حصاد 2022| البامية للجراحة والنمل للسرطان.. اكتشافات علمية من الطبيعة

الطبيعة هي مصدر إلهام للاكتشافات العلمية المذهلة في مواجهة التهديدات التي يمثلها تغير المناخ والأنشطة البشرية.

وتمثل الحيوانات والنباتات للبشرية أهمية كبيرة أكثر من أي وقت مضى، وتستمر في إلهام العديد من الاكتشافات العلمية، وأحيانًا بطرق غير متوقعة للعلماء والباحثين، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية (أ .ف .ب).

اكتشافات علمية مذهلة في 2022

تستعرض شبكة “رؤية” الإخبارية حصاد الطبيعة 2022، وأهم الاكتشافات والاختراعات العلمية خلال عام 2022، بحسب شبكة “RFI الفرنسية”.

وصرح اختصاصي الطب الحيوي Biomedicine ألون جوروديتسكي من جامعة كاليفورنيا في إيرفاين، قائلًا: “الطبيعة أمضت مئات الملايين من السنين في تطوير حلول أنيقة لمشكلات معقدة للغاية، ولذلك، من خلال النظر إلى هذا، يمكننا توفير الوقت وإيجاد حلول صالحة على الفور”.

اكتشافات علمية مذهلة في 2022

ومن أدوات تسخين الطعام المصنوعة من جلد الحبار إلي خضار البامية في العمليات الجراحية ومواد من مخاط البقر، لمكافحة الفيروسات المنقولة جنسيًّا إلى مجموعة مختارة من الأعمال العلمية لهذا العام 2022 المستوحاة من الطبيعة، نجحت الطبيعة في إمداد العلماء بمزيد من التجارب العلمية، وفقًا لما صرح به غوروديتسكي لوكالة فرانس برس.

استخدام البامية في العمليات الجراحية

من خلال دراسة، نُشرت في شهر يوليو الماضي بمجلة Advanced Healthcare Materials، أجرى الباحثون دراسة على نبات البامية. وقال الباحث مالكولم شينج من جامعة مانيتوبا الكندية، إن خضار البامية، نبات استوائي، يمكن أن يحقق نتائج فعالة في كل من الطبخ والطب معًا.

وهذه الخضراوات (البامية) ذات الملمس اللزج ألهمت الباحث شينج القائم على الدراسة، من جامعة مانيتوبا الكندية، أنه بمجرد عصره وتجفيفه إلى مسحوق، يمكن تحويله إلى جل (هلام بيولوجي) فعال يخلق حاجزًا فعالًا يمكن من خلاله أن يقلل جلطات الدم.

تحويل البامية لعصيرثم تجفيفها إلى مسحوق

البامية ضمادة طبيعية توقف النزيف

باستخدام هذا المسحوق بعد التجفيف، يمكن صنع ضمادة طبيعية لوقف النزيف بسرعة فائقة في أثناء العمليات الجراحية، واختبار هذا الابتكار العلمي على إصابات القلب والكبد على الكلاب والأرانب، أدى إلي توقف النزيف في دقيقة واحدة ودون استخدام الغرز الجراحية.

ومن المقرر إجراء تجارب بشرية لهذا الاكتشاف العلمي في السنوات المقبلة، بحسب ما نشر في مجلة Advanced Healthcare Materials.

استخدام مخاط البقر لمكافحة الفيروسات

توصلت دراسة، جرت في سبتمبر، إلى أن مادة مخاط البقر يمكن أن يكون فعالًا أيضًا في الحد من انتشار الأمراض المنقولة جنسيًّا، مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو الهربس، ويتكون المخاط من بروتين يسمى “mucin”، والذي قد يكون له خصائص مضادة للفيروسات المنقولة جنسيًّا.

السائل الهلامي المستخدم في الدراسة

وقد استخرجها العلماء من الغدد اللعابية للأبقار، وجرى تحويلها إلى مادة هلامية مرتبطة بالفيروسات الصغيرة ويمكنها القضاء عليها، وبعد الاختبارات المعملية، أظهر الباحثون أن مادة السائل الهلامي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية 70% وخطر الهربس 80%.

ومع ذلك، فإن هذا العمل لا يزال في مراحله الأولى فقط، وفقًا للباحثين القائمين على الدراسة، ولم يجر اختباره بعد على البشر ولا ينبغي، على عكس الواقي الذكري الذي أثبت فعاليته من خلال تجارب الدراسة التي نشرت في مجلة Advanced Healthcare Materials.

استخرج الباحثون المخاط من الغدد اللعابية للأبقار وحولوها إلى مادة هلامية تتخلص من الفيروسات وتقيّدها

الخنافس المتوهجة للتدخل السريع

ألهمت الخنافس المتوهجة (اليراعات الروبوتية) التي تضيء سماء الليل، علماء معهد ماساتشوستس في جامعة كامبريدج بولاية ماساتشوستس للتكنولوجيا، لتطوير روبوتات صغيرة، يمكنها إصدار الضوء عند الطيران.

الخنافس المضيئة للتدخل السريع

وبعد ذلك، جهز الباحثون الروبوتات بأجنحة مجهزة بعضلات اصطناعية (محركات) وجرت إضافة جزيئات باعثة للضوء إليها، بمجرد تجهيزها بأجهزة استشعار، ويمكن للروبوتات التدخل السريع على نحو مستقل في عمليات الإنقاذ بمبنى منهار لا تستطيع الروبوتات الكبيرة الوصول إليه.

النمل يكتشف السرطان بشمّ البول

تشير التقديرات إلى وجود 20 تريليون نملة في العالم، اكتشف الباحثون نوعًا من النمل يمكن أن تشم رائحة السرطان في الأورام البشرية. ولهذا السبب ركز الباحثون، في دراسة أجريت بجامعة السوربون بباريس، ونشرت على موقع بيوركسيف للعلوم الباحثية، اهتمامهم على الحيوانات الكلاب،والنمل.

وقد استخدم العلماء وعاءً يحتوي على ماء محلى لتدريب النمل على التفرقة بين شم بول الفئران، التي زرعت فيها أورام سرطانية بشرية، وأخرى لم تكن مصابة بهذه الأورام.

تدريب النمل علي اكتشاف السرطان عن طريق شم البول

ونتائج الدراسة، تمكن نحو 100 نملة من التعرف على سرطان المبيض ونوعين من سرطان الثدي في 95% من الحالات، في حين يستغرق تدريب الكلاب على هذا النوع من الاكتشاف 6 أشهر على الأقل، عكس النمل يكمل المهمة في أقل من ساعة.

جلد الحبار غلاف قادر على ضبط مستوى الحرارة

وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Nature Sustainability في مارس، فإن جلد الحبار ألهم مؤلف الدراسة ألون غوروديتسكي مواد التعبئة والتغليف التي يمكن أن تحافظ على دفء القهوة والطعام لفترة طويلة أو أقل، حسب الرغبة.

جلد الحبار غلاف قادر على ضبط مستوى الحرارة

وتحتوي الحبار على أعضاء صغيرة تسمى الكروماتوفورات، والتي تغير حجمها كثيرًا، ويمكن أن تساعدها أيضًا على تغيير لونها. ولمحاكاة هذه الأعضاء المليئة بالأصباغ، قال المؤلف  للدراسة، غوروديتسكي، من جامعة كاليفورنيا في إيرفاين، إنهم طوروا “جزرًا معدنية صغيرة حيث يمكنهم الابتعاد عن بعضهم وبعض”.

وبهذا الانقباض، يمكن بعد ذلك التحكم في مستوى الحرارة اعتمادًا على مقدار تمدد المادة. وقال غوروديتسكي: “إذا وضعته حول شيء ساخن، على سبيل المثال، فنجان قهوة أو شطيرة ساخنة، يمكنك التحكم في معدل تبريده”. وأضاف جوروديتسكي: “الطبيعة هي حقًّا مثال الابتكار والتكنولوجيا”.