حرب تلوح في الأفق بلبنان.. ماذا بعد إلغاء الرحلات وتحذير الرعايا؟

إسراء عبدالمطلب
شبكة رؤية الإخبارية | حرب تلوح في الأفق بلبنان.. ماذا بعد إلغاء الرحلات الجوية وتحذير الرعايا الأجانب؟

أعلنت عدد من الدول تعليق رحلاتها من وإلى العاصمة اللبنانية بيروت بسبب الوضع في الشرق الأوسط.


يشهد لبنان تصاعدًا ملحوظًا في التوتر، ما دفع العديد من الدول إلى تحذير رعاياها من البقاء هناك وإلغاء الرحلات الجوية إليه.

ومن بين هذه الدول، نصحت بريطانيا مواطنيها بمغادرة لبنان وتجنب السفر إليه، رغم الجهود الدبلوماسية المبذولة لاحتواء أي تصعيد محتمل بين إسرائيل وحزب الله.

وصرّح وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، عبر منصة “إكس”، قائلاً: “ننصح الرعايا البريطانيين بمغادرة لبنان وعدم السفر إليه.. الوضع في تغيّر سريع”.

دول تبلغ مواطنيها بالمغادرة

حسب وكالة أنباء فرانس برس، تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين 29 يوليو 2024، برد قاسٍ على قصف أودى بحياة 12 من الفتية في بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، وتأتي هذه التوترات في ظل قلق دولي من تفجر نزاع إقليمي مرتبط بالحرب المستمرة في غزة بين إسرائيل وحماس، والتي اندلعت بعد هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وألقت الحكومة الإسرائيلية باللوم في الهجوم الصاروخي الذي وقع السبت على حزب الله، الذي نفى أي علاقة له بالواقعة. وقال نتنياهو : “لن تدع إسرائيل هذا يمر ولا يمكنها ذلك ردنا سيأتي وسيكون قاسيًا”. وأدى الهجوم على ملعب كرة القدم في وسط البلدة إلى مقتل 12 صبيًا وفتاة تتراوح أعمارهم بين العاشرة والسادسة عشرة.

واحتج عشرات من سكان مجدل شمس، الذين يبلغ عددهم نحو 11 ألفًا، على زيارة نتنياهو، وتجمعوا خلف حواجز معدنية تحت مراقبة الشرطة. وقال أحدهم، كميل خاطر: “في الجولان نريد السلام فقط. وليعد نتنياهو إلى بيته لأنه السبب بالحرب”.

تعهد إسرائيلي بالرد

حذر نتنياهو منذ الأحد، من أنه سيجعل حزب الله يدفع “ثمنًا باهظًا”، بعدما حصل مع وزير دفاعه يوآف جالانت على تفويض من المجلس الوزاري المصغر “لتقرير سبل الرد وتوقيته”. فيما أعلن حزب الله اللبناني، الاثنين، أنه أطلق “عشرات صواريخ الكاتيوشا” على موقع عسكري إسرائيلي، “ردًا” على “اغتيال” اثنين من مقاتليه.

وتقول خبيرة شؤون حزب الله في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، أورنا مزراحي، إن الرد سيكون “أكثر تدميرًا مقارنة بما فعله الإسرائيليون حتى الآن، لكنه سيكون ردًا يمكن لحزب الله احتواؤه ويمنع تدهور الأمور إلى حرب شاملة”. ولكن في وسط بيروت لم يُبدِ لبنانيون تحدثت إليهم فرانس برس قلقًا كبيرًا. وقال صاحب متجر يبلغ 60 عامًا، إيلي ربيز: “الحالة التي نعيشها طبيعية تعوّدنا عليها.. منذ فترة طويلة ونحن نعيش في هذه الظروف، وماذا سيحصل أكثر من هذا؟”.

تعليق الرحلات الجوية

بينما ألقت الولايات المتحدة باللوم على حزب الله في القصف على الجولان، قالت إنها “واثقة” من إمكان تجنب حرب أوسع بين إسرائيل والحزب. فيما حذّر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أن إسرائيل سترتكب “خطأ فادحًا” إذا هاجمت لبنان. مشددًا على “ضرورة بذل كل الجهود لتجنب تصعيد عسكري”.

فيما دعا ماكرون، طهران إلى “وقف دعمها الجهات المزعزعة للاستقرار” وشدد على أن اندلاع حرب جديدة “سيكون له عواقب مدمرة على المنطقة”.

ويتمتع حزب الله، المسلح والممول من إيران، بنفوذ كبير في لبنان ويتهمه منتقدوه بأنه دولة داخل الدولة. وقررت شركات طيران عالمية تعليق رحلاتها إلى لبنان في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، ما تسبب في إلغاء أو تأخير بعض الرحلات في مطار بيروت خشية حدوث مزيد من التصعيد الإقليمي، أعلنت شركات طيران عدة، بينها الخطوط الجوية الفرنسية ولوفتهانزا الألمانية والخطوط الملكية الأردنية، تعليق الرحلات إلى بيروت حتى 5 أغسطس “إمعانا في الحذر”.

إلغاء بعض الرحلات

قالت الخطوط الجوية الدولية السويسرية، التابعة لمجموعة لوفتهانزا، إنها ستعلق رحلاتها من وإلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى الخامس من أغسطس بسبب الوضع في الشرق الأوسط. وأعلنت الخطوط الجوية الفرنسية تعليق رحلاتها بين مطار باريس شارل ديجول وبيروت يومي 29 و30 يوليو.

كما ألغت شركة طيران صن إكسبرس للرحلات منخفضة التكاليف ومقرها تركيا، وشركة “إيه جيت” التابعة للخطوط الجوية التركية، وشركة طيران إيجه اليونانية، والخطوط الجوية الإثيوبية، وشركة طيران الشرق الأوسط، رحلات كان من المقرر وصولها إلى بيروت.

وفوض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو بالرد على الهجوم، في الوقت الذي نفى فيه حزب الله مسؤوليته عن الهجوم الذي أوقع أكبر عدد من القتلى سواء في إسرائيل أو في الأراضي التي ضمتها إليها منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر.

تعطيل الشحن في المنطقة

أظهرت شاشة عرض معلومات الرحلات بمطار بيروت وموقع فلايت رادار 24 الإلكتروني لتتبع الرحلات أن الخطوط الجوية التركية ألغت أيضًا رحلتين الليلة الماضية. ومطار بيروت الدولي أو مطار رفيق الحريري وهو المطار الوحيد في لبنان، وكان جرى استهدافه في الحرب الأهلية في البلاد وفي حروب سابقة مع إسرائيل، منها آخر حرب دارت بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006.

وقالت شركة طيران الشرق الأوسط، الأحد، إنها أرجأت إقلاع بعض رحلاتها التي كان من المقرر وصولها إلى بيروت ليلًا. وتم الإعلان عن تأخيرات إضافية للرحلات المقرر هبوطها نتيجة “أسباب فنية تتعلق بتوزيع مخاطر التأمين على الطائرات بين لبنان ووجهات أخرى”.

وتزايد تبادل إطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي عبر الحدود منذ اندلاع حرب غزة، ما أدى إلى تعطيل الرحلات والشحن في المنطقة، بما في ذلك خلال هجوم متبادل بين إسرائيل وإيران بطائرات مسيرة وصواريخ في أبريل، وعلّقت لوفتهانزا بالفعل الرحلات الليلية من بيروت وإليها في يوليو بسبب “التطورات الحالية” في الشرق الأوسط.

ربما يعجبك أيضا