حرب نفسية.. المسيّرات الأوكرانية تستهدف ضباط استخبارات روس

تعرضت موسكو، لهجوم بالمسيّرات، في أول استهداف لمنطقة سكنية داخل العاصمة الروسية منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وكشفت عدة مصادر مطلعة عن أن الهجمات التي وقعت، يوم الثلاثاء 30 مايو 2023، استهدفت منازل ضباط في جهاز المخابرات الخارجية الروسي، حسب ما أوردت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، أمس الثلاثاء 6 يونيو 2023.

استهداف الضباط

قال مسؤول أمريكي رفيع وموظف في الكونجرس على علم بالمسألة إن غارات المسيّرات بدت موجهة نحو ما يُعتقد أنه مقر إقامة ضباط في الاستخبارات الروسية.

أحد المباني التي تعرضت لهجوم المسيّرات الأوكرانية

ووفق شركة “سترايدر تكنولوجيز” للاستخبارات الاستراتيجية، الكائنة في ولاية يوتا الأمريكية، فإن واحدًا على الأقل من المباني السكنية التي استهدفتها المسيّرات له روابط بجهاز المخابرات الخارجية الروسي.

وكان المبنى مملوكًا لمؤسسة حكومية روسية مسؤولة عن تنظيم الميزانية، ولديها عقود مع وحدة عسكرية معروفة بأنها غطاء لجهاز المخابرات الخارجية، حسب ما نقلت “إن بي سي نيوز” عن فريق الاستخبارات العالمية بشركة “سترايدر”.

اقرأ أيضًا| فيديو يظهر هجوم مسيرات أوكرانية على موسكو

حرب نفسية

قال مدير العمليات والمؤسس المشارك لشركة “سترايدر تكنولوجيز”، إيريك ليفيسك: “لم يكن هذا هجومًا عشوائيًّا على ضاحية ثرية. إن الضربة جزء من صميم عناصر الحرب النفسية لصراع روسيا وأوكرانيا، الذي يصل للمرة الأولى إلى أحياء موسكو”.

ووفق “إن بي سي نيوز”، لم يتضح ما إذا كانت منازل الضباط تعرضت للضرر أو إذا كان أي ضابط استخبارات روسي تعرض للإصابة. وحملت السلطات الروسية أوكرانيا مسؤولية الغارات، التي قالت إنها شملت 8 طائرات غير مأهولة وتسببت بضرر طفيف لعدة مباني.

تضرر أحد المباني التي تعرضت لهجوم المسيّرات الأوكرانية

نفي أوكراني

فيما نفت أوكرانيا ضلوعها في الهجوم، رحبت بالخبر. وقال المستشار الرئاسي الأوكراني، ميخائيل بودولياك، إن بلاده “ليس لها علاقة مباشرة” بهجمات المسيّرات لكنها “سعيدة بمشاهدتها”، متوقعًا حدوث “زيادة في عدد الهجمات” داخل روسيا.

وكانت شبكة “إن بي سي نيوز” أوردت سابقًا، نقلًا عن الوثائق الاستخباراتية الأمريكية المسرّبة، أن عملاء أوكرانيين شنوا هجمات بالمسيّرات داخل روسيا وبيلاروسيا، على عكس رغبة الولايات المتحدة والغرب. كما ذكرت التسريبات أن القادة في كييف درسوا ضرب أهداف أخرى داخل روسيا.

اقرأ أيضًا| وثائق مسرّبة تكشف تجسس الولايات المتحدة على حلفائها

موقف واشنطن

ردًا على طلب من الشبكة الأمريكية بالتعليق، أشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إلى البيانات الأخيرة لمسؤولي الإدارة التي تفيد بأن الولايات المتحدة لا تدعم شن أوكرانيا لهجمات داخل روسيا.

وقال يوم الأربعاء الماضي: “لقد أبلغنا الأوكرانيين سرًا أننا لا نرغب في رؤية المعدات الأمريكية تُستخدم لضرب الداخل الروسي، وأننا لا ندعم الضربات داخل روسيا وأننا لن نغير سياستنا بشأن تمكين أو تشجيع تلك الهجمات”.

وأضاف أن الإدارة الأمريكية كانت ثابتة على موقفها، وأن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، قدم تأكيدات لنظيره الأمريكي بأن الأوكرانيين يتفهمون تلك المخاوف ويحترمونها.

إحراج لإدارة بوتين

مسيّرات تستهدف مبنى الكرملين

في الأشهر الأخيرة، تعرضت روسيا لهجمات داخل حدودها بوتيرة متزايدة، وشمل ذلك بالمدفعية وغارات المسيّرات التي استهدفت القرى بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، مثل اجتياح أوكرانيا منطقة بيلجورود الشهر الماضي، الذي أسفر عن أيام من القتال قبل أن تتمكن القوات الروسية من استعادة السيطرة.

وحسب “إن بي سي نيوز”، تسببت الغارات الأخيرة على موسكو في إحراج حكومة فلاديمير بوتين. وانتقد المدونون الروس الموالون للحرب مسؤولي الحكومة، واتهم رئيس مجموعة فاجنر، يفجيني بريجوزين، قادة الجيش بالفشل في الدفاع عن البلاد.

اقرأ أيضًا| اجتياح قرية حدودية.. هل انتقلت المعركة داخل روسيا؟

تجنيد عملاء

كشف تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، أول من أمس الاثنين 5 يونيو، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن أوكرانيا زرعت شبكة من العملاء والمتعاطفين داخل روسيا لتنفيذ أعمال تخريبية ضد أهداف روسية، وبدأت في تزويدهم بالمسيّرات لتنفيذ الهجمات.

ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن شبكة التخريب داخل روسيا تتكون من متعاطفين موالين لأوكرانيا وعملاء مدربين على هذا النوع من الحرب. ويُعتقد أن أوكرانيا زودت هذه الشبكة بمسيّرات أوكرانية الصنع، وأخبر مسؤولان “سي إن إن” أنه لا توجد أدلة على استخدام مسيّرات أمريكية في غارات المسيرّات التي ضربت روسيا.

وأشار متحدث باسم رئيس جهاز الأمن الأوكراني، في تصريح لشبكة “سي إن إن”، إلى أن الانفجارات وغارات المسيّرات الغامضة داخل روسيا ستستمر. وقال: “سوف نعلق على حوادث “الانفجارات” فقط بعد انتصارنا”.

استراتيجية ذكية

في العلن، أدان المسؤولون الأمريكيون البارزون الضربات داخل روسيا، محذرين من إمكانية تصعيد الحرب.

لكن في حديث خاص مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية، قال مسؤولون أمريكيون وغربيون إنهم يعتقدون أن الهجمات عبر الحدود “استراتيجية عسكرية ذكية” قد تحول الموارد الروسية إلى حماية الأراضي، في الوقت الذي تستعد أوكرانيا لهجوم مضاد كبير.

ونقلت “سي إن إن” عن مصدر أمريكي أن المسؤولين الأوكرانيين قالوا سرًا إنهم يخططون لمواصلة الهجمات داخل روسيا لأنها “تكتيك إلهاء جيد” يُجبر روسيا على الانشغال بأمنها في الداخل.

اقرأ أيضًا| أوكرانيا تشن هجمات مدفعية مكثفة ضد روسيا.. هل بدأ هجوم الربيع؟