حزمة إنقاذ خليجية لباكستان بـ5 مليارات دولار.. الفيضان يغرق الاقتصاد

فاقمت الفيضانات الأخيرة الأزمة الاقتصادية في باكستان التي تعاني بالفعل أزمات سياسية طاحنة، وتراجع الاحتياطي النقدي دون 8 مليارات دولار.

وأعلنت الإمارات والسعودية وقطر عن استثمارات في باكستان، في محاولة لإنقاذ البلاد من الغرق في نفق الأزمات الاقتصادية والفيضانات التي عصفت بمحاصيل واقتصاد البلاد، وأدت إلى وفاة العشرات، ونالت من 33 مليون فرد على الأقل من أصل 220 مليون نسمة.

الخليج يضخ 5 مليارات.. ويضمن 8 من «صندوق النقد»

تستعد الإمارات لاستثمار مليار دولار أمريكي في الشركات الباكستانية، في مختلف القطاعات الاقتصادية والاستثمارية، ضمن خطة للتعاون تشمل الغاز والبنية التحتية للطاقة والطاقة المتجددة والرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا الزراعة والخدمات اللوجستية والاتصالات الرقمية والتجارة الإلكترونية والخدمات المالية، حسب ما نشرت صحيفة “الاتحاد” الإماراتية في 5 أغسطس 2022.

ودخل جهاز قطر للاستثمار أيضًا على الخط، ويسعى لاستثمار 3 مليارات دولار في باكستان، مقدمًا دعمًا لاقتصاد البلاد الذي يعاني ضائقة مالية، في القطاعات المختلفة، حسب ما نشر موقع قناة “الشرق” السعودية في 24 أغسطس 2022. وفي اليوم التالي وجه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، باستثمار مليار دولار في باكستان، لدعم اقتصادها حسب تقرير للقناة نفسها.

وأشار تقرير “الشرق” إلى أن الدول العربية، قدمت ضمانات لصندوق النقد الدولي، لدعم باكستان بـ8 مليارات دولار، ليرفع الاحتياطي الأجنبي لدى إسلام آباد إلى 16 مليار دولار، بحلول نهاية السنة المالية في يوليو من العام المقبل 2023.

الفيضانات تغرق نصف البلاد

بسبب التغيرات المناخية التي عصفت بالعالم، جرفت المياه الغزيرة في نهر سوات شمالي باكستان، الجسور والطرقات، وعزلت قرى بكاملها، ووضعت ثلث السكان في وضع منفصل عن العالم.

وقالت وزيرة شؤون المناخ في باكستان، شيري رحمان، إن ثلث مساحة البلاد غرق بالكامل في أعقاب الفيضانات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد، حسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في 29 أغسطس 2022. ووصفت الوزيرة الوضع بأنه “أزمة ذات أبعاد لا يمكن تصوّرها، فكل شيء تحول إلى محيط واحد، ولا توجد أرض جافة لسحب المياه إليها”.

أضرار بـ10 مليارات دولار

على خلفية هذه الأزمات، وجه وزير الخارجية الباكستاني، بيلاوال بوتو زرداري، نداء عاجلًا للحصول على مساعدات دولية، قائلًا إنه يخشى تجاوز قيمة الأضرار الناجمة عن الكارثة الطبيعية للتقديرات الحالية البالغة 10 مليارات دولار، مضيفًا أن الأزمة في البلاد لا تزال مستمرة وفي مرحلة الإنقاذ والإغاثة، وفق تقرير نشرته CNBC اليوم الجمعة 2 سبتمبر 2022.

وحسب التقرير، تضررت الدولة بشدة من جائحة كوفيد -19، وانخفضت عملتها، في حين تضاءل صافي الاحتياطيات الأجنبية إلى 8 مليارات دولار في أغسطس 2022، وفقًا لبنك الدولة الباكستاني.

دمار 90% من المحاصيل وارتفاع التضخم

تضررت المناطق الريفية في باكستان بشدة من الفيضانات، التي سيكون لها تأثيرًا مضاعفًا في الزراعة بباكستان، ثم في تكلفة الغذاء. وقال وزير الخارجية الباكستاني إن ما بين 80% و90% من محاصيل باكستان تضررت بسبب الفيضانات، مضيفًا أن باكستان وجهت نداءً مشتركًا مع الأمم المتحدة لجمع 160 مليون دولار.

وذكرت لجنة الإنقاذ الدولية أن 4 ملايين فدان من المحاصيل قد دمرتها الفيضانات، فضلًا عن نفوق 800 ألف رأس من الماشية. وكان تضخم أسعار الغذاء في الريف أعلى بكثير مقارنة بالمناطق الحضرية قبل الفيضانات، فقد ارتفعت تكلفة البصل في المناطق الحضرية 89% من يوليو 2021 إلى يوليو 2022 وفي المناطق الريفية تجاوزت هذه التكلفة 100%.