حرب 7 أكتوبر.. رؤية نتنياهو وصراع تشكيل مستقبل الشرق الأوسط

حرب 7 أكتوبر.. هل ينجح نتنياهو في تغيير خريطة المنطقة؟

أحمد عبد الحفيظ

في صباح يوم 7 أكتوبر 2023، اندلعت واحدة من أكبر العمليات العسكرية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث شنت حركة حماس هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى في الجانب الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء.

جاءت هذه الأحداث في وقت حساس بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف الحرب بأنها “نقطة تحول” ليس فقط لإسرائيل، بل لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، ولكن، هل يستطيع نتنياهو فعلاً تحقيق رؤيته بتشكيل الشرق الأوسط بعد هذه الحرب؟

رؤية نتنياهو

بحسب تقرير صادر عن صحيفة “يديعوت أحرونوت” الأحد 6 أكتوبر 2024، فإنه منذ عودته إلى السلطة، وضع نتنياهو نصب عينيه هدف تحقيق تحول جيوسياسي في الشرق الأوسط، يرتكز على تعزيز علاقات إسرائيل مع الدول العربية من خلال اتفاقيات التطبيع، وفي الوقت نفسه توجيه ضربة حاسمة لحركات المقاومة الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي.

وبعد حرب 7 أكتوبر، يبدو أن نتنياهو يرى فرصة لتحقيق هذا التحول، خصوصاً مع الدعم القوي الذي تتلقاه إسرائيل من الولايات المتحدة وعدة دول غربية.

نتنياهو يعتقد أن الضربة القاسية لحماس قد تؤدي إلى انهيارها السياسي والعسكري، ما سيعزز موقف إسرائيل كقوة إقليمية مسيطرة ويجعلها لاعباً أساسياً في أي ترتيبات أمنية أو سياسية مستقبلية في المنطقة.

التحديات أمام رؤية نتنياهو

رغم أن نتنياهو يمتلك طموحاً كبيراً، إلا أن هناك عدة تحديات قد تعوق تحقيق رؤيته، أولا، المقاومة الفلسطينية ليست مجرد تنظيمات مسلحة، بل هي جزء من نسيج اجتماعي وسياسي أعمق، ضرب حماس عسكرياً قد يؤدي إلى تهدئة مؤقتة، ولكن لن يقضي على جذور الصراع الذي يتمثل في الاحتلال الإسرائيلي والأزمة المستمرة في غزة والضفة الغربية، بل قد تزيد هذه الحرب من تعقيد الأوضاع وتفاقم الأزمات الإنسانية، ما يدفع إلى مزيد من الغضب والتطرف.

العلاقة مع الدول العربية ليست مضمونة بالكامل، صحيح أن اتفاقيات التطبيع قد ساهمت في تحسين العلاقات مع بعض الأنظمة، لكن الشعوب العربية بشكل عام ما زالت تتضامن مع القضية الفلسطينية، في حالة استمرار التصعيد في غزة والضفة، قد تجد هذه الحكومات صعوبة في الحفاظ على علاقات ودية مع إسرائيل دون مواجهة ضغوط داخلية قوية.

الدور الإيراني وتأثيره

إحدى الركائز الأساسية في خطة نتنياهو لتشكيل الشرق الأوسط تعتمد على تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة، إيران تعد حليفاً أساسياً لحركات المقاومة مثل حماس وحزب الله، وأي تصعيد في غزة قد يؤدي إلى تدخلات إيرانية مباشرة أو غير مباشرة، مما يزيد من تعقيد الوضع.

إيران قد تستغل هذه الحرب لتعزيز نفوذها في الساحة الإقليمية عبر توجيه الدعم المالي والعسكري لحلفائها، وهذا سيجعل من الصعب على إسرائيل تحقيق تفوق طويل الأمد.

المجتمع الدولي وتغير المواقف

التحدي الآخر أمام نتنياهو يكمن في المجتمع الدولي، في حين أن إسرائيل تحظى بدعم قوي من الغرب، إلا أن استمرار العمليات العسكرية وما يصاحبها من ضحايا مدنيين قد يؤدي إلى تغيير في مواقف بعض الدول، خصوصاً في أوروبا، قد تتزايد الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل لإيجاد حل سياسي للصراع، وهو ما قد يعوق خطط نتنياهو لتوجيه الشرق الأوسط وفق رؤيته.

 رؤية غامضة

في النهاية، لا يمكن الجزم بأن نتنياهو سينجح في تشكيل الشرق الأوسط كما يتصور بعد حرب 7 أكتوبر، فرغم أن القوة العسكرية قد تحقق انتصارات مؤقتة، إلا أن الديناميات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المنطقة معقدة للغاية.

الشرق الأوسط منطقة مشتعلة بالتحالفات المتغيرة والأزمات المتجذرة، ومن الصعب أن يتمكن قائد واحد أو حرب واحدة من إعادة تشكيله بالكامل.

ربما يعجبك أيضا