حرب لا تشبه غيرها.. قصة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بـ«عيون غربية» (1 – 2)

هجوم الـ7 من أكتوبر يدشن فصلًا جديدًا من فصول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

محمد النحاس

امتد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر 7 عقود.. فما أبرز مراحله؟ ولماذا كان هجوم السابع من أكتوبر نقطة فاصلة في تاريخ الصراع؟


وصف تقرير مطوّل نشرته شبكة “بي إن إن بلومبرج” القتال الحالي بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال بأنه لا يشبه أي صراع سابق في تاريخ النزاع.

وحسب تقرير الشبكة، ومقرها تورنتو في كندا، فقد بدأ الأمر بعد اجتياح مقاتلو الفصائل مستوطنات غلاف غزة، حيث قتلوا 1400 شخص واحتجزوا أكثر من 200 رهينة، ومن ثم شنت إسرائيل هجومها الانتقامي على قطاع غزة والذي تديره حماس ما خلف أكثر من 7700 شهيد.

فصل جديد

أسهم هذا الفصل من الصراع والذي جرى تدشينه بعد هجوم الـ 7 من أكتوبر، غير المسبوق، في تغيير الطريقة التي تنظر بها إسرائيل لحركة حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبالتالي الإجراءات التي ستتخذها الدولة العبرية ضد الحركة، وفق التقرير الذي يتناول محطات الصراع المختلفة.

وحسب تقرير الشبكة الكندية، المنشور اليوم الأحد 29 أكتوبر 2023، فمنذ تدشين حماس كرّست الحركة جهودها لتدمير إسرائيل، وظلت متمسكة على مدار العقود الثلاثة الماضية بهذه المهمة، وذلك على النقيض من السلطة الفلسطينيين، الملتزمين بالتعايش السلمي مع إسرائيل، في ذات الوقت الذي يسعون فيه لإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة.

هدف غير قابل للتحقيق

على النقيض من ذلك، تتعهد حماس في ميثاقها بتدمير إسرائيل بأي وسيلة، وتعتبر أن فلسطين تتكون من الضفة الغربية، وقطاع غزة، بالإضافة إلى إسرائيل، وبعد الـ 7 من أكتوبر واتضاح ما يمكن للحركة القيام به.

يقول الإسرائيليون إنهم عازمون على تفكيك حماس كليًّا، وفق التقرير، والذي يصف الأمر بأنه سيقود إلى إراقة الكثير من الدماء كما أنه قد يكون غير قابلاً للتحقيق، وفق التقرير.

ما جذور الصراع التاريخية؟

تاريخيًّا، ترجع جذور الصراع إلى الصدام الذي حدث بين العرب واليهود في أعقاب انهيار الإمبراطورية العثمانية إبّان الحرب العالمية الأولى، وفي عام 1920، منح المنتصرون في الحرب المملكة المتحدة تفويضًا لإدارة ما كان يُسمى آنذاك بفلسطين، وفق تقرير شبكة “بي إن إن بلومبرج”.

وتفاقم القتال بين الطوائف في المنطقة بسبب المقاومة العربية للهجرة اليهودية، والتي ارتفعت في الثلاثينيات؛ وفي مواجهة الاضطهاد النازي، لجأت أعداد متزايدة من اليهود من الخارج إلى البحث عن ملاذ في وطنهم القديم، حيث عاش اليهود منذ ما يقرب من 4000 عام، على حد زعم التقرير.

تأسيس الدولة العبرية

في محاولتها لوقف العنف، اقترحت لجنة بريطانية في عام 1937 تقسيم المنطقة لإنشاء دولة لكل مجموعة، وبعد انقضاء عقد من الزمان، أقرت الأمم المتحدة تقسيما مختلفا، وفي حين وافق اليهود، فقد رفض العرب كلا الطرحين.

وبعد إنشاء الدولة العبرية عام 1948، تعرضت إسرائيل على حد تعبير التقرير، لهجوم من قبل الدول العربية المجاورة، وقد قاد انتصارها لوضع الحدود الجديدة للدولة.

ويستخدم الفلسطينيون مصطلح النكبة للإشارة إلى هذه الفترة التي خلفت ما يقدر نحو 700 ألف لاجئ فلسطيني، واتجه العديد منهم إلى قطاع غزة والذي كان خاضعًا للإدارة المصرية.

منظمة التحرير الفلسطينية 

في حرب عام 1967، استولت إسرائيل على بقية ما كان يعرف بفلسطين الانتدابية المتمثلة في غزة والضفة الغربية، وفق التقرير، وقد برزت منظمة التحرير الفلسطينية بعد تلك الحرب، حيث شنت هجمات على طريقة ما يعرف بـ “حرب العصابات” على دولة الاحتلال.

وحازت المنظمة الفلسطينية بعد ذلك على الاعتراف الدولي كممثل عن الشعب الفلسطيني، قبل أن تبدأ انتفاضة عام 1987، ومن ثم تبلور حركة حماس، التي تقود حاليًّا الصراع مع إسرائيل، وتتناول رؤية ما تلى ذلك في الجزء الثاني من الموضوع.

يُتبع.

ربما يعجبك أيضا