حرب وشيكة بين إسرائيل وحزب الله.. من سينتصر؟

إسرائيل على حافة حرب شاملة مع حزب الله.. تداعيات خطيرة وتحديات جديدة

بسام عباس
حزب الله في لبنان

بعد مرور أكثر من 9 أشهر على حربها مع حماس في قطاع غزة، تبدو إسرائيل الآن أقرب إلى حرب ثانية أكبر مع حزب الله على حدودها الشمالية.

وفي يونيو، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه وافق على خطط لشن هجوم واسع النطاق في جنوب لبنان، وفي منتصف يوليو، قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إن الحزب مستعد لتوسيع هجماته الصاروخية لتشمل نطاقًا أوسع من المستوطنات الإسرائيلية.

عواقب كبيرة

قالت مجلة “فورين أفيرز” في مقال للكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل، نشرته الثلاثاء 23 يوليو 2024، إن حربًا واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله ستخلف عواقب كبيرة. ومن المرجح أن يؤدي أي هجوم إسرائيلي كبير ضد حزب الله، إلى حدوث اضطرابات وزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.

وقد تكون التداعيات بالنسبة لإسرائيل نفسها صارخة، فالحرب الشاملة مع حزب الله ستكون لعبة مختلفة تمامًا، ووفقًا لتقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإن مخزون حزب الله من الأسلحة يزيد على 7 أضعاف مخزون حماس، ويتضمن أسلحة أكثر فتكًا، وإلى جانب مئات الطائرات المسيرة الهجومية، فإنها تشمل نحو 130 ألف إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة.

ساحة معركة غادرة

ذكرت المجلة أن لبنان ساحة معركة غادرة، فحرب إسرائيل الأخيرة مع حزب الله، في صيف عام 2006، كانت غير حاسمة، كما أن حزب الله أصبح أفضل تسليحًا الآن، وتشير تقديرات قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل إلى أنه إذا اندلعت الحرب الآن، فسيطلق حزب الله نحو 3000 صاروخ وقذيفة كل يوم من أيام الحرب.

وتابعت أن هذا يهدد بإرهاق الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، وسيكون لزامًا على إسرائيل أن تركز على الدفاع عن البنية الأساسية الحيوية والقواعد العسكرية، وأن تطلب من الإسرائيليين البقاء في الملاجئ، ما يمثل تحديًا يتجاوز بكثير أي شيء واجهه القادة الإسرائيليون من قبل.

وأوضحت أن إدارة بايدن لو تمكنت من التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحزب الله يتضمن انسحاب قوات حزب الله من المنطقة المحيطة بالحدود، فإن قادة إسرائيل سيجدون أيضًا صعوبة في عدم الرد على الجمهور المحلي الذي يفضل شن حرب ضد حزب الله، وإذا استسلمت إسرائيل لهذا الإغراء من دون خطة واضحة المعالم، فإن النتائج قد تكون مدمرة.

وضع متقلب

أوضحت المجلة أن الوضع على طول الحدود الشمالية ظل متقلبًا، مع تطور الحرب في غزة، ورغم أن كلا الجانبين مارسا درجة من ضبط النفس، فإن إسرائيل قررت التصعيد في مناسبات متعددة، ورفع حزب الله بدوره تدريجيًا نطاق وكمية هجماته الصاروخية، والتأثير الأكبر على إسرائيل قد يتمثل في تهجير عشرات الآلاف من الإسرائيليين.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، كان هناك قلق أكبر بكثير بشأن استخدام حزب الله المتزايد للصواريخ المضادة للدبابات، التي يصل مداها إلى 6.5 ميل وهي دقيقة للغاية ويصعب اعتراضها، والتي تسببت في الكثير من الأضرار والعديد من الضحايا في الشمال منذ بدء المواجهات.

 التحدي اللبناني

ذكرت المجلة أن حزب الله تأسس في أعقاب الغزو الإسرائيلي الأول للبنان عام 1982، وبحلول عام 2000، كان حزب الله قادرًا على طرد الإسرائيليين من المنطقة الأمنية التي أعلنها في جنوب لبنان، ما اضطر الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب الكامل بسبب القلق العام الإسرائيلي المتزايد بشأن الخسائر العسكرية.

ويعتقد العديد من المحللين الإسرائيليين أن حزب الله قد أعد نفسه بشكل جيد للجولة المقبلة، وفي الوقت نفسه، يواجه الجيش الإسرائيلي نقصًا حادًا في القنابل والقذائف الدقيقة في غزة، ما يضع قيودًا كبيرة على هجوم متزامن في لبنان، أما بالنسبة إلى القوات البرية، فإن التحدي في لبنان سيكون أصعب من غزة.

ويتعين على إسرائيل أيضًا أن تأخذ في الاعتبار المخاطر التي تهدد جبهتها الداخلية بأكملها، بما في ذلك مدن مثل تل أبيب وحيفا، والتي من المرجح أن تتعرض لهجمات صاروخية مستمرة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة الأكثر تطورًا التي لدى حزب الله.

الضغط على حزب الله

أوضحت المجلة أن بعض السياسيين والجنرالات الإسرائيليين يرون أنه من خلال تكثيف الضغط العسكري على حزب الله لبضعة أيام سيجعله يتراجع وينسحب، خوفًا من حرب شاملة والدمار الذي قد تلحقه بلبنان، وهذه حالة خطيرة من التمني، لأنه بمجرد اندلاع الحرب، سيكون من العسير على إسرائيل أن تملي على حزب الله متى يجب أن تتوقف الحرب.

وأضافت أن حزب الله، بترسانته الضخمة، يستطيع أن يرسل الإسرائيليين إلى الملاجئ لأسابيع متواصلة، وفي حالة حدوث نزاع مسلح كامل، قد لا تكون مدته قصيرة، سيحاول حزب الله، شن حرب استنزاف، على أمل أن يؤدي ذلك تدريجيًا إلى انهيار إسرائيل.

ربما يعجبك أيضا