حدث في رمضان «26» | نزول القرآن الكريم

محمود سعيد

كان نزول القرآن مُفرَّقاً يُلبّي حاجات الناس والمؤمنين في كلّ فترة من فترات الدعوة.


تستمر “شبكة رؤية الإخبارية” في عرضها لسلسة “حدث في رمضان” التي تتناول أهم الأحداث التي جرت عبر التاريخ في شهر رمضان، واليوم نتناول نزول القرآن الكريم.

نزل القرآن الكريم على نبي الإسلام محمد بن عبدالله في شهر رمضان، فقال الله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾، وقال: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ في لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾. وقال: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ﴾.

نزول القرآن الكريم

روي عن النبي ﷺ أنه قال: “أنزل القرآن في ليلة واحدة إلى السماء الدنيا ليلة القَدْرِ، ثم أُنْزل بعد ذلك في 20 سنة، ثم قرأ ﴿وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلًّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاه لِتَقَرَأه عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاه تَنْزِيلًا﴾”.

وقال القرطبي في تفسيره: “لا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر على ما بيناه جملة واحدة وضع في بيت العزة في سماه الدنيا ثم كان جبريل ﷺ ينزل به نجمًا نجمًا في الأوامر والنواهي والأسباب وذلك في 20 سنة”.

حكمة النزول

حكمة النزول مفرقًا كان لـ3 أسباب، الأول مُتعلّقة بالرسول فقد كان نزول القرآن مُفرَّقًا عليه سببًا في تثبيت قلبه، وشرح صدره، وأيضًا حكمة مُتعلّقة بالأمّة الإسلاميّة وحاجتها، فكان نزول القرآن مُفرَّقاً يُلبّي حاجات الناس والمؤمنين في كلّ فترة من فترات الدعوة، بالإضافة إلى التدرُّج في بعض التشريعات والأحكام حتى يسهل على الناس الالتزام بها.

والسبب الثالث حكمة مُتعلّقة بالناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ولا يستوي الناس في الفَهم، وتتباين حالاتهم وثقافاتهم؛ فكان من حكمة الله أن يُنزّل القرآن مُفرَّقاً حتى يستوعب الناس منهج القرآن في المسائل الجزئيّة التي يتعرّضون لها؛ فيسهل عليهم قبوله، وفَهمه، وحِفظه، وتبليغه.

رؤية العلامة دراز للقرآن الكريم

رأى العلامة محمد عبدالله دراز في كتابه “النبأ العظيم”، أن طبيعة القرآن نفسه حجة على سماويته، والأسلوب القرآني يحمل طابعًا لا يلتبس مع غيره، وما يستدعي انتبهاك من أسلوب القران تاليفه الصوتي في شكله وجوهرة، مضيفًا: “انظر اين شئت من القران تجد بيانًا قد قدر على حاجه النفس أحسن تقدير، و”القرآن إن. نزعت منه لفظه ثم أدير على لسان العرب على لفظه أحسن منها لم تجد”.

وأردف: “إذا ما اقتربت بأذنك قليلًا قليلًا، فطرقت سمعك جواهر حروفه خارجة من مخارجها الصحيحة. فاجأتك منه لذة أخري في نظم تلك الحروف ورصفها وترتيب أوضاعها فيما بينها، هذا ينقر وذاك يصفر، وثالث يهمس ورابع يجهر، وآخر ينزلق عليه النفس. وآخر يحتبس عنده النفس. وهلم جرا، فتري الجمال اللغوي ماثلًا أمامك في مجموعة مختلفة مؤتلفة لا كركرة ولا ثرثرة”

لماذا نزل القرآن في شهر رمضان؟

وضح الشيخ أحمد بن طالب بن حميد، خطيب الحرم النبوي، أن القرآن العظيُم أصل الدين وآية الرسالة، وأنه نزل في أفضل الشهور، لافتاً إلى أن نزوُله في رمضان فيه إيماء لهذه الأمة بالإكثار من تلاوته وتدبره.

وأشار إلى أن جبريل عليه السلام كان ينزل من السماء ويدارس فيه نبي الإسلام، وفي العام الذي توفي فيه عرض عليه َالقرآن مرتين، وكان الإمام مالك رحمه الله إذا دخل رمضان َأقبَل على تلاوة القرآن وترك الحديَث وأهله.

ربما يعجبك أيضا