حرب إسرائيل على لبنان.. هل يلجأ حزب الله إلى تحالفات جديدة؟

إسراء عبدالمطلب

ساهمت الحرب في تقارب حزب الله مع كتل نيابية وقوى سياسية أخرى مثل الحزب التقدمي الاشتراكي والجماعة الإسلامية.


أعادت الحرب الجارية بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان، ترتيب المشهد السياسي والتحالفات بين الحزب والأطراف الأخرى.

ويسعى حزب الله لاستمالة بعض القوى الفاعلة على الساحة السنية، بناءً على مبدأ دعم غزة ومساندتها، ويشير الحزب إلى أن العلاقات السياسية بعد الحرب ستكون مختلفة عن السابق، مما يوحي بإعادة تشكيل التحالفات السياسية مع تطور الأحداث.

إسرائيل تصادق على خطط هجوم في لبنان وسط تصاعد التوتر مع حزب الله

تأثير الحرب على التحالفات

حسب صحيفة “الشرق الأوسط”، الأحد 30 يونيو 2024، أعادت الحرب على غزة وجبهة المساندة من جنوب لبنان ترتيب الأوراق السياسية في لبنان، خاصة لدى الطائفة السنية التي تعتبر قضية فلسطين قضيتها الأولى، وتحولت الجماعة الإسلامية إلى تنظيم عسكري مقاوم يعبر عن هذا الدعم، ويعتمد حزب الله في تحالفاته على منظور الحاجة إلى اندماج هذه القوى في مشروع حماية لبنان من الخطر الإسرائيلي، وليس فقط على المواقف.

تشهد العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، توترات بسبب مواقف الثاني الأخيرة، خاصة تلك الصادرة عن الرئيس السابق ميشال عون والنائب جبران باسيل. وسيتحدد مستقبل العلاقة بين الحزبين في الأسابيع القادمة بناءً على التطورات.

تحالفات الحزب الجديدة

ساهمت الحرب في تقارب حزب الله مع كتل نيابية وقوى سياسية أخرى مثل الحزب التقدمي الاشتراكي والجماعة الإسلامية، وكان اللقاء الأخير بين قيادتي الحزب والجماعة الإسلامية، علامة فارقة في تطور العلاقة.

ورغم التقارب بين حزب الله وبعض الشخصيات السنية، بما في ذلك الجماعة الإسلامية، إلا أن الشكوك تحوم بشأن قدرة الحزب على نسج تحالفات قوية مع الطائفة السنية في المستقبل، وشككت مصادر سنية بارزة في إمكانية تحقيق تحالف سني قوي مع حزب الله.

الخلاف مع التيار الوطني الحرّ

يشكل الخلاف مع التيار الوطني الحر نقطة ضعف للحزب، لكنه مجرد خلاف مصلحي على الانتخابات الرئاسية، وتبني القوى السنية التي تشارك الحزب في معركة الجنوب، تحالفًا أيديولوجيًا مع حزب الله، رغم الاختلاف العقائدي بين الإخوان وعقيدة الولي الفقيه.

ويتجاوز الهدف من فتح جبهة الجنوب اللبناني محاربة إسرائيل، بل يخدم مشروع تعزيز نفوذ إيران، وقد تكون التحالفات الجديدة آيديولوجية، مما يعكس تعقيد المشهد السياسي في لبنان وتأثيرات الحرب على التحالفات القائمة.

ويعكس الوضع الراهن تغييرات جوهرية في التحالفات السياسية في لبنان، مع استمرار حزب الله في محاولة بناء تحالفات جديدة على أساس الحاجة إلى حماية لبنان والتحديات التي تفرضها الحرب الحالية، وستعتمد تحالفاته المستقبلية، خاصة مع القوى السنية، على كيفية تطور الأحداث ومدى قدرة الحزب على دمج هذه القوى في مشروعه الاستراتيجي.

ربما يعجبك أيضا