حرب استنزاف.. “البغدادي” يهدد بساحة صراع ممتدة

كتب – حسام عيد

في أول رسالة صوتية مسجلة لزعيم تنظيم داعش الإرهابي، منذ أبريل الماضي، حاول أبوبكر البغدادي إظهار أن تنظيمه لم يتأثر بخسائره الكبيرة والمتتالية التي تكبدها في سوريا والعراق، وأن عملياته اليومية لا تزال مستمرة في أماكن مختلفة، منها مالي في إفريقيا والشرق الأدنى ولكنه لم يحدد الدول التي تتم فيها تلك العمليات كما سمّاها.

وتأتي كلمة البغدادي الجديدة في وقت تلاشت فيه دولة “الخلافة المزعومة” التي أعلن عنها تنظيم الدولة “داعش” في الأعوام السابقة، حيث بات عناصر التنظيم بعد خسارتهم لجيب الباغوز أواخر مارس من العام الحالي يتوارون في بوادي سوريا والعراق، ويعتمدون أسلوب الهجمات والكمائن، دون السيطرة المكانية على أي منطقة.

محاولة جديدة للملمة الصف

جاءت الرسالة الصوتية لـ”البغدادي” تحت عنوان “وقل اعملوا” والتي نشرتها مؤسسة الفرقان التابعة لتنظيم داعش، كمحاولة بائسة منه للملمة صف مقاتليه، معتمدًا في ذلك على آيات الذكر من كتاب الله “المصحف الشريف” وإخراجها من موضعها الأصلي لخدمة أيديولوجيته المتطرفة الخبيثة لاستهداف وترويع شعوب العالم، البعيدة كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي وشريعته السمحة.

البغدادي أصر على استخدام عبارات وجمل لحث عناصره على الجهاد -حسبما يزعم- للإبقاء على مشروعه للخلافة المزعومة، حتى وإن كان ذلك عبر إزهاق ملايين الأرواح البريئة وإشاعة الخراب والفوضى.

ومضى أبوبكر البغدادي في إطلاق أكاذيبه برسالته الصوتية، زاعمًا أن ماحدث من غزوات موحدة، هي الأولى من نوعها في تاريخ الجهاد المعاصر وهي إحدى ثمرات الاعتصام.

قال البغدادي إن نصف عقد مضى على دولة الخلافة المزعومة، مشيرًا إلى أنها لا تزال تتمدد بأذرعها المتطرفة في مختلف بقاع العالم.

العمليات اليومية مستمرة

ذكر زعيم تنظيم دولة الخلافة المزعومة خلال التسجيل الصوتي، أن مجموع العمليات خلال 4 أيام فقط 92 عملية في غزوة أسماها بـ”الثأر لأهل الشام” في 8 دول بأكثر من 80 منطقة منها.

تلك العملية الإرهابية أعقبتها “غزوة الاستنزاف” التي استهدفت 11 دولة، وبلغت عملياتها 61 عملية خلال 3 أيام، بحسب قوله.

وكذلك أعقبتها ما تسمى بـ”غزوة الاستزاف الثانية الموحدة ” في العشر الأيام الأوائل من شهر ذي الحجة من العام الهجري الماضي 1441هـ (أغسطس 2019)، وبلغت مجموع عملياتها الكلي 152 عملية في 10 ولايات يتواجد بها أتباع تنظيم الدولة “داعش”.

وعمل البغدادي في كلمته المسجلة على التأكيد بأن العمليات الإرهابية ليست محصورة في تلك الغزوات، مشيرًا إلى أن عمليات تنظيمه مستمرة وبشكل يومي في مختلف الجبهات.

التهديد باستنزاف المقدرات الأمريكية

وتوعد أبوبكر البغدادي، القوات الأمريكية عبر ساحة الصراع التي أشعلها تنظيمه الإرهابي “داعش” والممتدة من ولايته التي اسماها بـ”خراسان” في أفغانستان وباكستان إلى معقل خلافته المزعومة بسوريا والعراق، واليمن، والصومال، ومالي والنيجر، وشمال أفريقيا كتونس وليبيا، وشرق آسيا، بمصير مشابه لمصير تلك القوات في العراق وأفغانستان وسوريا، حسب قوله.

وكانت مؤسسة الفرقان التابعة للتنظيم بثّت في أواخر أبريل الماضي كلمة مرئية للبغدادي ومعه سلاحه، وسط أشخاص لم تظهر وجوههم وبيده ملفات عليها أسماء دول منها تركيا، حيث أعلن حينها انتهاء معركة الباغوز، وخسارة التنظيم لآخر جيوبه الحضرية في سوريا، بعدما نجحت القوات الأمريكية وحلفاءها بسوريا في تطهيره من براثن داعش.

ربما يعجبك أيضا