“حزب الإصلاح”.. أدوار مشبوهة تفضح مخططات قطر والإخوان في اليمن

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

يوما بعد يوم تتوالى سقطات حزب الإصلاح الإخواني اليمني وتفضح ألاعيبهم وخيانتهم بتبني أجندات ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، ومحاولة زعزعة الأمن ونشر الفوضى.

ومنذ بداية الأزمة في اليمن، و”جماعة الإخوان”، يتمايلون في الاتجاه والسلوك، ويتذبذبون بين هذا وذاك، ويحاولون التقرب من الطرف الأقوى، في سياسة خبيثة لتحقيق مآربهم وسعيهم للسيطرة وخلق البدائل بما يضمن بقاءهم.

حزب الإصلاح اليمني.. فساد وإفساد

ويلجأ حزب الإصلاح إلى المراوغة بما يخدم أجنداته الإرهابية، عبر التظاهر بتأييده للحكومة الشرعية تارة، وانتقادها تارة أخرى، بينما يستمر في الخفاء وسرا في دعم ميليشيا الحوثي الانقلابية الموالية لإيران، عسكرياً واستراتيجياً.

وككل الأحزاب والتنظيمات الموالية للإخوان، لا يمانع الإصلاح اليمني بالتضحية بمصالح اليمن وشعبه، في سبيل الحفاظ على مصالحه وأيديولوجياته التخريبية.

ومنذ أطلقت القوات الموالية للشرعية عمليات تحرير الحديدة يونيو الماضي، أكدت مصادر حوثية انقلابية مشاركة عناصر من الإصلاح الإخواني، في القتال إلى جانب الميليشيات الحوثية.

صفقات الغدر السرية مع الحوثيين

أبرم الإصلاح الإخواني، في يوليو 2014، صفقة سياسية مع زعيم الحوثيين بعد زيارة لرئيس الحزب محمد اليدومي إلى مناطقهم، أعلن بعدها التنظيم وقف القتال ضد الحوثيين، بدعوى أن دولاً إقليمية تريد ضرب الإخوان بالحوثيين، بعد تصنيف فرع الإخوان اليمني تنظيماً إرهابياً.

وفي علامة أخرى على العلاقة السرية المتينة بين تنظيم الإصلاح الإخواني والحوثيين منذ اتفاقية 2014، المبرمة بين الطرفان في صعدة، سخّر حزب الإصلاح، مطابعه في صنعاء لطباعة كتب طائفية خاصة بميليشيات الحوثيين الموالين لإيران.

وتكفل نجل الأمين العام للإصلاح، عبدالوهاب الأنسي، صاحب مطابع الجيل الجديد في اليمن، بطباعة آلاف الكتب والمنشورات الطائفية للحوثيين، خلال السنوات الماضية.

تاريخ من الإرهاب والاغتيالات

وتأسس حزب التجمع اليمني للإصلاح في 13 سبتمبر 1990، على يد شيخ قبائل حاشد الراحل، عبدالله بن حسين الأحمر، بصفته تجمعاً سياسياً ذا خلفية إسلامية. وبدأ نشاط الإخوان  في اليمن بشكل سري ضد النظام، وذلك في فترة الستينيات، التي كانت لا تسمح بقيام الأحزاب السياسية.

وفي فبراير 2011، وتزامناً مع انطلاقة الثورة الشبابية اليمنية ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، دعا الحزب الإخواني اليمني جميع أنصاره إلى المشاركة في الاعتصامات حتى إسقاط النظام.

ولجأ “الإصلاح” إلى الفوضى والترهيب وتبني الاغتيالات، في عدة مناطق في اليمن، بما فيها عدن وتعز، تجاه الأئمة ورجال الدين المناهضين لفكرهم الإرهابي، وتسييس الدين لخدمة مصالحهم.

ويسعى تنظيم الإخوان في اليمن للاستحواذ على المساجد من قبل ذراعه “حزب الإصلاح” وتغيير خطباء وأئمة مساجد يتبعون للحزب، على غرار ما قامت به ميليشيا الحوثي أثناء سيطرتها على صنعاء أواخر 2014، وذلك من أجل توجيه الخطاب التعبوي التحريضي الذي يتوافق مع فكرهم الخبيث.

خنجر قطر المسموم في اليمن

التقارب الرخيص بين الإخوان في اليمن وميليشيا الحوثي، هو انعكاس صريح للعلاقة بين قطر وإيران. وفيما تقدم إيران دعما عسكرياً لميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن من جانب، تُعد قطر الراعي الرسمي للإخوان هناك، وتضخ عليهم الأموال لتنفيذ أجنداتها.

وخدمت العلاقة “الحميمة” بين تنظيم الحمدين في قطر ونظام الملالي في إيران، في الفترة الأخيرة، التقابر بين رأسي الأفعى في اليمن، متمثلان في تنظيم الإخوان الإرهابي، وميليشيا الحوثي الانقلابية.

يقول ناشطون يمنيون: إن تنظيم الإخوان الإرهابي الموالي لقطر بات خنجرا مسموما في خاصرة اليمن، في أعقاب تحالف التنظيم الممول من الدوحة مع جماعة الحوثيين الموالية لإيران.

مخطط خبيث لنهب ثروات الجنوب

أطلق الإخوان حملة تحريض وتعبئة وتجنيد للقتال ضد الجنوبيين، وأصدروا عشرات الفتاوى التكفيرية أبناء الجنوب، باعتبارهم كفاراً يجب قتالهم، ومن أشهر هذه الفتاوى تلك المعروفة بفتوى الديلمي، التي يعاني منها الجنوبيون إلى اليوم.

واستمر حزب الإصلاح في السعي للوصول إلى السلطة والسيطرة، على المحافظات الجنوبية الغنية بالثروات الطبيعية، وهو ما تأكد بعد ركوب الحزب موجة الاحتجاجات الشعبية في 2011، ونجحوا بعد التسلل إلى الجهاز الإداري في تعيين مسؤولين وموظفين موالين لهم في أجهزة المؤسسة الجنوبية.

وعندما سيطر الحوثيون على صنعاء سارعت قيادات حزب الإصلاح بإعلان الولاء لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، مقابل ضمان مصالحهم التجارية والمالية.

إخوان اليمن.. الوجه الآخر للقاعدة

يقول مختصون في الجماعات الإرهابية: إن داعش والقاعدة هما تنظيمان يمنيان تحركهما جماعة الإخوان الموالية لقطر وجماعة الحوثيين الموالية لإيران، إذ نفذ داعش العديد من العمليات ضد المقاومة، ولم يستهدف أبداً الحوثيين، الأمر الذي فسره مختصون بأنه دليل على أن داعش اليمن هو أحد أدوات إيران.

أما تنظيم القاعدة في اليمن، فمعروف منذ سنوات بولائه لتنظيم الإخوان، فالتنظيم الذي كان يحتل مرافق حكومية في عدن من بينها المجلس المحلي في المنصورة، لم يعترض مثلاً عندما كانت قيادات إخوانية تزور المبنى وتلتقي بعناصر التنظيم.

العقيد يسران مقطري، قائد قوات مكافحة الإرهاب في عدن، أكد في تصريحات صحفية، أن “تنظيم الإخوان في اليمن هو الوجه الآخر لتنظيم القاعدة الإرهابي، مؤكداً أن لديه أدلة عن تورط الإخوان في عمليات إرهابية ضربت عدن، مثل الهجوم على مقر البحث الجنائي وتدميره”.

ربما يعجبك أيضا