حرب الطائرات المسيّرة.. تهديد إيراني وتوعد أمريكي

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

حرب الطائرات المسيّرة، استراتيجية إيرانية تزايد الاعتماد عليها في الآونة الأخيرة. الغايات واضحة، نشر الفوضى في المنطقة والشرق الأوسط والتصدي للضغوط التي تفرضها واشنطن على طهران، إذ تقوم هذه الطائرات حسب مسؤولين أمريكيين ليس فقط بمهام الاستطلاع، بل يمكنها أيضاً تنفيذ هجمات وضرب أهداف محددة بالنظر إلى تزويدها بالذخيرة والمتفجرات.

وتمثل “الدرونز” العسكرية تحديا جديدا لوسائل الدفاع الجوي المصممة لمواجهة الطائرات والمقاتلات الحربية والصواريخ الباليستية، ويمكن استخدامها في “مهام انتحارية” ضد أهداف حيوية، على غرار ما تعرضت له منشآت النفط السعودية.

بصمات إيرانية واضحة  

على أي الجبهات تخاض حرب الطائرات المسيّرة الإيرانية، ومن يتولى مهام التنفيذ؟ في العراق يقول مسؤولون أمريكيون: إن فصائل مسلحة مدعومة من إيران زادت مؤخرا مراقبتها للقوات والقواعد الأمريكية باستخدام الطائرات بدون طيار.

والحال ذاته في اليمن، فقد زادت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في الأشهر القليلة الماضية من استخدامها للطائرات المسيّرة بعضها استهدف منشآت ومطارات في السعودية. ويقّدر مسؤول أمريكي أن إيران تسيّر حاليا طائرتين أو ثلاثة فوق مياه الخليج يوميا مما يجعلها في وضع مراقبة لمضيق هرمز الذي يمر عبره خمس إمدادت النفط العالمية.

وفي سوريا أسقطت الولايات المتحدة في العام 2017 طائرات مسيّرة إيرانية الصنع بعد أن اعتبرتها تهديدا للقوات التي تدعمها واشنطن.

تدريبات مكثفة لـ”وكلاء إيران”

يقول مسؤولون أمنيون: إن وكلاء إيران في العراق وسوريا واليمن تلقوا تدريبات مكثفة على استخدام الطائرات المسيرة على يد أعضاء في الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله اللبناني.

تطور أقلق الجانب الأمريكي الذي سبق وأرسل تحذيرات إلى طهران، مفادها أن أي هجوم ينفذه وكلاء إيران على أهداف أمريكية ستعتبره واشنطن هجوما من إيران نفسها.

هذا التصعيد لم يبدأ من الأمس فحسب، فعلى مدى عقود حصل المتشددون في إيران بقيادة فيلق القدس على تكنولوجيا الصواريخ من النظام الكوري الشمالي المارق، وقاموا بتسخير هذه التكنولوجيا الخطيرة لخدمة خططهم بعيدة المدى لنشر عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، فهم الذين قدموا هذه الصواريخ لجماعات غير مسؤولة مثل الحوثيين في اليمن والحشد الطائفي في العراق.

خيار التدخل العسكري

انصب اهتمام الصحف العالمية على الهجوم الذي تعرضت له منشأتا النفط السعوديتان التابعتان لشركة أرامكو. صحف كـ”بلومبرج” و”التايمز” و”وول ستريت جورنال” أشارت إلى أن التحرك لردع خطر إيران بات أكثر إلحاحا لما يشكله من تهديد على العالم بأسره. 

وضع الخيار العسكري على الطاولة لكبح جماح إيران، بعد استهداف منشآت أرامكو حدث لم يقتصر على بقيق وخريص بل “خض” سوق الطاقة العالمي. ولن يغير إنكار طهران مسؤوليتها عن الهجمات من الوضع شيء، فالبصمة الإيرانية دامغة في الاعتداءات المتكررة على البنى التحتية والمنشآت المدنية. ما دعا بواشنطن إلى رفع الصوت عاليا في وجه إيران محذّرة بالعبارات الصريحة أنها ستتحرك في حال الاعتداء على السعودية. تحذيرات تعقب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن مئات الهجمات تقف وراءها إيران.

قناة “إيه بي سي نيوز” نقلت عن مسؤول أمريكي تورط طهران بإطلاق نحو 12 صاروخ كروز، وأكثر من عشرين طائرة مسيرة، من أراضيها على منشآت النفط. فيما أعلن الرئيس الأمريكي في تصريحات معرفته بالفاعل وكشف استعداد بلاده التحرك للرد على الهجوم لكنه ينتظر نتائج تحقيقات المملكة التي دعت بدورها خبراء دوليين للمشاركة في التحقيقات على منشلآتي أرامكو.

ربما يعجبك أيضا