حسن نصر الله.. غموض حول مراسم التشييع وموعد الدفن

محمد النحاس
حسن نصرالله

الدفن المؤقت له أسس في الفقه الشيعي، حيث يجوز دفن الشخص بشكل مؤقت في حال وجود عوائق تمنع نقله إلى مكان دفنه النهائي كما أوصى المتوفى.


تباينت الأنباء حول مصير دفن الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بعد مقتله في 27 سبتمبر، إثر غارات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية. 

ومنذ ذلك الحين، لم يعلن الحزب عن تنظيم مراسم تشييع رسمية، أو موعد دفن جثمان حسن نصرالله، فلماذا تأخر الدفن؟ وما سر تباين الأنباء حول مصير الجثمان؟ وهل يجوز وفق المذهب الشيعي دفنه مؤقتًا؟ 

دفن سري 

مصدر مقرب من الحزب كشف لوكالة “فرانس برس”، اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024، أن جثمان نصرالله دُفن “كوديعة” في موقع سري، نتيجة التهديدات الأمنية من إسرائيل التي تمنع إقامة جنازة شعبية.

وأشار المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن هذه الخطوة مؤقتة حتى تتهيأ الظروف لتشييع واسع. الخوف من الغارات الإسرائيلية المحتملة على الجنازة أو موقع الدفن دفع الحزب لاتخاذ هذا الإجراء.

هل يجوز الدفن مؤقتًا؟ 

الدفن المؤقت له أسس في الفقه الشيعي، حيث يجوز دفن الشخص بشكل مؤقت في حال وجود عوائق تمنع نقله إلى مكان دفنه النهائي كما أوصى المتوفى.

 رجل دين أوضح لوكالة فرانس برس أن هذه الممارسة تتطلب وضع الجثمان في صندوق خشبي ودفنه تحت التراب كوديعة، إلى حين توفر الظروف المناسبة لنقله.

ويُستخدم الدفن المؤقت في الحالات التي تتطلب الحفاظ على الجثمان لفترة معينة قبل نقله إلى مكان الدفن النهائي، خاصة في حالات الأزمات أو الحروب.

محاولة لتأمين التشييع

وفي المقابل، نفت مصادر داخل الحزب التقارير التي تحدثت عن دفن نصرالله في موقع سري، مؤكدة أن القرار بشأن مكان وموعد الدفن لم يُتخذ بعد، بحسب نقلت صحف إقليمية.

كان حزب الله قد حاول الحصول على ضمانات دولية، من خلال وساطة قادة لبنانيين مع الجانب الأمريكي، لتأمين جنازة جماهيرية آمنة لنصرالله.

 لكن تلك الجهود باءت بالفشل بسبب الضربات الإسرائيلية المتواصلة على معاقل الحزب في الضاحية الجنوبية ومناطق جنوب لبنان.

مصدر آخر يؤكد 

الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، محمد علي الحسيني، أكد أن نصرالله دُفن بالفعل كوديعة في مقبرة الرادوف، بجوار مرافقه علي سلمان، وفقًا لوصيتهما المشتركة. 

الحسيني أوضح لوسائل إعلام عربية، أن الصلاة على نصرالله جرت بشكل سري ليلة الأحد، بحضور خمسة أشخاص فقط، بينهم هاشم صفي الدين، وخليل حرب، المسؤول العسكري الجديد في الحزب، بالإضافة إلى شخصين من القيادات الأمنية. بعد الصلاة، تم التوجه مباشرة إلى القبر الذي أُعد مسبقًا لدفنه مؤقتًا، على أن يُنقل لاحقًا لموقع آخر حسب وصيته.

ربما يعجبك أيضا