حصاد 2022| الحرب الروسية الأوكرانية.. تعقيدات ميدانية متزايدة

آية سيد
في مرحلة حرجة من الحرب.. كيف يهرب الأوكرانيون من التجنيد؟

كانت الحرب الروسية الأوكرانية هي الحدث الأبرز في عام 2022. وفي هذا التقرير، نستعرض أهم التطورات الميدانية التي شهدتها الحرب.


تصدرت الحرب الروسية الأوكرانية أحداث 2022، بعدما تسببت في مقتل عشرات الآلاف ونزوح ملايين الأشخاص من منازلهم.

وإضافة إلى ذلك، أدت الحرب إلى أزمات في الطاقة والغذاء وارتفاع الأسعار عالميًّا. ونستعرض، في هذا التقرير، أهم التطورات الميدانية لها، بعدما دخلت شهرها العاشر دون وجود أي بوادر تلوح في الأفق لنهاية وشيكة.

عملية عسكرية خاصة

في صباح الخميس 24 فبراير 2022، عبرت الدبابات الروسية إلى الأراضي الأوكرانية، في ما وصفته روسيا بـ”عملية عسكرية خاصة” لحماية سكان دونباس، بعد أشهر من التعزيزات العسكرية وحشد القوات على الحدود.

ووصلت القوات الروسية إلى ضواحي كييف، إلا أنها لم تتمكن من دخول العاصمة بسبب المقاومة الأوكرانية. وتحركت الدول الغربية سريعًا لدعم أوكرانيا، عن طريق إرسال المساعدات العسكرية وفرض عقوبات صارمة تستهدف القطاعين المالي والتكنولوجي، للضغط على موسكو اقتصاديًّا وإرغامها على التراجع.

الحرب الروسية الأوكرانية

دبابات روسية

مكاسب روسية

استطاعت القوات الروسية، في بداية الحرب، الاستيلاء على عدة مدن استراتيجية شرقي وجنوبي أوكرانيا، مثل جزيرة الثعبان، التي تقع في موقع استراتيجي في البحر الأسود قبالة ميناء أوديسا، ومدينة ماريوبول، ثاني أكبر مدينة في دونيتسك، ومحطة زابوروجيا النووية، وميليتوبول، وخاركيف، وخيرسون.

وأفادت تقارير أن الروس ارتكبوا أعمالًا وحشية قد ترتقي إلى جرائم حرب، بنحو استراتيجي وممنهج في أوكرانيا. واستخدمت القوات الروسية الضرب والتعذيب والإعدام ضد المدنيين الأوكرانيين في المدن التي احتلوها، أبرزها بوتشا.

التطورات الميدانية في الحرب الروسية الأوكرانية

جثث مدنيين في بوتشا

نجاحات أوكرانية

رغم تفوق القوات الروسية في العدد والعتاد على نظيرتها الأوكرانية، فإن الأخيرة صمدت، ونجحت في استعادة بعض الأراضي بفضل المساعدات العسكرية الغربية المستمرة، آخرها موافقة واشنطن على إرسال منظومة “باتريوت” الدفاعية الصاروخية المتطورة إلى أوكرانيا.

وتمكنت القوات الأوكرانية، باستخدام الأسلحة الغربية، من شن هجمات مضادة واستعادة مدن استراتيجية، مثل خاركيف، وماريوبول، وأجزاء كبيرة من خيرسون.

استراتيجية جديدة

اتبعت أوكرانيا استراتيجية جديدة تتمثل في “تدمير اللوجيستيات، وخطوط الإمداد ومستودعات الذخيرة وغيرها من البنية التحتية العسكرية” لروسيا، حسب تصريحات لمستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيلو بودولياك.

التطورات الميدانية في الحرب الروسية الأوكرانية

تفجير جسر القرم

وشملت الضربات الناجحة التي حققتها أوكرانيا، إغراق الطراد “موسكفا” في إبريل الماضي، وشن سلسلة من الانفجارات على قاعدة عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم، وشن هجوم على مقر قيادة أسطول البحر الأسود، في أغسطس الماضي.

وفي مطلع أكتوبر الماضي، وقع انفجار على جسر “كيرتش” الحيوي، الذي يربط روسيا وشبه جزيرة القرم. ولاحقًا في الشهر نفسه، تعرض أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول لهجوم بالمسيرات، واتهم الكرملين أوكرانيا وبريطانيا بالوقوف وراء الهجوم.

تعبئة عسكرية وتهديدات نووية

على خلفية التعثر الروسي في أوكرانيا، وقع بوتين مرسومًا بفرض تعبئة عسكرية جزئية في نهاية سبتمبر الماضي، ما أثار غضب المواطنين الروس، ودفعهم إلى الاحتجاج ومحاولة الهروب من روسيا.

وأعلن الرئيس الروسي أيضًا ضم 4 مناطق أوكرانية، لوغانسك ودونيتسك ومعظم خيرسون وزابوروجيا، ووضعها تحت المظلة النووية الروسية. واتهم بوتين الغرب بمحاولة ابتزاز روسيا نوويًّا، ملوحًا بإمكانية استخدام موسكو للأسلحة النووية.

التطورات الميدانية في الحرب الروسية الأوكرانية

قوات الأمن الروسية تعتقل محتجين في سان بطرسبرج

ودعا بعض الحلفاء المقربين من الرئيس الروسي، مثل الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، ومؤسس مجموعة “فاجنر”، يفجيني بريجوزين، لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية، ما دفع واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، للتحذير من أن استخدام هذه الأسلحة لن يمر دون عواقب وخيمة.

التطورات الميدانية في الحرب الروسية الأوكرانية

أسلحة نووية روسية

تسليح الشتاء

مع اقتراب فصل الشتاء، تحاول موسكو الضغط على دول الغرب باستخدام ورقة الطاقة، في ظل ازدياد المخاوف من انقطاع الكهرباء بسبب توقف الإمدادات الروسية وارتفاع أسعار الطاقة. وفي سبتمبر الماضي، وقعت انفجارات في خطي أنابيب “نورد ستريم” 1 و2، تحت بحر البلطيق بالقرب من السويد والدنمارك.

وأشارت أصابع الاتهام إلى ضلوع موسكو في التخريب، للضغط على الدول الغربية التي تدعم كييف. ومن جهة أخرى، بدأت روسيا استهداف البنية التحتية لأوكرانيا عن طريق تكثيف الضربات والقصف الجوي على البنية التحتية الحيوية، ومنشآت الطاقة في كييف وعدة مناطق أوكرانية.

وتسبب هذا الاستهداف في انقطاع الكهرباء، ولتنفيذ تلك الضربات، استعانت موسكو بالمسيرات الإيرانية. وأشارت التقارير إلى أن طهران وافقت على تزويد موسكو بصواريخ أرض-أرض والمزيد من المسيرات.

التطورات الميدانية في الحرب الروسية الأوكرانية

شبكات الطاقة

حرب طويلة الأمد

أعلن الرئيس الروسي، يوم الأربعاء 7 ديسمبر الحالي، أن “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا تستغرق وقتًا أطول من المتوقع، ولكنها نجحت في الاستيلاء على أراضٍ جديدة، موضحًا أن الأسلحة النووية الروسية تعمل كرادع أمام تصعيد الصراع.

التطورات الميدانية في الحرب الروسية الأوكرانية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

وفي اجتماع متلفز مع مجلس حقوق الإنسان الروسي، قال بوتين إنها قد تكون “عملية مطولة”، متعهدًا بمواصلة القتال من أجل المصالح الروسية وحماية الروس “بكل الوسائل المتاحة”، وفق ما نقلت وكالة “أسوشيتد برس“.

وأشاد القائد الروسي بالمكاسب التي حققتها موسكو، لافتًا إلى أن بحر آزوف أصبح “بحرًا داخليًّا لروسيا”، وأعلن أن موسكو لا تحتاج إلى تعبئة عسكرية إضافية في الوقت الحالي.

طموحات حربية روسية

في تصريحات لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، أول من أمس الثلاثاء 13 ديسمبر، قال وزير الخارجية الأوكراني، ديمترو كوليبا، إن القوات الروسية لا تزال تأمل شن عمليات هجومية مطلع العام المقبل، رغم الانتكاسات التي تكبدتها حتى الآن.

وقال كوليبا: “أعتقد أن روسيا قد تستعيد قدرتها على شن هجوم كبير بنهاية يناير المقبل، أو فبراير”. واستشهد كولبيا بالخطوات التي اتخذتها روسيا مؤخرًا، والمتمثلة في إعلان التعبئة العسكرية، وتدريب مجندين جدد، ونقل الأسلحة الثقيلة عبر البلاد.

وقال: “إنهم لا يزالون يحتفظون بالأمل أنهم سيستطيعون اختراق خطوطنا والتقدم نحو العمق الأوكراني”، لافتًا إلى أن أهداف الكرملين الحربية لم تتغير منذ بداية الحرب، وهي احتلال كل أوكرانيا، وشدد كوليبا على أن الأوكرانيين سيفعلون كل ما في وسعهم لمنع ذلك.

ربما يعجبك أيضا