«حرب الخفاء».. خصوم أمريكا ومساعي التأثير على الانتخابات

كيف تؤثر «جهات خارجية» على انتخابات الولايات المتحدة؟

محمد النحاس
التدخل في الانتخابات الأمريكية

تُعتبر روسيا حاليًا "التهديد الرئيسي" للانتخابات الأمريكية، وقد طورت أساليبها لتكون أقل وضوحًا حيث تسعى إلى نشر رسائل مثيرة حول قضايا مثل حقوق الإجهاض وحق حمل الأسلحة والهجرة، بالإضافة إلى تعزيز الشكوك حول نزاهة الانتخابات


منذ انتخابات 2016، أصبحت قضية التدخل في الانتخابات الأمريكية محورية، بعد مزاعم عن تدخل روسي لدعم ترامب ضد هيلاري كلينتون؛ ما أدي إلى تعزيز الأمن السيبراني وفتح تحقيقات واسعة.

ومع اقتراب انتخابات 2024، تثار تساؤلات جديدة بشأن احتمالية تدخلات خارجية أخرى؛ بعد أن وجهت وزارة العدل في سبتمبر 2024، اتهامات لاثنين من موظفي RT، وهي شركة إعلامية روسية، بسبب تحويل 10 ملايين دولار إلى شركة ناشئة في ولاية تينيسي لنشر المعلومات المضللة في أمريكا، وفق مقال لمجلة فورين أفيرز الأمريكية نشرته 31 أكتوبر 2024. 

تدخل متواصل

شهدت الدورات الانتخابية الرئاسية السابقة في 2016 و2020 محاولات مماثلة من قبل روسيا وغيرها من الجهات ويبدو أن انتخابات هذا العام ليست استثناءً، حيث شهدت مشاركة غير مقصودة لبعض المؤثرين والمعلقين اليمينيين في نشر مقاطع فيديو باللغة الإنجليزية عبر منصات التواصل الاجتماعي والتي تعكس مواقف تتماشى مع مصالح موسكو في زيادة الانقسامات الداخلية.

956421e3 896f 4046 af49 82ada71270f8وحسب المقال، تشكل العمليات الروسية، بالإضافة إلى تلك التي تنفذها الصين وإيران، تهديدًا كبيرًا للديمقراطية الأمريكية، وعلى الرغم من الانتقادات العامة الشديدة للتدخل الروسي في انتخابات 2016، إلا أن الكرملين والحكومات الأخرى المعادية لأمريكا لا تزال تسعى للتأثير على كيفية تفكير الأمريكيين وفهمهم للعالم، وفق مقال فورين بوليسي. 

يشدد المقال على أن ردود فعل الولايات المتحدة على محاولات التأثير على عقول الناخبين لم تكن كافية؛ وكافية يجب على واشنطن أن تتبنى نهجًا أكثر فعالية لمواجهة تهديد العمليات الأجنبية.

سياسة موسكو

مع التوسع السريع لوسائل التواصل الاجتماعي في العقدين الماضيين، وجدت الحكومات قنوات جديدة لنشر رسائلها وتقويض خصومها. 

وسعت روسيا بشكل خاص إلى التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016، ووفقًا لتقرير استخباراتي أمريكي تم الكشف عنه في 2017، حاولت روسيا التأثير على الحزبين الديمقراطي والجمهوري من خلال نشر معلومات مسروقة وإغراق وسائل التواصل الاجتماعي بمحتوى مثير للجدل.

 وقد أصبح هذا النوع من التدخل جزءًا أساسيًا من استراتيجية الكرملين، حيث يعتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تعميق الانقسامات في الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى تآكل الهيمنة الأمريكية.

تقنيات متطورة

تُعتبر روسيا حاليًا “التهديد الرئيسي” للانتخابات الأمريكية، وقد طورت أساليبها لتكون أقل وضوحًا حيث تسعى إلى نشر رسائل مثيرة حول قضايا مثل حقوق الإجهاض وحق حمل الأسلحة والهجرة، بالإضافة إلى تعزيز الشكوك حول نزاهة الانتخابات من خلال نشر مقاطع فيديو مزيفة. 

وتمتد هذه الحملات لتشمل الإعلانات المدفوعة والملفات الشخصية المزيفة التي تروج لمحتوى تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، ما يزيد من تعقيد جهود مكافحة المعلومات المضللة.

الصين وإيران

إيران أيضًا تشارك في هذه العمليات، حيث تسعى لتعزيز الاضطرابات بين الأمريكيين بهدف تقويض الهيمنة العالمية للولايات المتحدة، وفقًا لمقال المجلة الأمريكية. 

وقد أظهرت التقارير أن إيران قامت بسرقة ونشر معلومات من حملة ترامب السابقة، بينما تعزز رسائل تدعو لمقاطعة الانتخابات الأمريكية. كما أن الصين قد زادت من عملياتها المعلوماتية، حيث تسعى لإظهار الولايات المتحدة كدولة غير قادرة على القيادة.

كيف يمكن التصدي لتلك المخاطر؟ 

تتطلب مواجهة هذه التحديات تعاونًا قويًا بين الحكومة وشركات وسائل التواصل الاجتماعي، بداية على الحكومة أن تتبنى نهجًا شاملًا لمواجهة العمليات الأجنبية، بما في ذلك إنشاء لجنة مشتركة تضم قادة الحكومة والشركات، وينبغي أن يتم تبادل المعلومات حول الحرب المعلوماتية بين الوكالات الحكومية والمحلية.

وفق للمقال، للنجاح في الحرب ضد المعلومات المضللة، يجب أن تتخذ الولايات المتحدة أيضًا خطوات هجومية، ويجب على واشنطن استلهام الدروس من الحرب الباردة، حيث سعت لتأمين قلوب وعقول المواطنين تحت الحكم السوفيتي من خلال الموسيقى والفنون والبرامج الإعلامية.

وختامًا يشدد المقال على أن الحرب المعلوماتية قائمة بالفعل، ويجب على القادة الأمريكيين التصدي للجهود التي تسعى لتقويض “الديمقراطية الأمريكية”، ودون سياسة ردع فعالة، ستستمر هذه الجهات الأجنبية في التأثير على السياسة في أمريكا.

ربما يعجبك أيضا