حرب غزة تسلط الضوء على الترسانة الأمريكية «الغبية» في إسرائيل

الحرب في غزة تسلط الضوء على مخزون السلاح الأمريكي في إسرائيل

محمد النحاس

هناك مخاوف واسعة النطاق من أن القصف الإسرائيلي لغزة كان عشوائياً، ومع مقتل ما يقرب من 20 ألف شخص في غزة، تواجه الولايات المتحدة تساؤلات حول كميات وفئات القنابل التي توفرها لإسرائيل والنسبة التي يتم توفيرها من خلال المخزون السري المعد سلفًا.


يوجد في إسرائيل العديد من مستودعات الأسلحة التي تحتوي على ترسانة بقيمة مليارات الدولارات، مملوكة للولايات المتحدة الأمريكية.

هذه المستودعات سرية وموقعها الدقيق غير معروف تمامًا، وتخضع لحراسة مُشددة، وذلك ضمن مخزون واسع النطاق، وقد جرى إنشاء تلك المستودعات في الثمانينيات لتزويد القوات الأمريكية بالذخائر سريعًا حال حدوث أي صراع مستقبلي في الشرق الأوسط، ويواجه تدقيقًا متزايدًا بسبب دعم الإدارة الأمريكية للقصف الإسرائيلي على غزة.

مخزون أمريكي ضخم

ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالمخزون الأمريكي منذ اندلاع الحرب في غزة، ويقول محللو الدفاع إن هناك قليلًا من الشفافية حول فئات وكميات الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل، مع تزايد الشكوك بزيادة استخدام كميات كبيرة من الذخائر في الحرب.

هذه المخزونات مُخصصة للاستخدام الأمريكي، ومع ذلك سمح لإسرائيل باستخدامها في بعض الحالات، وبحسب مسؤول كبير في البنتاجون، لم يسمه التقرير، فإن هذه المخزونات مُخصصة للاستخدام الأمريكي رسميًّا، لكن من ناحية أخرى “من يستطيع القول إننا لن نعطيهم المفتاح؟”.

غياب الرقابة

يبدو أن إسرائيل تتلقى الآن ذخائر من مخزونها بكميات كبيرة لاستخدامها في حربها على غزة، إلا أن الشفافية ضئيلة فيما يتعلق بعمليات النقل من الترسانة.

وفي مقابلات مع صحيفة “الجارديان”، أشار عدد من المسؤولين الأمريكيين السابقين المُطلعين على المساعدة الأمنية الأمريكية لإسرائيل إلى كيف يتيح المخزون عمليات نقل أسلحة سريعة إلى الجيش الإسرائيلي، وإلى أن بإمكانه أن يحمي حركة الأسلحة الأمريكية من الرقابة العامة، ورقابة الكونجرس.

مخاوف من فداحة الخسائر

منذ 7 أكتوبر، أسقطت إسرائيل عشرات الآلاف من القنابل على غزة، وكانت صريحة بشأن مُطالبتها الولايات المتحدة بكميات كبيرة من الذخائر والقذائف.

ووفقًا للصحيفة البريطانية، هناك مخاوف واسعة النطاق من أن القصف الإسرائيلي لغزة كان عشوائيًا، ومع مقتل ما يقرب من 20 ألف شخص في غزة، تواجه الولايات المتحدة تساؤلات حول كميات وفئات القنابل التي توفرها لإسرائيل، والنسبة التي يتم توفيرها من خلال المخزون السري المُعد سلفًا.

وفي واشنطن، أثار المشرعون مخاوف بشأن مقترحات البيت الأبيض التي من شأنها تخفيف القواعد المتعلقة بأنواع الأسلحة الموضوعة في المخزون، والتنازل عن حدود الإنفاق على تجديدها، ومنح البنتاجون مرونة أكبر لإجراء تحويلات من الترسانة.

تزويد إسرائيل بالسلاح

من جانبه، قال جوش بول، وهو مسؤول أمريكي استقال مؤخرًا من وزارة الخارجية احتجاجًا على استمرار مساعدة واشنطن العسكرية لإسرائيل، إن التغييرات المُقترحة على المخزون كانت جزءًا من حملة إدارة بايدن لإيجاد طرق جديدة لتزويد إسرائيل بالسلاح.

وفي وصفه للمداولات الداخلية الأمريكية في أكتوبر، أكد بول أنه جرى مناقشة كل سلطة قانونية مُمكنة يمكن بموجبها منح إسرائيل السلاح في أسرع وقت ممكن، حسب التقرير. ولم يتم الكشف رسميًّا عن كامل محتويات المخزون، والمعروف باسم مخزون احتياطي الحرب لحلفاء إسرائيل WRSA-I رغم أن مسؤولين سابقين يقولون إن “البنتاجون” يزوّد الكونجرس بتقرير سنوي عن الأسلحة والذخائر التي يحتويها المخزون.

في وقتٍ سابق، ذكر مسؤول عسكري أمريكي، حسب التقرير، أن المستودعات الموجود في إسرائيل، والتي أجرى جولة فيها، مليئة بما يُسمى بالذخائر الغبية، والتي لديها أنظمة توجيه تفتقر إلى الدقة، ومن ثم تسبب دمارًا كبيرًا ولا تصيب أهدافها بدقة، محدثةً خسائر كبيرة بين المدنيين والمناطق السكنية.

ربما يعجبك أيضا