخضرم تقلد عديد المناصب، أبرزها عضو المجلس الأعلى للبترول، وعضو مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها وتطويرها، وعضو مجلس الأمناء في مؤسسة الملك فيصل الخيرية، ورئيس إدارة مدارس الملك فيصل.

حياة سعود الفيصل

ولد سعود الفيصل في مدينة الطائف في 2 يناير 1940، وهو واحد من أبناء الملك فيصل من زوجته عفت بن محمود بن سعود الثنيان آل سعود، وله أختين و5 أخوة هم خالد وعبدالله وتركي ومحمد وسعد، وحصل علومه في مدرسة هون وبرينستون في نيوجرسي في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم التحق بجامعة برينستون وحصل على بكالوريوس في الاقتصاد عام 1964.

أجاد الأمير سعود 6 لغات مع لغته الأم، “الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية والعبرية”. وتزوج من قريبته الأميرة جوهرة بنت فيصل بن عبد الله بن عبد الرحمن بن تركي بن عبد الله آل سعود، وله منها 3 بنات و3 أبناء، وهم “محمد وخالد وفهد والأميرة هيفاء ولنا وريم”.

تدرج سعود الفيصل في المناصب

عين الأمير سعود أصبح مدير مكتب العلاقات البترولية، المسؤول عن التنسيق بين وزارة الطاقة والمؤسسة العامة للبترول والمعادن، وعين نائبًا لمدير بترومين لشؤون التخطيط. في عام 1971، أصبح وكيلًا لوزارة البترول والثروة المعدنية، واستمر فيها حتى عام 1974، إلى أن التحق حينها بوزارة الخارجية.

عمل سعود الفيصل في البداية إلى جانب وزير الدولة للشؤون الخارجية عمر السقاف، وبعد وفاة الأخير عي وزيرًا للدولة للشؤون الخارجية في الفترة الواقعة بين 29 مارس و13 أكتوبر 1975.

الفيصل وزيرًا للخارجية

عين الفيصل وزيرًا للخارجية بمرسوم ملكي من قبل الملك خالد بن عبد العزيز عام 1975 إثر وفاة والده الملك فيصل الذي كان ملكًا وشاغلًا لمنصب وزير الخارجية. وبقي في منصبه لحوالي 40 عامًا  حتى أبريل 2015، وهي أطول فترة يقضيها وزير خارجية على رأس عمله على مستوى العالم.

جهود الفيصل في السياسات الخارجية

كان سعود الفيصل يضع القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماته، وفي أول خطاب له بالأمم المتحدة سنة 1977 هاجم إسرائيل، وذكر أنها تملك أسلحة نووية ولا تسعى للسلام وطالَب بحقوق الشعب الفلسطيني. وقدم دورًا كبيرًا في وضع حد للحرب الأهلية في لبنان وصياغة اتفاق الطائف في 1989، ساهم في تأسيس مجلس التعاون الخليجي، ومعالجة قضية احتلال العراق للكويت.

وشارك الفيصل بعضوية عديد اللجان العربية والإسلامية، منها اللجنة العربية الخاصة بلبنان ولجنة القدس ولجنة التضامن العربي وغيرها. وكان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أصدر قرارًا  في 29 إبريل 2005، بإعفاء وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، بناءً على طلبه وتعيين سفير المملكة في الولايات المتحدة الأمريكية، عادل الجبير خليفة له.

رحلة المرض والوفاة

في نهاية عمله، عانى سعود الفيصل من مرض الباركنسون وآلام في الظهر، وأجرى عديد العمليات الجراحية في ظهره لمعالجة الآلام المزمنة، إلا أن حالته الصحية تدهورت حالته، وبدأ يعاني من صعوبة في الكلام وعدم المقدرة على الوقوف.

في مارس 2015، ظهر سعود الفيصل مستخدماً أداة تساعده على المشي، وتوفي في 22 رمضان/ 9 يوليو 2015، بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية، ومن ثم نقل جثمانه إلى مطار جدة في 11 يوليو، وصلي عليه في المسجد الحرام في مكة المكرمة ودفن في مقبرة العدل في مكة.

تكريم الأمير

مجلس العلاقات الدولية في الكويت كرم فيصل في حفل حضره أخوه تركي الفيصل، وأطلقت السعودية اسمه على معهد الدراسات الدبلوماسية، وأيضًا أطلقت بلدان مجلس التعاون الخليجي اسمه على مبنى المؤتمرات.

وكُرِّم الأمير سعود بعد وفاته في 26 إبريل 2016 من قبل مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية، وأطلق اسمه أيضًا على المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية، وأطلق اسمه على عديد الشوارع في السعودية والبحرين وبلدان عربية أخرى.

ربما يعجبك أيضا